ارتفاع في تعاطي الفلسطينيين للمخدرات المهجنة

ارتفاع في تعاطي الفلسطينيين للمخدرات المهجنة

تحقيق: هيثم الشريف

صحيفة الحـدث الفلسطيني

"مستر نايس..هيرتسل... أمستردام.. أكسجين" مخدرات مهجنة ومركبة كيماويا تدخل من إسرائيل في ظل غياب قانون لمكافحة المخدرات

تجار المخدرات يبرعون في تغيير التركيبة الكيماوية للمخدر كي لا تُدرج على قائمة الممنوعات

 " مسطولون، مبسوطون، هايدرو، مستر نايس، هيرتسل، أمستردام، أكسجين، نايس جاي، سمارت جوكر" تلك هي بعض الأسماء لأنواع حديثة من المخدرات المهجنة والمركبة كيماويا، والتي بدأت بالتسلل لأراضي السلطة الفلسطينية من إسرائيل نهاية العام 2012، حيث أنه ورغم محاولات منع تداولها وحظرها من قبل السلطة الفلسطينية، فقد ثبت أن هناك ارتفاعا في توجه الفلسطينيين نحو المخدرات المهجنة والمحسنة، وذلك ما أكده نائب مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات المقدم عبدالله عليوي" في السنوات الماضية كانت المواد المخدرة الأكثر انتشارا هي الماريجوانا والحشيش وحبوب Ecstasy، إلا أن70% من قضايا الضبط المسجلة في العام 2013 متعلقة بحالات أشتباه بمادة القنب الهندي المحسن أو المهجن، والتي تشبه من حيث الشكل مادة القنب(المخدرات التقليدية)، غير انه مضاف إليها بعض المواد الكيماوية، كالمركب العضويTHC) )، الذي يعمل على تركيز الفعالية ويجعل تأثيراتها تفوق المواد المخدرة التقليدية عدة أضعاف، مع العلم أن هناك دراسة وبحث علمي إماراتي أكد أن تأثيرتلك المركبات الكيماوية يفوق الـ40 ضعف، وبالتالي فهي ممنوعة التداول ونعاملها كما المخدرات التقليدية، مع خشيتنا في أن يكون المستقبل العالمي في موضوع المخدرات للمواد الكيماوية ".

 وقد أثبتت نتائج الفحوص المخبرية على الكثير من عينات لمركبات كيماوية مهجنة و محسنة، والتي يتم تسويقها على أنها مخدرات نباتية، أنها نباتات مرشوشة أومخلوطة بمواد كيماوية بغرض مضاعفة التأثير، وفق قول الخبير والمحاضر الدولي في مكافحة المخدرات الدكتور وليد حداد من عرب الداخل، حيث أعطى أمثلة على ذلك"( نايس جاي) هي نبته مجففة مرشوش عليها مبيد الحشرات (K-300), وبالتالي فإن من يتعاطى هذا النوع كمن يستنشق مبيد الحشرات! حيث يشعر بالدوخة والسطلان، أما (مبسوطون) الذي يباع على شكل حبوب وكبسولات، فيحوي بودرة بيضاء فيها منشطات Um Vitamin، الأمر الذي يؤكد أن جميعها مواد كيماوية، وبالتالي فإن مستوى تأثير المخدرات الكيماوية المستخرجة من المختبرات على جهاز الأعصاب المركزي والدماغ والرأس والجسم أكثر من تأثير المخدرات المستخرجة من النباتات ".

 وحتى مع كل ما أثبتته الدراسات إلا أنها تباع بشكل علني على الأرصفة وفي الأكشاك داخل اسرائيل وفي المناطق العربية التي تسيطر عليها امنيا، وقد علل سبب ذلك الدكتور وليد حداد " يطلق على تلك المخدرات الكيماوية ( بالقانونية) لأن تركيبتها الكيماوية غير مدرجة في قوائم وتصنيفات المواد الداخلة في تصنيع المخدرات، إذ أنه وكلما أدرجت مادة على قوام المواد المصنفة بأنها ممنوعة، يبرع تجار المخدرات في الوصول لتركيبة كيماوية جديدة، والتي تكون عادة على الحدود ما بين ما هو قانوني وغير القانوني".

