أَمَا لِليْلِ مِن آخِر

حفيظ بن عجب الدوسري

غَداً سَنَقُولُ للتأرِيخ

(أَمَا لِليْلِ مِن آخِر ؟!)

حفيظ بن عجب الدوسري

[email protected]

بِغيرِ الحُبِ تَقْتُلُنَا دُمُوعُ العينْ ..

بِغيرِ العَقْلِ نَبْقَى

بَينَ بَينِ البَينْ ..

هِي الكَلِمَاتُ تقْسِمُنَا ,

إلى جَسَدينْ ..,

إلى رُوحٍ عَلى حَرفينْ ..

فَكُنْ .. هِي (كُنْ)

بِقَولِ اللهِ فِي الكَونينْ ..

عَلَى الرَّمْضَاءِ

نَمْشِي نَحْمِلُ الوَجَعينْ ..

نُقَاتِلُ بِالحَقِيقةِ دَائِمَاً

مَنْ خَانَ,

أو مَنْ بَاعَ

_قَوْلَ الحَقِ _فِي لُغَتَينْ..

لَنَا وَزْنٌ يُؤلِفُنَا عَلى شَطْرَينْ ..

عَلى بَيتينِ مُنكَسِرينْ ..,

 فَنَكْتُبُ بِالشهَادَةِ

أَنَنَا نَسْعَى

إلى الرَّحمَنِ فِي نَصْرَينْ ..

حَيَاةُ العِزِ

 تَجذِبُنَا بِكُلِ طَرِيقْ ..,

و نَحْمِلُ في حَنَايَانَا

صِفَاتِ العَاشِقِ المِنْطِيقْ ..

نَصِيحُ بِسطْوةِ الأشْوَاقِ ,

فِي الأَعْمَاقِ

لِلطَيَرانِ , و التحلِيقْ ..

شَرِبنَا مِن كُؤوسِ الذُلِّ

مَا يَكْفِي ,

و مَا يَشْفِي

عَلى التحْقِيقْ ..

مَنَابِرُنَا تَمُوتُ

 بِكِذْبَةِ الخُطَبَاءِ

حِينَ استسلَمُوا

للخَائِنِ الزندِيقْ ..

يُبَاعُ الدينُ ,

و الإيمانُ ,

و الإخْلَاصُ

في دَوَامَةِ التَصْفِيقْ ..

و لِلعُلَمَاءِ أسْمَاءٌ مُزَيَفَةٌ

تُطَارِدُ لَوْنَ كُلِّ بَرِيقْ ..

و نَحْنُ نَعِيشُ ,

كَالأَيْتَامِ أَطْفَالاً

 بِلا آبَاءْ ..

و تَجْثِمُ بَيْنَنَا الأدْوَاءْ..,

و نَزْعُمُ أنَنَا

في دُنيةِ الأوهَامِ كالغُرَبَاءْ ..,

و نَشْرَبُ ,

ثُمَّ نَكْرَعُ

مِن بَقَايَا المَاءْ ..

تَلاشَت فِتْنَةُ الألقَابِ,

و الأوصافِ , و الأسْمَاءْ ..

دَخَلْنَا الجُبَ أحْلامَاً ..,

فَلَمْ  نَخْرُجْ عَلى الإغْرَاءْ ..,

و أَرْسَلْنَا القَمِيصَ

فَلَمْ يَزُلْ عَنا عَمَانَا ,

أو نَرَى شَيْئَاً

مِن الأضْوَاءْ ..

يُقاتِلُ بَعْضُنَا بَعْضَاً,

و نَبْقَى فِي يَدِ الأعْدَاءْ ..

عَبِيدٌ عِندَ حَاكِمِنَا ,

و سَيدُنَا هُو السُلْطَانْ ..

نُبَاعُ , و نُشْتَرَى أَبَداً

أَلسْنَا مِن بَنِي الإنسَانْ ..,

و تُسْتَحْيَا النِسَاءُ بِنَا ,

و أطْفَالُ الهُدَى

 يَغْتَالُهَا البُهْتَانْ ..

طَغَى فِرْعَونُ

فِي دَمِنَا ,

_فَأينَ الصَّرْحُ يَا هَامَانْ _؟؟!..

مَتَى نَقْتَصُّ مِن ظُلامِنَا

فِي ثَوْرَةِ الطُوفَانْ ؟ ..

