وصف الرئيس الأمريكي حركة المقاومة الفلسطينية حماس بالإرهابية

وصف الرئيس الأمريكي حركة المقاومة  الفلسطينية حماس بالإرهابية دوس صارخ على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني

على طريقة المحتل الصهيوني  المألوفة وصف الرئيس الأمريكي فيما سمي بالقمة الأمريكية العربية الإسلامية حركة المقاومة الإسلامية حماس بأنها حركة إرهابية، وهو دوس صارخ على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني من أجل استقلال وطنه . وقد جاء تصريح الرئيس الأمريكي مناقضا للعديد من المواثيق الدولية التي تنص على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة من أجل طرد المحتل الصهيوني من أرضه المغتصبة . والغريب أن قادة  الدول الإسلامية والعربية الذين حضروا هذه القمة لم يحركوا ساكنا أمام تصريح الرئيس الأمريكي الذي كان تحيزا صريحا للكيان الصهيوني المحتل . ولقد بدا الحاضرون مستسلمون لتصريحات الرئيس الأمريكي، ولم ينسحب أحد من المؤتمر بسبب إنكاره حق الشعب الفلسطيني في المقاومة ، ولم يحرك الرئيس الفلسطيني ساكنا أيضا، وهو المعنى الأول بالقضية . وإذا كان الرئيس الأمريكي قد طلب من العرب والمسلمين عدم تقديم أي شكل من أشكال الدعم أو الحماية للإرهاب ، فإن ذلك يعتبر أمرا بالتخلي عن دعم المقاومة الفلسطينية من أجل تحقيق الأمن والسلام للكيان الصهيوني الغاصب . وإذا كان الرئيس الأمريكي قد وصف دولة إيران وحشدها في العراق وسوريا وحزب اللات في لبنان بالإرهاب، فإنه تناسى  بأن الولايات المتحدة هي التي صنعت الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط من خلال غزوها أرض العراق وتقديمه هدية على طبق من ذهب لدولة إيران ذات الأطماع التوسعية في منطقة الشرق الأوسط ، وهي أطماع لا تختلف عن أطماع الكيان الصهيوني في المنطقة . فإذا كان الكيان الصهيوني يحلم بما يسميه دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل ، فإن الكيان الفارسي يحلم بما سماه أحد أتباعه الشيعة في العراق بالبدر الشيعي بدلا عما بات يعرف بالهلال الشيعي الممتد من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن ، وهو هلال فاغر فاه لابتلاع الأقطار الخليجية. وإذا كانت إيران كيان يحتضن الحشود الشيعية  التي وصفها الرئيس الأمريكي بالإرهابية ، فالكيان الصهيوني أيضا كيان إرهابي  باعتبار أطماع الكيانين التوسعيين معا . ولم يجرؤ الرئيس الأمريكي على اتهام روسيا بالإرهاب مع أنها تقوم بدعم النظام الدموي في سوريا ، وبدعم إيران وحشودها . ومن المعلوم أن عصابات داعش الإجرامية التي بثت في منطقة الشرق الأوسط هي صناعة مخابراتية أمريكية وصهيونية من أجل تحقيق أهداف على رأسها ضرب المقاومة الإسلامية حماس والجهاد في غزة المحاصرة ، فضلا عن منع ما يسميه الأمريكان الإسلام السياسي ، ويقصدون به الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية التي خاضت الانتخابات الديمقراطية في بعض البلدان العربية ، وراهنت عليها الشعوب للخروج من وضعية الفساد بكل أشكاله . والذي يجعل الغرب يرفض ما يسميه بالإسلام السياسي هو تبني الأحزاب ذات  المرجعية الإسلامية فكرة تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيويني ، ولهذا تم التخطيط للانقلاب على حزب الحرية والعدالة أو حزب الإخوان  في مصر، وزكى الغرب وحلفاؤه في المنطقة هذا الانقلاب على الديمقراطية والشرعية  خلافا للأعراف الديمقراطية المناهضة للانقلابات العسكرية . وعلى غرار الانقلاب  العسكري على هذا الحزب تمت انقلابات أخرى  بأشكال مختلفة كان بعضها انتخابيا على أحزاب أخرى من أجل إقصائها أو إضعافها لأن الغرب يصنفها ضمن ما يسميه الإسلام السياسي . ويدفع الغرب بقوة في اتجاه تشجيع الأحزاب ذات  المرجعيات الليبرالية والعلمانية على حساب الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية  . ولمحاربة الأحزاب ذات المرجية الإسلامية تم زرع عصابات داعش الإجرامية  وهم عبارة عن مرتزقة حلوا محل عصابات المرتزقة التي نشرت في العراق إبان غزوه مثل عصابة بلاك وتر . والهدف من زرع هذه العصابات