 وقد وصف مدير مركز المقدسي للتوعية والإرشاد وخبير علاج المدمنين عصام جويحان شكل ومواصفات المخدرات الكيماوية التي باتت سلعة رائجة" كمية كل عبوة 10 أو 5 غرامات، تكون ﻣﻐﻠﻔﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﻣﻐﻳﺔ، ﻭﻳﻜﺘ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻼﻑ (ﻗﺎﻧﻧﻴﺔ100%)، ومن أنها صناعة إسرائيلية، حتى ان هناك عبوات للأطفال على شكل علكة مثل: Bazooka Joe، والسنافر والتي تكون بطعم البطيخ او الفانيلا، علما أن هناك عروض عليها، حيث تباع ﺑﺴﻌ ﺭﺧﻴ ﻧﺴﺒﻴﺎ، إذ أن من يشتري بعض الأنواع من فئة الـ5 غرامات بسعر 60 شيقل يحصل على 2 غرام هدية، في حين أن من يشتري 10 غم بسعر 100 شيقل يحصل على 3 غم هدية".

 وحول أكثر المناطق الساخنة في موضوع الترويج والتعاطي والتجارة من المواد المخدرة قال المقدم عبدالله عليوي" غالبا ما تكون في المناطق المصنفة C كالقدس وضواحيها، بسبب الإحتكاك المباشر مع اسرائيل، ولكون أنها منطقة مفتوحة بالنسبة لإسرائيل، وبالتالي تجار المخدرات والعصابات الإجرامية التي تعمل في المخدرات تتنقل بيسر وسهولة ما بين اللد والرملة وغيرها من المدن داخل الخط الأخضر وما بين القدس وضواحيها. كذلك منطقة H2 في الخليل، والتي تعد اكثر المناطق داخل أراضي الضفة الغربية التي يتم الترويج فيها للمخدرات، نظرا لأن الجزء الجنوبي من المدينة يقع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، ولكون أن تلك المنطقة محاذية لمنطقة بئر السبع القريبة من سيناء، التي تعد خط واضح لعمليات التهريب لدخول الأراضي الفلسطينية. ورغم محدودية عملنا في المناطق التي لا سيطرة أمنية لنا عليها، وما نواجه من صعوبات وإجراءات تعرقل قيامنا بعملنا من الطرف الآخر، كالتنسيق وخلافه، فإننا نحاول الوصول إلى المروجين والمتعاطين والتجار في تلك المناطق قدر الإمكان، سواء بتنسيق أو بدون تنسيق، وذلك بطرقنا الخاصة وعبر مصادرنا المتوفرة، في محاولة منا لضبط المتورطين في هذا المجال، وبهدف تجفيف وتفتيت منابع وأماكن الترويج، وتفكيك أي توجه لنشوء عصابات جديدة في هذا المجال".

 فيما أكد لنا تاجر المخدرات السابق(أ.م) 41 سنة من القدس، والذي يعيش حاليا في منطقة العيزرية، والذي كان يعد من كبار تجار المخدرات حتى وقت قريب، رواج سوق المخدرات الكيماوية، ومن أن الترويج يجري عبر مسلحين" المخدرات الكيماوية باتت الأكثر رواجا، حيث يستخدمها شباب القدس والضفة الغربية بشكل جنوني وتباع بكميات ضخمة، ويجري ترويجها عبر مسلحين لا تتجاوز أعمارهم الـ20 سنة في ضواحي القدس كما في عناتا والعيزرية، وكذلك في المنطقة المصنفة H2 من مدينة الخليل قرب الحرم الإبراهيمي الشريف، أما في باقي مناطق الضفة الغربية فيتم ترويجها وبيعها بشكل سري أكبر، مع العلم أن من هم من جنين ونابلس يفضلون الحصول على المخدرات من منطقة طولكرم المدعومة من منطقة الطيبة وكفر قاسم داخل الخط الأخضر، فيما شباب رام الله وبيت لحم عموما يجمعون أثمان هذه المخدرات من بعضهم البعض، ثم يذهب أحدهم لشرائها من العيزرية أو عناتا، ليعود ليوزعها عليهم، فيما اسعارها تتراوح ما بين 50-100 شيقل، وقد أدى الإقبال على هذا النوع من المخدرات الكيماوية لانخفاض أسعار بعض أنواع المخدرات التقليدية(كما الهيروين) إلى النصف أحيانا".

