التُّحْفَتَانِ العَقِيقِيَّتَانِ البَدِيعَتَانِ فِي مَدْحِ قُرَّةِ أعْيُنِنَا محمد سَيِّدِ الأكْوَانِ

رَبيعُ القُلوبِ وغِذاءُ الألبابِ والأرْواحِ,

ومِنْحَةِ الكَريمِ الفَتَّاحِ صلى الله عليه وآله وسلم

كُلَّمَا ذَكَرَهُ الذَّاكِرُونَ وغَفَلَ عَن ذِكْرِهِ الغافِلُونَ

 

قَصيدتانِ تُحْفَتَانِ في حُبِّه ومَديحِهِ - عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- والشَّكْوَى إلَيهِ, وفِيهِما "نَفْثَةُ مَصْدُورٍ":

أولاهُما: لِلرَّحَّالَةِ الجُغرافِيِّ الشهير والمُقْرِئِ والمُحَدِّثِ

ابْنِ جُبَيْرٍ الأنْدَلُسِيِّ ت 614هـ - 1217م

وثانِيَتُهُما: لِلشَّاعِرِ والأدِيبِ السُّودانِيِّ المَعْرُوفِ

محمد الفِيْتُورِيِّ ت 1437هـ - 2015م

رَحِمَهُما اللهُ تَعَالَى

الرَّحَّالةُ ابنُ جُبَيرٍ الأنْدَلُسِيُّ

*هو أبو الحسين, محمد بن أحمد بن جبير الكِنَاني الأندلسي؛ الرحالة الأديب والمُقرئ الحاذِق والشاعر المُجِيد. *هو عربي أندلسي من بني كنانة. *"برع في الأدب, ونظم الشعرالرقيق, وحذق الإقراء" كما يقول الزركلي.

*ولد في مدينة "بلنسية" الأندلسية, ونزل بـ "شاطبة" وسمع فيها من أبيه, وتوفي في ليلة الأربعاء 29/شعبان في "الإسكندرية" خلال رحلته الثالثة عن خمس وسبعين سنة. *أواخر سني حياته: انطلق في رحلته الثالثة من سبتة سنة 601هـ ووصل مكة وجاور ببيت الله الحرام طويلا وببيت المقدس, ثم انتقل إلى مصر والإسكندرية؛ فأقام بها يُحَدِّثُ ويُعَلِّمُ حتى لقِيَ وجْهَ ربِّه. *ر: الذيل والتكملة والصلة لمحمد بن محمد المراكشي تح د. إحسان عباس 1/606, بتصرف.  

*قال الإمام الذهبي فيه: "ابن جبيرالكناني الإمام الرئيس أبو الحسين ..., سمع من أبيه, وعلي بن أبي العيش المقرئ, وأجاز له أبو الوليد بن الدبَّاغ, وحج وحَدَّثَ في طريقه. قال"ابن"الأبَّار: عُنِيَ بالآدابِ فبلغ فيها الغاية, وتقدم في صناعة النظم والنثر, ونال بذلك دنيا عريضة...". *رَ:العِبر للذهبي 3/163. *وهو"مقرئ حاذق أديب كبير؛ أخذ القراءات عن أبي الحسن بن أبي العيش..., وحج فدخل دمشق وسمع من الخشوعي, ..., ورجع فحدَّثَ بالأندلس ودوَّن شعره, ثم رحل إلى الشرق ثانية وثالثة ...", كما قال الإمام ابن الجزري في غاية النهاية 2/55, برقم 2713.

*رحلاته الثلاث: أغرم بالرحلة والتنقل فقام برحلات ثلاث حَجَّ في كل منها, وزار فيها بلدان المشرق العربي والإسلامي؛ أولاها كانت ما بين 578- 581هـ ؛ إذ خرج فيها من غرناطة ووصل الإسكندرية, ورحل إلى الشام والعراق والجزيرة وغيرها, ثم عاد إلى الأندلس عام 581هـ, وذكر في رحلته هذه ما شاهده من الآثار, وووصف المدن التي زارها في رحلته, كما وصف حال مصر زمن السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي, ونعت المسجد الأقصى والجامع الأموي والساعة العجيبة الكائنة فيه, وانتقد كثيرا من الأحوال السيئة.