الإجرامية هو من جهة تشويه الإسلام الذي صارت شعوب العالم تقبل على الدخول فيه بشكل غير مسبوق ، ومن جهة أخرى لإسكات الجهات الإسلامية المنادية بتحرير فلسطين خصوصا حركة المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي التي ترفض ما يسمى بمسلسل السلام الذي طال انتظار نتائجه دون طائل . ومعلوم أن الانقلاب على حزب الحرية والعدالة المصري كان عقابا له على مساندته للمقاومة الإسلامية حماس والجهاد المحسوبة على توجه حركة الإخوان . وعندما يصنف الرئيس الأمريكي حركة المقاومة الإسلامية حماس ضمن لائحة الإرهاب ،فهو بذلك يصنف كل من يدعمها نفس التصنيف ، وبهذا تصير الأمة العربية والإسلامية التي تنشد تحرير فلسطين المحتلة كلها أمة إرهابية . وسكوت القادة في مؤتمر الرياض عن اتهام الرئيس الأمريكي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بالإرهاب هو في الحقيقة قبول لاتهام الشعوب العربية والإسلامية بهذا الوصف . ولقد وجد متزعم الانقلاب ضالته في خطاب الرئيس الأمريكي فادعى أنه يحارب الإرهاب في شمال سيناء ، والحقيقة أنه يقوم بتصفية ممنهجة لمعارضي الانقلاب، وقد كشفت وسائل الإعلام كيف يصفي حتى الأطفال في شمال سيناء ويلفق لهم تهم الإرهاب ، وهو المنهج الصهيوني في تصفية من يعارضون احتلاله ولو كانوا أطفالا . وفي سابقة  وقف الرئيس الأمريكي أمام حائط المبكى ليعلن جهارا نهارا أن مدينة القدس هي عاصمة الكيان الصهيوني، علما بأنه يعتزم نقل السفارة الأمريكية إليها . ومما يؤكد تحيزه الكامل للكيان الصهيوني هو الإعلان على أنه شريك هذا الكيان . ولقد عبر رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن ابتهاجه بالتغيير الذي حصل لدى من سماهم أعداء إسرائيل والذي غيروا من مواقفهم . ولا شك أن قصده هو قبول وصف حركة المقاومة الإسلامية حماس بالحركة الإرهابية كما يصفها هو ،الشيء الذي يعني  إعلان وقبول تخلي الأنظمة العربية والإسلامية عن هذه المقاومة، ومن ثم التخلي عن فكرة تحرير فلسطين المحتلة . ومما لا شك فيه أن تصريح قيادة حماس بقبول فكرة  ما يسمى بحل الدولتين هو الذي أغرى بها الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي حيث جاء وصف الرئيس الأمريكي لحركة حماس بالتنظيم الإرهابي كجزاء لقيادتها على إظهار المرونة مع الكيان الصهيوني. ومن المؤكد أن الكيان الصهيوني لا يريد سلاما مع العرب والمسلمين ولا يريد حل الدولتين لأن مشروعه توسعي من الفرات إلى النيل وهو مشروع يهدف إلى ابتلاع مساحات واسعة من الوطن العربي . ومن الواضح أن إظهار الكيان الصهيوني وحليفه الكيان الأمريكي العداء لدولة إيران الشيعية وحشدها إنما هو ذر للرماد في عيون العرب والمسلمين من أجل التمويه على تعاون وثيق معها يؤكده تمهيد الغزو الأمريكي  للغزو الإيراني للعراق والتوسع في منطقة الشرق الأوسط  وتزكيته . ومن أجل الإجهاز على حركة المقاومة الإسلامية حماس أدرجها الرئيس الأمريكي مع إيران وحشدها الشيعي كتنظيمات إرهابية لتمرير حيلته الماكرة والخبيثة على القادة  العرب المجتمعين في الرياض والذين يجمع بينهم هاجس الخوف من الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية، فضلا عن رفضهم لوجود أحزاب ذات توجه إسلامي التي يسميها الغرب الإسلام السياسي ويخوّفهم منها ، والحقيقة  أنه يخدم مصلحة الكيان الصهيوني الذي يعتبر كل من يحمل فكرة تحرير فلسطين خطرا مباشرا عليه . وأخيرا نقول إن القضية الفلسطينية قضية شعوب عربية وإسلامية وليست قضية قيادات . ولتتفق هذه القيادات مع الرئيس الأمريكي كما تشاء لكنها لن تستطيع نزع حلم تحرير فلسطين من قلوب حوالي مليارين من المسلمين في العالم . ولن تزول فكرة تحرير فلسطين من أذهان هؤلاء ، ولن يستمر الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين أبد الآبدين كما يدعي بل  سيوكل الله عز وجل تحريها لقوم يحبهم ويحبونه أعزة على الكافرين أذلة على المؤمنين، ومن ينصر الله عز وجل ينصره ووعده سبحانه  ناجز كما جاء في كتابه الكريم الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه .

وسوم: العدد 721