 كما تطرق تاجر المخدرات السابق لبعض طرق نقل المخدرات لأراضي السلطة الفلسطينية أوحتى داخل الأراضي المحتلة عام1948 من واقع تجربته " بغض النظر عن الجهة المراد نقل البضاعة إليها، فعادة ما كنت أستقل سيارات التاكسي التي بها ركاب آخرين كي لا أثير الإنتباه، وأضع المخدرات في شنطة السيارة الخلفية. حيث أن استخدام وسائل النقل العامة ضروري لأن هنالك خطورة في حالة استخدام سيارات شخصية أو استخدام سيارات ذات لوحات تسجيل إسرائيلية، لكون أنها سيارات مشبوهة من جهة، ولأنني كنت معروف كتاجر مخدرات من جهة أخرى، وبالتالي كنت أدخل منطقة الضفة ليلا او نهارا، وأسلم المخدرات لمجموعة من الشبان المتعاطين سواء من رام الله وبيت لحم".

 وأضاف(أ.م)" أما في الأوقات التي لا ارغب بأن أخاطر فيها أثناء النقل، فقد كنت إما أن ابتلع شرائح وكبسولات من المخدرات تصل لغاية 100 غم، أو أن أقوم بجلب أو إرسال البضاعة دون أن أكون معها!، إذ كنت أستأجر سيارات الخصوصي في الضفة، وأجعل السائق يحمل البضاعة دون أن أكون معه أصلا، مقابل أجر معين بحسب الكمية التي بحوزته، فمن يحمل 100 غم مخدرات ليس كمن يحمل نصف كيلو غم، وتتراوح الأجره بين 500-1200 شيقل، وهذه الطريقة تعتبر أقل خطورة وأكثر أمنا لي وللبضاعة حتى وإن كانت أكثر كلفة، وداخل اسرائيل نقوم بنفس الأمر ولكن مقابل أجر أكثر بكثير. أما أمر آلية التسليم فعادة التاجر هو من يحدد طريقة ومكان وزمان التسليم، فيما في مناطق داخل اراضي الـ48 كما في اللد، ففي حالة شراء المتعاطين من تجار اسرائيليين فيستلم التاجر المال من فتحات في أسوار معينه، ويسلم المادة المخدرة بنفس الطريقة ، اما إن كانت البضاعة المطلوب تسليمها لتجار أومروجين، فعادة يتم تسليمهم البضاعة مباشرة ويدا بيد، لأن تسليم البضاعة لهم عن طريق طرف آخر أو تاجر صغير يقلل الربح من جهة، ولان العُرف المتّبع يشترط ان يتم البيع بين التجار وجها لوجه من جهة أخرى، وبكل الحالات فالأمر يتم خلال ثواني بمناطق عامة مأهوله بالسكان، على أن لا تكون فيها حركة ناس بشكل كبير ".

 رواج المخدرات المركبة كيماويا بوجه خاص، ترافق مع التنامي العام لتعاطي المخدرات والإدمان عليها وازدياد معدلات انتشارها، حيث قدر المقدم عبدالله عليوي عدد المدمنين والمتعاطين في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس وقطاع غزة حتى نهاية العام الماضي2013 معدل50 ألف مدمن ومتعاطي قد يزيد او ينقص قليلا ، رغم ان بعض المؤسسات العاملة في هذا القطاع تقدر عددهم بـ80 ألف، وقد أرجع هذا التضارب والإختلاف من حيث العدد ما بين العديد من الجهات ذات العلاقة لعدة أسباب من بينها" عدم وجود معيار محدد وواحد تعتمده كافة المؤسسات (وحدة القياس للمتعاطين)، فبعض الإحصائيات تعتمد على أن المتعاطي هو من تعاطى لمرة واحدة، وبالتالي تعتبر من يأخذ أكثر من جرعة هو مدمن، في حين تعتمد أخرى على أنه من تعاطى لمرتين او ثلاث مرات! إضافة للعوامل الجغرافية والسياسية لان نسبة السيادة الأمنية الفلسطينية معدومة في العديد من المناطق، كالقدس وضواحيها أو المناطق الموجودة خلف الجدار في محافظات الضفة".

