أنا لست آسفا أن أموت ولكنني آسف أن أموت بين شعب ميت

أنا لست آسفا أن أموت

ولكنني آسف أن أموت بين شعب ميت

د. عاصم العظم

سأروي لكم قصة تاريخية حزينة ومؤثرة...أصدرت محكمة جمال باشا السفاح عام 1916 حكما باعدام 21 شخصية وطنية بالأعدام شنقا...تم اعدام 7 في دمشق و 14 في بيروت وتم تسمية الساحتين فيما بعد بساحة الشهداء...كان من بين المحكوم عليهم مفتي مدينة حمص الشيخ عبد الحميد الزهراوي وكان قد تجاوز الثمانين من العمر...حين وقف على منصة المشنقة نظر حواليه ورأى مئات المتفرجين من المواطنين السوريين...قال يومها صيحته الشهيرة : أنا لست آسفا أن أموت ولكنني آسف أن أموت بين شعب ميت...أعتقد أن هذه الصيحة لا زالت قائمة...للتذكير فقط بهذه المناسبة أن رئيس المحكمة التي حكمت على الشخصيات الوطنية هو لبناني من آل البزرة وابنه هو الفريق عفيف البزرة قائد جيش القطر الشمالي في الجمهورية العربية المتحدة والذي كان قبلا أحد أعضاء محكمة قتلة العقيد عدنان المالكي وكان أيضا كما هو معروف شيوعيا.