_عَصَا مُوسَى_

التي فُقِدَت

فَقَدْنَا قَبْلَهَا الإيْمَانْ ..

إذا عُدْنَا إلى التَوحِيدِ

مَزَّقْنَا يَدَ الطُغْيَانْ ..

دَعْونَا ثُمَّ خَالَفْنَا

فَأَينَ الصِدْقُ ,والإحْسَانْ..؟,

و أَيْنَ الهُدْهُدُ المَهْمُومُ

بِالتوحِيدِ في القُرْآنْ..؟

أليْسَ لَنَا سِوَى

التَرْدِيد لِلأحْزَانْ..؟

سَئِمْنَا مِن تَخَلُفِنَا ,

وذُبْنَا فِي تَخَوفِنَا

مِن الأسْبَابْ ..

نُرِيدُ النَّصْرَ أنْ يَأْتِي

عَلى الأعْتَابْ..,

ونَحْنُ نَمُوتُ

 خَلْفَ البَابْ..

غَرَسْنَا ذُلَنَا فِيْنَا,

وضَيْعَنَا أَمَانِينَا,

و لَمْ نَحْفَلْ بِمَاضِينَا,

وخِفْنَا صَوْلَةَ الأنْصَابْ ..

سَجَدْنَا تَحْتَ

أَقْدَامِ الطَوَاغِيتِ

التي حَكَمَت

عَلى الأَعْرَابْ ..,

وسِرْنَا خَلْفَ

 أَذْنَابِ الوَرَى

نَجْثُوا عَلى الأَعْقَابْ ..

شَرِبْنَا كَأْسَ فُرْقَتِنَا,

و قَاطَعْنَا مَوَدَتَنَا ,

فَمَا لِلحُبِ مِن أَحْبَابْ ..

مَنَعْنَا كِلْمَةَ الحَقِ

التي مَاتَت

عَلى الأَفْوَاهْ ..

مَحَوْنَا الصِدْقَ

في الأقلامِ بِالمِمْحَاهْ ..,

و سَوّدْنَا أَرَاذِلَنَا ,

و تَوّجْنَا بِهَا الأَشْبَاهْ ..

فَيَا أَسَفَاه ..

                     يَا أَسَفَاه

                                     يَا أَسَفَاهْ ..

نُحِبُ العَيْشَ أَحْرَارَاً ,

و لَسْنَا نَنْصُرُ الأَحْرَارْ ..

عَلى جَمْرِ الهَوَى نَمْشِي ,

و نَجْرِي دَاخِلَ المِضْمَارْ ..,

و نَمْضِي فِي بَلاهَتِنَا

نُسَايرُ مَوْجَةَ التَيَارْ ..

هَرَبْنَا مِن حَقِيقَتِنَا ,

و تُهْنَا فِي سَذَاجَتِنَا ,

فَأُلْبِسْنَا ثِيَابَ العَارْ ..

لَنَا وَطَنٌ تَقَاسَمْنَاهُ ,

فِي الشاشَاتِ ,

 والأَخْبَارْ ..,

و نَعْلَمُ أَنَنَا بِعْنَاهُ

تَحْتَ وَلَايَةِ (الدُوْلَارْ) ..,

و حَاكِمُنَا

هُو العَرَّابُ ,

و السِمْسَارْ ..

غَدَاً سَنَقُولُ لِلتَارِيخِ

إنَّا مَا تَنَاسَيْنَاكْ .. ,

و لَكِنَّا نَعِيْشُ عَلَيْكَ ,

نَطْلُبُ دَائِمَا ذِكْرَاكْ ..,

و نَبْقَى كَالأسَارَى

دُوْنَ أَيِّ حِرَاكْ ..

لأنَّا مَا تَعَلَمْنَاكْ ..

رَسَمْنَا الحُلْمَ وَرْدِيَاً

عَلى الرَّايَاتْ ..

تُرَفْرِفُ

رَايَةُ الأَوْهَامِ بِالكَلِمَاتْ ..

نَرَى الأَقْصَى يُنَادِيْنَا

مَتَى تَأْتُونَ لِلصَلَوَاتْ ؟! ..

مَتَى تَسْتَيْقِظُونَ ؟!

فَقَدْ مَلَلْنَا رَقْدَةَ الأَمْوَاتْ ! ..