 وأتبع نائب مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات" رغم ذلك الإختلاف فإن هناك توافق على ما ذهب إليه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني من خلال تقرير الواقع الراهن لظاهرة تعاطي المخدرات في الأراضي الفلسطينية عام 2006 بالتعاون مع وزارة الداخلية، والذي أشار لوجود تنامي وزيادة سنوية مقدارها 2.41% لعدد متعاطي المخدرات الجدد سنويا في الأراضي الفلسطينية، ونتوقع ان يستمر هذا التنامي وأن يزيد استهداف السوق الفلسطيني من قبل تجار ومروجي المخدرات، على اعتبار ان الدولة الفلسطينية تعد دولة وليدة وأن السوق الفلسطيني سوق جديد ".

 زيادة ونمو عدد المتعاطين والمدمنين رافقه زيادة أحيانا في عدد القضايا المبلغ عنها وعدد المضبوطين، وفق ما أظهرته الإحصائيات التفصيلية الصادرة عن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات للسنوات الـ6 الماضية.

السنة

عدد القضايا المسجلة"مبلغ عنها"

عد المضبوطين

2008

528

628

2009

611

704

2010

587

705

2011

593

667

2012

582

681

2013

800

956

كما بينت الإحصائيات والنسب التفصيلية أن الشريحة والفئة الأكثر إقبالا على المخدرات والإدمان في فلسطين ممن تم ضبطهم في تلك الفترة هي الفئة العمرية ما بين 21-30 عاما(وهي تتناسب مع الفئة العمرية في العالم العربي)، وان النسبة الأكبر بحسب المهنة تعود للعمال، وأن غالبية المضبوطين من ذوي المستويات التعليمية المنخفضة بحسب ما أظهرته نسب المؤهل العلمي، أما العنوان المفصل فقد كان يشير إلى أن غالبية المضبوطين من بلدة أو قرية، وأن أكثر من نصف المضبوطين هم من غير المتزوجين، فيما ثبت أن من ابرز أماكن التوزيع في الخليل، وأنه وحتى نهاية العام 2012 كانت اكثر مادة رائجة الماريجوانا والحشيش، لكن في 2013 كانت أكثر المواد المخدرة رواجا هي المخدرات المهجنة، وأن 90% من التكييف القانوني لتلك القضايا كان في معظمه (حيازة وتعاطي) اما الـ10% المتبقية فوزعت ما بين الترويج بالدرجة الأولى والتجارة والزراعة وأحيانا التخزين أوالنقل.

