أنظمة عربية ستسقط بعد حرب غزة

حلمي الأسمر

لقد ثبت، بما لا يدع مجالا للشك، أن الفلسطينيين لم يكونوا يقاتلون (إسرائيل) فقط، بل كانوا يقاتلون منظومةً متكاملةً من الاصطفاف العربي والدولي الذي كان يدعم إسرائيل سراً بكل قوة. وبذلك، فإن أهمية الحرب على غزة، اليوم، أنها أسقطت الأقنعة عن وجوهٍ طالما تشدقت بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، فيما كانت، بالخفاء، تمد (إسرائيل) بأسباب القوة، بعد أن كان لها الذراع الطولى في إقامتها. حرب "العصف المأكول" يبدو أنها ستعيد رسم خارطة المنطقة، مهما كانت نتيجتها، فقد أعادت تصنيف الدول، حسب مواقفها، بصورةٍ لا لبس فيها، من مع إسرائيل، ومن مع فلسطين بلا رتوش. لسنوات خلت، انطلت كذبة وقوفها ضد إسرائيل، و "دعم" الشعب الفلسطيني، واليوم، سقطت ورقة التوت، وبانت عوراتها بأقبح ما يمكن، وهي معادلة لها ما بعدها!