وهذه الرحلة الأولى هي التي ألَّفَ فيها رِحلتَه المشهورة وطُبِعت واشتُهِرت كثيرا, والثانية بدأها في سنة 585هـ ؛ أي بعد فتح بيت المقدس على يد صلاح الدين يرحمه الله, وانتهت سنة 587هـ , والثالثة بعد أيام من وفاة زوجه الفاضلة عاتكة أم المجد في 10/شعبان من سنة 601هـ , وكانت من سبتة إلى مكة المشرفة. معجم المطبوعات العربية والمعربة ليوسف إليان سركيس 1/61- 62, بتصرف. *أخلاقه وبعض مناقبه وخصاله: كان ابنُ جبير رحمه الله تعالى كريمَ الأخلاق, شريف النفس, سنيا فاضلا, وكان شهير الذكر, ومحاسنه جمَّة. كما كان شاعرا مُجيدا, وكاتبا بليغا, وأديبا بارِعا؛ نظمه فائق, ونثره بديع, وله حِكَمٌ مُسْتَجَادَةٌ وتَرْسِيلٌ بديع, وخطُّه أنيق, ورحلته نسيجة وحدها, طارت كل مَطار, كما يقول لسان الدين ابن الخطيب. *ينظر الذيل والتكملة والصلة للمراكشي بتحقيق عباس 1/608, و: الإحاطة في أخبار غرناطة بتحقيق الأستاذ محمد عبد الله عنان 2/230- 234.   *كما كان رحمه الله من أهل المروءات, مؤنسا للغرباء, عاشقا لقضاء حوائج الناس. *ر: معجم المطبوعات العربية والمعربة ليوسف سركيس 1/61- 62.        *أشهر مؤلفاته:

1- "رحلة ابن جبير" واسمها: "تذكرة بالأخبار عن اتِّفَاقاتِ الأسْفارِ"؛ كتبها نحو سنة 582هـ - 1186م: وفيها أخبار وحوادث رحلته الأولى, وقد دَوَّنَها في شبه مُذَكِّرَاتٍ يومية, ولندَعْ أحَدَ كبار علماء الجغرافيا في عصرنا يُحَدِّثُنا عن رحلة ابن جبير وأهميتها ومميِّزاتها؛ ألا وهو الأستاذُ الدكتور عبد الرحمن حميدة الحلبي ت سنة 2010م رحمه الله, يقول:

"... وقد قامت شُهرته على كتابه الذي دوَّن فيه أخبار الرحلة الأولى في شبه مُذكرات يومية تُعرف باسم (تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار) والمُرجَّح أنه كتبها حَوَالَيْ سنة 582هـ/1186م, ... .

ويَسْرُدُ لنا فيه المؤلِّفُ, يومًا فيوما, مُختلفَ طوارئ جولته, والمصاعب التي عاناها, والمخاطر التي تعَرَّضَ لها, وقد وصف بإسهاب المدن والأقطار التي مَرَّ بها, ووادي النيل, ومكة المكرمة والمدينة المنورة, وبغداد والموصل وحلب ودمشق وصقلية.

كما يُقدِّمُ عن السكان الذين عاش بين ظهرانيهم معلوماتٍ عديدةً حافلة بالحياة, تليق بأكثر الملاحظين حبا بالاستطلاع وبأكثرهم فطنة.