 النمو في اعداد المتعاطين أو المدمنين، رافقه زيادة في عدد الكميات المضبوطة من المخدرات منذ العام2011، ولعدم وجود مختبر جنائي حكومي لغاية الآن، تلجأ الجهات الرسمية لإجراء الفحوص المخبرية الضرورية على العينات بهدف التوصل لوصف لطبيعتها، على مركز السموم والتحاليل الكيماوية والبيولوجية في جامعة النجاح الوطنية، وهنا تبرز مشكلة متعلقة بتركيبة المخدرات الكيماوية حسبما قال نائب مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات" فحص العينات المشتبه في أنها من القنب الهندي المهجن أو المحسن يحتاج لتفكيك الجزيئيات الكيماوية وفصل المكونات التركيبية لتلك العينات، والأجهزة التكنولوجية المخصصة للفحص في هذا المجال لدى المركز محدودة، ولا تعطي مؤشرات حقيقية للمواد المحسنة، نتيجة قدم تلك الأجهزة نوعا ما، إذ أنها تتعرف فقط على المواد الطبيعية، ورغم ذلك فهم يبذلون جهد جبار ومجهود عالي في بحثهم و اتصالاتهم مع مراكز أبحاث جامعات عربية وأمريكية، وقد وعدنا بان يعطونا أسماء أكثر من 10 أنواع لبعض المواد الأساسية المتصلة بالتركيبات المحسنة التي تعمل على زيادة فعالية التأثير، الأمر الذي يساهم في معرفة مستوى التأثير والضرر على الإجسام، كمستوى التأثير على الكبد وخلايا الدماغ وعلى أعضاء ووظائف الجسم المختلفة، ليكون هناك تجريم حقيقي أمام القضاء لهذه المواد، أضف إلى ذلك أنه وفي العام2013 وحده يلاحظ أن هناك 800 قضية وبالتالي فإن هناك 800 عينة بحاجة للفحص نسبة كبيرة منها لحالات أشتباه بأنها لمادة القنب المحسن أو الإصطناعية كما ذكرنا، والكثير من تلك المواد تركيبتها الكيماوية مختلفة عن المواد الأخرى، الأمر الذي يشكل ضغط هائل على مركز السموم، إذ يحتاج لوقت طويل جدا لفحص كل تلك العينات، في ظل عدم وجود مختبر جنائي حكومي، وبالتالي فإن الكثير من القضايا الموجودة حاليا أمام القضاء غير مبتوت فيها بانتظار الفحص المخبري(التقرير الشرعي) والذي يعد الفيصل في هذا المجال، لذا فمن الممكن ان نجد المبرر للقضاء في عدم البت بخصوص الكثير من قضايا المخدرات، ناهيك عن عدم وجود قانون خاص بالمخدرات لغاية الآن".

 عدم وجود قانون خاص بالمخدرات، معيق آخر حدثنا عنه مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات العقيد أبراهيم ابوعين "الأسس القانونية التي نستند عليها في القبض على المتعاطين والمروجين والموزعين، هي بعض المواد الواردة في قانون العقوبات الأردني الصادر عام 1960، إلى جانب قرارات وأوامر عسكرية ركيكة وضعيفة ومحدودة تعود للعام 1970! وهذه البنود لا تعالج المستجدات في جريمة تعاطي المخدرات أو حيازتها أو نقلها او ترويجها أو تجارتها، ولا المتغيرات بعد مرور اكثر من 50 عاما، خاصة مع ظهور المخدرات الكيماوية الحديثه في اسرائيل التي لا تخضع للملاحقة والتجريم رغم خطورتها، وبالتالي ما من شك أن هناك فراغ قانوني نسبي في تجريم المخدرات وتفاصيل التعامل معها، لكن حاليا هناك مشروع قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، وهو قانون عصري عام وشامل ويتناسب مع جميع المعايير والإتفاقيات الدولية الخاصة في موضوع المخدرات، وبنوده تلبي احتياجات الكثير من الفئات المتضمنة في هذا القانون، كما أن العقوبات التي به عقوبات مناسبة وأشد، وتم العمل عليه من قبل خبراء بالتعاون مع شركائنا متعددي الأطراف للوصول للتغطية القانونية الكاملة في مجال العقاقير والمؤثرات العقلية المخدرة، والذي نأمل أن يتم إقراره هذا العام".

 انتشار وتداول المخدرات المركبة كيماويا بشكل كبير يبرز اهمية سرعة إقرار مشروع قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، نظرا لضعف القوانين المعمول بها في المحاكم لتجريم ومعاقبة المتاجرين، وغياب التشريعات التي تساعد على الحد من انتشار هذه الظاهرة، إلى جانب اهمية إنشاء مختبر جنائي متخصص ليكون قادرا على تحديد العناصر الداخلة في تركيب تلك المواد المهجنة، وكي لا تحتاج وقتا أطول مما لحين الحصول على نتائج فحص تلك العينات، مما يؤخر البت في القضايا العالقة أمام المحاكم الفلسطينية.