ماذا يا غزة  لو تشافيز كان حيا؟!

ماذا يا غزة  لو تشافيز كان حيا؟!

رضا سالم الصامت

لاشك أنكم يا معشر القراء الكرام ، تتذكرون الرئيس الفنزويلي  الراحل " الرجل صاحب الموقف المشرف " الذي سخر من شيء اسمه اسرائيل تدافع عن نفسها و عن أرضها و عرضها و شرف أمتها ....

 نعم سخر منها و من من يقف إلى جانبها ، وقتها في حرب مماثلة عام 2009  كالتي تجري الآن في العام 2014 على غزة بتعلة أن بضعة صواريخ سقطت على بلدات اسرا ئلية ، فالتجأت دويلة اسرائيل بكل حماقة أن تشن حربها لتقتل المدنين من أطفال و نساء و شيوخ رامية بعرض الحائط كل قوانين حقوق الإنسان  فهاجمت غزة و من فيها جوا وبرا وبحرا بأعتى الأسلحة المتطورة و المحرمة دوليا و أحرقوا كل شيء  حتى البيوت والمدارس والمستشفيات والمساجد ومواقع الأونروا ومصادر المياه ومحطات الكهرباء.. وقتلوا الأبرياء من المدنين منهم النساء و الشيوخ و الأطفال الذين لا يملكون قوت يومهم بسبب الحصار الجائر.

هاجموا غزة بذريعة صواريخ تطلقها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل و هي صواريخ تخلف حفرة في الأرض مع تهشم زجاج نوافذ أو ثقب في سقف وجرح طفيف لأشخاص يغادرون المستشفى بعد ساعة ..

الرئيس الفنزويلي الرحل هوغو تشافيز كان مقتنعا تماما بالغطرسة الاسرائلية و لذلك قرر بعد تمعن أن ما تقوم به إسرائيل غير منطقي لأن الجريمة واضحة ولأن إسرائيل هدفها إبادة شعب غزة لا غير فما حصل لغزة من جرائم حرب لا يمكن التستر عليه أبدا و لا تستحق مجرد إدانة أو استنكار و عليه يجب مثول حكام إسرائيل على المحاكم الدولية لمجرمي الحرب.

تشافيز اتخذ قرارا وقتها و هو طرد السفير الصهيوني وستة من مساعديه بوصفهم ممثلين لكيان نازي إرهابي. و انه لعمرى لقرار صائب ، تبعته عديد الدول التي كانت لها علاقات مع هذا الكيان العنصري

ياليت لو كل الدول التي لها علاقات مع هذا الكيان المتعجرف أن ينسجوا على منوال هذا الرجل الذي ها نحن نذكره بالخير رغم رحيله عنا في 5 مارس 2013 بعد صراع مرير مع مرض السرطان.. فلروحه الزكية ألف تحية  ، أنت من علمتنا أن في العالم مازال و ما يزال ضمير حي يبكى وقلب يحس بغيره وأمل في عدل يمكن تطبيقه وصدق الإمام الشافعى حين قال : نعيب زماننا والعيب فينا - وما لزماننا عيب سوانا -ونهجو ذا الزمان بغير ذنب - ولو نطق الزمان لهجانـا - وليس الذئب يأكل لحم ذئب - ويأكل بعضنا بعضا عيان .

كان تشافيز رجلا عظيما  رحل و ترك قلبه لقضية فلسطين التي اعتبرها قضيته الشخصية  و دافع عنها بكل بسالة و قف في وجه الصهاينة  و قال لهم :  ينبغي جر الرئيس الاسرائلي إلى محكمة دولية و معه الرئيس الأمريكي  لو كان لهذا العالم ضمير حي ، يقولون إن الرئيس الصهيوني شخص نبيل  يدافع عن شعبه و عن وطنه  فعن أي شعب  يتشدق المتخلفون  انه شعب كان يعيش في الشتات و عن أي وطن يتشدقون انه وطن  سلبوه و سرقوه  واغتصبوه غدرا و ظلما و طغيانا ... فأي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه ....

تشافيز قطع العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا واسرائيل بعد العدوان الهمجي على قطاع غزة 2008- 2009. كان موقفه مشرف جدا و هو  المؤيد للقضية الفلسطينية ولا غرابة لأنه  وريث المناضل الكبير سيمون بوليفار، ابو استقلال عدد من دول اميركا اللاتينية بما فيها فنزويلا..