ولا مثيلَ لأسلوب ابن جبير؛ فهو يُوجِزُ عند وصف المُدن والأوابد, ويُجِيدُ في اللَّمَحَات العامَّة عن الأقاليم, ولكنه على العكس, يُكثِر من الألوان عندما يصف الجماهير المُتَحرِّكَةِ حيث يَظهرُ رحَّالتُنا بارِعًا في تقديم التفاصيل المُمَيَّزَةِ والرائعة.   وابنُ جُبَيرٍ أدَقُّ مِنِ ابنِ بَطُّوطَةَ في المُلاحظات وأكمَلُ في بعض الأوصاف, وأصدَقُ في بعض الرِّوَايَات. وإنْشَاءُ ابنِ جبيرٍ أرْفَعُ وأكثَرُ تَأنُّقًا, غيرَ أنَّ أكثَرَهُ مُسَجَّعٌ يَظهَرُ فيه التَّكَلُّفُ أغلَبَ الأحيان.   وقد استَرْعَى كتابُه اهتِمَامَ المُستَشْرِقِينَ لِمَا له من قيمة نفيسة؛ فترجموا أول شيء القِسمَ المُختَصَّ بِصِقِلِّيَةَ إلى الفرنسية وطبع في عام 1846م. ثم طبع كله لأول مرة عام 1852 بإضافة مُقدِّمَةٍ إليه وضعها المستشرق رايت, الأستاذ في جامعة كمبردج. ثم ظهرت منه طبعة جديدة سنة 1907 في ليدن راجعها المستشرق د يخويه, وترجمها إلى الإنكليزية 1952". *يُنْظَر كتابُهُ: أعلام الجغرافيين العرب ومُقتَطَفاتٌ مِن آثارِهم 410- 411.

*ثم توالت طبعات "رحلة ابن جبير" فطُبعت عشرات المرات, وكُتبت عنها دراساتٌ علمية عديدة, ولعل من خير طبعاتها تلك الطبعة التي حققها الدكتور حسين نصار رحمه الله تعالى.

2- "ديوان شعره", ويقع في مجلد متوسط بحجم ديوان أبي تمَّام.

3- "ديوان نظم الجُمَان في التشكِّي من إخوان الزمان"؛ يحتوي أكثر من 200 بيت من الشعر في قطع.

4- "نَتيجة وَجْد الجَوانِح في تأبين القَرين الصالِح", هو ديوانٌ تربو أبياتُه على 300 بيت, ويَضمُّ مجموع مَراثي زوجته (عاتكة أم المجد؛ "وُلدت بمرسية عام 546, وتوفيت سنة 601هـ , وهي بنت الوزير أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن الوقشي, وقد تزوجها عام 570)؛ وهي التي كان كَلِفا بِها, فعظُم وَجْدُه عليها, كما في الإحاطة لابن الخطيب, والذيل والتكملة والصلة 1/608.   *من حكمه الرائعة قوله: 1- "إن شرف الإنسان, فبفضل وإحسان, وإن فاق, فبتفضل وإنفاق". 2- "نحنُ في زَمَنٍ لا يَحْظَى فيهِ بِنَفَاقٍ, إلَّا مَنْ عامَلَ بِنِفَاقٍ". 3- ينبغي للإنسان أن يحفظ لسانه , كما يحفظ الجفن إنسانه ؛ فرب كلمة تُقَالُ, تُحْدِثُ عَثْرَةً لا تُقَالُ". 4- "كم كَسَت فَلَتَاتُ الألسِنَةِ الحِدَادِ , مَنْ وَرَاءَها مِن ملابسِ الحِدَادِ".   5- "أسألُ اللهَ هِدايةً لسبيله, ورحمةً تُورِد في نسيم الفردوس وسَلْسَبيله".

عَلى مَشَارِفِ طَيْبَةَ الطَّيِّبَةِ مَدينةِ حَبيبِنا المُصْطفَى

صلى الله عليه وآله وسلم نَظَمَ الرَّحَّالةُ ابنُ جُبَيرٍ رائِعَتَهُ هذِهِ ارْتِجَالًا

أقولُ و آنستُ   بالليل   نارَا           لعل سِراجَ الهُدى قد أنارَا

و إلا    فما   بالُ أفق الدجى           كأن سَنَا البرق فيه استطارا

و نحن  من الليل في حِنْدِسٍ           فما باله    قد تَجّلى   نهارا؟!

                                   *********

و هذا النسيم شذا المِسك قد           أعير, أم المِسك منه استعارا؟!

و كانت   رواحلُنا   تشتكي           وجاها فقد سابقتنا ابتدارا!!

و كنا    شَكونا   عناء السُّرَى             فَعُدْنا نُباري سِراعَ المِهارى!