بَكَى بِالدَّمِ مَسْرَانَا ,

يُنَادِي فِي بَقَايَانَا ,

و لَكِنَّا بِلا وَثَبَاتْ ..,

بِلا صَبْرٍ ,

بِلا عَزَمَاتْ ..

قَرَأْنَا سُوْرَةَ الإسْرَاءِ لِلبَرَكَاتْ ..,

و دُوْنَ الفَهْمِ

صَلَيْنَا عَلى الرَّكَعَاتِ بِالسَجَدَاتْ ..,

فَمَنْ سَيُحَقِقُ النصْرَ ,

الذي تَأْتِي بِهِ الآيَاتْ ؟!..

تَبِعْنَا خطْوَةَ الكُفَّارِ ,

حَذْوَ الخطْوَةِ الخطْوَهْ ..

فَلَو دَخَلُوا

لِقَاعِ الأَرْضِ

ذُبْنَا فِي فَمِ الهُوَّهْ ..

و نَجْرِي  خَلفَهُم أَبَداً

لِنَكْسَبَ عِنْدَهُم حَظْوَهْ ..

فَلا مَنهُم تَعَلَمْنَا,

و لا لِلحَقِ أذْعَنَا,

و لا لِلعَقلِ أَنْصَفْنَا ,

فَضَيَعْنَا الهُدَى ,

و النورَ

و الإيمَانَ ,

و القُدْوَهْ ..

نُصَانِعُ سَطْوَةَ القُوَّهْ ..

نَسِيرُ بِرَأسِ مَجْنُونٍ

تَمَايَلَ مِن خَوَاءٍ فِيهْ ..,

و تَغْلِبُهُ بِحَارُ التيهْ ..

تَسِيرُ حَيَاتُهُ عَبَثَاً

فَلا يَدْرِي بِحَاضِرِهِ ,

و لا مَاضِيهْ ..,

و يَحْكُمُ دَائِماً مِن فِيهْ ..

نُرَاوِحُ في أَمَاكِنِنَا ,

و قَدْ أزْرَى بِنَا التَلْوِيحْ ..

نَرَى الشُطْآنَ مِلءَ العَيْنِ

لَكِنَّا بِلا تَصْرِيحْ ..

نَثُورُ عَلى سَفِينَتِنَا ,

و نَسْخَرُ مِن عَقِيدَتِنَا ,

و نَبْرَأُ مِن بَرَاءتِنَا ,

و مِبْضَعُنَا لِسَانٌ كُلُهُ تَجْرِيحْ ..

نُخَالِفُ مَنْهَجَ الإخْلَاصِ ,

و التَوْحِيدِ ,

و التصْحِيحْ ..,

و نَبْقَي دَائِماً

نَجْرِي بِعَكْسِ الرِّيحْ ..

تَعِبْنَا مِن فَحِيْحِ

الحَاكِمِ الجَائِرْ ..,

و يَسْخَرُ بِاسْمِنَا السَّاخِرْ ..

يَظَلُ يَقُودُنَا لِلذُلِّ ,

تَحْتَ وَلَايَةِ الكَافِرْ .. ,

و يَسْحَرُنَا بَألفَاظٍ

تَفُوقُ السحْرَ  ,

و الساحِرْ ..

يُصَفِقُ بَعْضُنَا لِلكِذْبِ ,

حِينَ اخْتَارَهُ النَّاشِرْ .. ,

و مَا فِي القَومِ

مِن شِعْرٍ ,

و لا شَاعِرْ ..

نَثَرْنَا وَزْنَنَا عَبَثَاً ,

و بِعْنَا حَرْفَنَا جُثَثَاً ,

فَلا الألْحَانَ أتْقَنا  ,

و لا تَرْنِيمَةَ النَّاثِرْ ..

 

أَضَعْنَا النورَ فِي دَمِنَا

فَلَوْنُ كَلامِنَا خَاثِرْ ..

نَشَرْنَا كُتْبَنَا خَوْفَاً ,

مِن الأقْلامِ , و الطائِرْ ..

كِتَابُ اللهِ

لِلرحمَنِ يَشْكُونَا ,

و يَشْكُونَا بِه الحَاشِرْ ..,

و لَيْسَ لَنَا بِأنْ نَبْقَى

نُرَاجِعُ حَيْرَةَ الحَائِرْ ..,

و نَسْأَلُ دَائِمَاً أَبَدَاً ..

                    أَمَا لِليْلِ مِن آخِرْ ؟!!؟ .