أظنّ النُّفوسَ  قد استَشعرَت             بلوغَ هَوًى   تخذَته  شِعارا

تَبَاشِيرُ صبحِ    السرى آذنت             بأَنَّ الحَبِيبَ   تَدانى مَزَارا

                                   *********

جرَىَ ذكر  طَيبةَ   ما بَينَنَا             فلا قَلبَ في الرّكبِ إلا وطَارا

حنيناً    إلى أَحمدَ المصطفى             وشوقاً يَهيجُ الضُّلوعَ استِعارا

و لاح     لنا   أُحُدٌ   مُشرِقًا             بنورِ من الشُّهداء استَنَارَا

فمن أجلِ ذلك    ظلَّ الدُّجى             يَحُلُّ    عقودَ النجومِ  انتِثارا

ومن ذلكَ الترب طابَ النّسيـ             ـمُ نشراً وعمَّ الجنابَ انتشارا

ومِن طَرَبِ الرَّكْبِ حَثَّ الخُطَى               إليها , و نادى البِدارَ البِدارا

                                   *********

و حين دنونا لفرض السّلامِ               قَصَرنا الخُطَى ولَزِمنا الوَقارا

فما نرسل اللحظ الا اختلاسا             ولا نَرْفَعُ الطّرف إلاّ انكِسَارا

ولا نُظهِرُ الوَجْدَ  الا اكْتِتَامًا             و لا نلفِظُ  القولَ  إلا سِرارا

سوى أننا    لم نُطِقْ  أَعيُنًا             بأَدمُعِها  ؛   غَلبَتنَا   انفِجَارا

وَقَفنَا   بروضَةِ دارِ   السّلام               نعيدُ السّلام    عليه    مرارا

و لولا مَهابته في النّفوس             لَثَمْنا الثّرى و التزَمنَا الجِدَارا

و لما حَللنا   فِناء الرّسول               نَزَلنا   بأَكرمِ  خَلْقٍ   جوارا

                                   *********

قضينا      بزورتِهِ     حجّنا               و بِالعُمَرَيْنِ خَتمنا  اعتِمَارا

إلَيْكَ    إليك      نبيَّ  الهُدَى               رَكبتُ البِحار  و جُبتُ القِفارا

و فارقتُ أهلي , و لا منّةٌ               و رُبَّ كَلامٍ      يَجرُّ  اعتِذارا

و كيفَ نَمُنُّ  على مَن بِه               نُؤَمِّلُ - للسّيئات - اغتِفارا

                                   *********

دَعاني   إليكَ    هَوًى    كامِنٌ             أثارَ مِن الشَّوق ما قد أَثارا

فناديتُ   لبّيكَ داعي الهوَى             وهَلْ كنتُ عنك اطيقُ اصطِبارا

و وطَّنتُ نفسي لحكم الهوى             عليَّ, وقلتُ: رَضِيتُ اختِيارا

أخُوضُ الدُّجَى وأرُوضُ السُّرَى             و لا أطعَمُ النَّومَ إلا غِرارا

و لو كنتُ   لا أستطيعُ السبيلَ               لَطِرْتُ ولو لم أُصَادِفْ مَطَارا

و أجْدَرُ مَن نال منك الرِّضى               مُحِبُّ ثَراكَ على البُعدِ زارا

عسى لحظةٌ مِنكَ لِي في غَدٍ               تُمَهِّدُ لي في الجِنان القَرارا

فما  ضَلَّ  مَن بِهُداكَ اهتَدى             ولا ذلَّ  من بِذَراكَ استَجَارا

عليك   سلام     كزهر الرُّبَى               يَفيح   عشيا   بها و ابتكارا

                                   *********

المراجع

1- غاية النهاية في طبقات القراء. للإمام شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد؛ ابن الجزري الدمشقي الشافعي ت 833هـ , عُنِيَ بنشره الأستاذ ج. برجستراستر سنة 1932م, ط 1, دار الكتب العلمية - بيروت 1427هـ - 2006م.

2- الإحاطة في أخبار غرناطة. لذي الوزارتين الأديب الشاعر لسان الدين ابن الخطيب, تحقيق وتعليق وتقديم الأستاذ محمد عبد الله عنان 2/235- 236, ط1, مكتبة الخانجي - القاهرة, الشركة المصرية للطباعة والنشر- القاهرة, 1394هـ - 1974م.

3- الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الملك الأنصاري المراكشي تح د. إحسان عباس ط 1؟ دار الثقافة - بيروت, 1965م. (ترجمة ابن جبير وبعض شعره في نحو 26ص, وهي أوفى ترجمة وأتم ترجمة من الكتب القديمة).

4- رحلة العبدري أبي عبد الله محمد بن محمد بن علي العبدري ت بعد 700هـ   تح د. علي إبراهيم كردي, ط2, دار سعد الدين دمشق, 1426هـ - 2005م.

5- جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس لأحمد ابن القاضي المكناسي ت 1025هـ , ط دار المنصور للطباعة والوراقة الرباط , المغرب, 1973م.

6- شعر ابن جبير. جمع وتحقيق فوزي الخطبا, ط1, دار الينابيع عمان الأردن, 1991م.

7- الأعلام. لخير الدين بن محمود الزركلي ت 1396هـ , ط 7, دار العلم للملايين - بيروت, 1986م.

8- معجم المطبوعات العربية والمعربة. ليوسف إليان سركيس, ط ؟ مطبعة ومكتبة يوسف إليان سركيس - مصر, 1346هـ - 1928م.

9- أعلام الجغرافيين العرب ومقتطفات من آثارهم. د. عبد الرحمن حميدة, ط 4, دار الفكر- دمشق, 1416هـ - 1995م.

10- معجم أعلام المورد. للأستاذ منير البعلبكي, ط1, دار العلم للملايين بيروت, 1992م.

11- موقع "بوابة الشعراء" على الشابكة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الشاعر محمد الفيتوري

(1356- 1437هـ - 1936- 2015م)

*هو الشاعر السوداني محمد بن مفتاح رجب الفيتوري. *ولد في بلدة الجنينة على حدود السودان الغربية ؛ ولد لوالدين صالحين نذراه خادما لكتاب الله العزيز.      *والده الشيخ مفتاح رجب الفيتوري خليفة الطريقة العروسية الشاذلية الأسمرية.     *هاجرت أسرته إلى الإسكندرية؛ فنشأ الشاعر فيها و ترعرع في منطقة القباري منها , و حفظ القرآن الكريم ثمة استعدادا لدخول الأزهر الشريف لرغبة والديه في ذلك. *درس بمعهد رأس التين الديني التابع للأزهر, ثم انتقل إلى المعهد الديني في القاهرة , و في عام 1953م انتقل من الأزهر إلى "كلية دار العلوم فرع الآداب والدراسات الإسلامية - بالقاهرة" ليدرس فيها سنتين و يدعها دون نيل شهادتها؛ لينصرف إلى عالم الكتابة والصحافة.       *عمل محررًا أدبيا بالصحف المصرية والسودانية.     *عين خبيرا إعلاميا بالجامعة العربية 1968- 1970.                 *عمل مستشارا ثقافيا في السفارة الليبية بإيطاليا.
*شغل منصب مستشار وسفير بالسفارة الليبية ببيروت.
*كما عمل مستشارا سياسيا وإعلاميا بسفارة ليبيا بالمغرب.
*نشأ الفيتوري وفي نفسه إحساس بالغربة الدائمة والضياع والحزن وحب العزلة والانطواء , و معاناة حادة تجاه البيض المحتقرين لآدمية الإنسان؛ فانصبغ شعره بهذه المشاعر و استنفر أبناء جلدته للاستيقاظ من سباته

والخروج من أكواخهم وسراديبهم الرطبة للثأر لكرامتهم. ثم تغير فأصبح

شعره أكثر إشراقا, وتخلى عن اليأس وشكوى الزمن, وأضحى يرى الدنيا جميلة باسمة. وعني في شعره بقضايا التحرر في القارة السمراء"إفريقيا", ويعد جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية.

*مؤلفاته وكتبه:         1- "أغاني إفريقيا" 1955. شعر ط 2, 1956.
2-"عاشق من إفريقيا" 1964.شعر. 3-"اذكريني يا إفريقيا" 1965. شعر

4- "معزوفة لدرويش متجول" 1969. شعر.       5- "البطل والثورة والمشنقة"- 1972. شعر.         6- "أقوال شاهد إثبات"- 1973. شعر.
7- "ثورة عمر المختار"- 1974. مسرحية.     8- "ابتسمي حتى تمر الخيل"- 1975. شعر. 9- "عالم الصحافة العربية والأجنبية"- دراسة. دمشق 1981.             10- "عصفورة الدم"- 1983. شعر.
11- "الموجب والسالب في الصحافة العربية"- دراسة. دمشق 1986.
*الكتب المترجمة:   1- "نحو فهم المستقبلية"- دراسة. دمشق 1983.
2- "التعليم في بريطانيا".         3- "تعليم الكبار في الدول النامية".

يَوْمِيَّاتُ حَاجٍّ مِإلَى بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ

للشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري

(1)

قَوافلٌ يا سيدي قُلوبُنا إليكْ

تَحُجُّ كُلَّ عامْ

هَيَاكلٌ مُثقلة بالوَجْد والهُيَامْ

تَسجُدُ عندَ عتَبات البيتِ والمَقامْ

تُقرئُكَ السلامْ

يا سَيِّدي عليكَ افضلُ السَّلامْ

(2)

على الرُّفَاتِ النَّبَوِيِّ كُلُّ ذَرَّةٍ عَمُودٌ مِن ضِيَاءْ

مُنتصِبٌ مِن قُبَّة الضَّرِيحِ

حتَّى قبةِ السَّمَاءْ

على المهابة التي

تخفض دون قدرك الجباهْ

راسمةً على مَدار الأفق أفقًا عاليًا

من الأكف والشفاهْ

يموج باسم اللهْ

- الحمدُ لكْ

والشكرُ لكْ

والمجد لك

والملك لك

يا واهِبَ النعمة يا مَليكَ كل من ملكْ

لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكْ

لبيك لا شريك لك

*********

(3)

يَا سَيِّدِي عَليكَ أفْضَلُ السَّلامْ

من أمَّةٍ مُضَاعَةْ

خاسِرَةِ البِضَاعَةْ

تَقْذِفُها حَضَارَةُ الخَرَابِ والظَّلَامْ

إليك كل عامْ

لعلها أن تَجِدَ الشَّفَاعَةْ

لِشَمْسِها العمياءِ في الزِّحَامْ

(4)

يا سيدي

مُنذُ رَدَمْنا البَحرَ بِالسُّدُودْ

وانتصبت ما بيننا وبينك الحُدُودْ

مِتْنا..

وداسَتْ فوقَنا ماشِيَةُ اليَهُودْ

(5)

يا سيدي

تعلمُ أن كانَ لنا مَجْدٌ وضَيَّعْناهْ

بنيته أنت ، وهَدَّمْناهْ

واليومَ ها نحنُ!

أجَلْ يا سيدي

نَرْفُلُ في سَقْطَتِنا العظيمَةْ

كأننا شواهد قديمةْ

تَعيشُ عُمرَها لكي

تُؤرِّخَ الهَزيمَةْ!!

*********

(6)

لا جَمْرَ في عِظامِنا ولا رَمادْ

لا ثلج لا سوادْ

لا الكفرُ كله ولا العِبادَةْ

الضعفُ والذِّلَّة عادَةْ

يا سَيِّدي

عَلَّمْتَنَا الحُبَّ

فَعَلِّمْنَا تَمَرُّدَ الارادَةْ

(7)

اِبْكِ لَنَا

وادْعُ لنا

فالعَصْرُ في داخِلِنا جِدَارْ

إنْ لم نُهَدِّمْهُ

فلنْ يَغْسِلَنَا النَّهَارْ

*********

المراجع

1- الموسوعة العربية العالمية. لنخبة باحثين 17/647, ط2, 1419هـ - 1999م, الرياض - السعودية.

2- معجم أعلام المورد. لمنير البعلبكي 335, ط 1, دار العلم للملايين - بيروت, 1992م.

3- "أيام مع الفيتوري" للأستاذة غريد الشيخ محمد سلسلة "أيام معهم 3" ط إلكترونية , دار النخبة - بيروت, 2012م.

4- موقع الشاعر على "فيس بوك".

5- موقع "بوابة الشعراء" على الشابكة.

وسوم: العدد 903