قصة حُب أسترالية عبرت فوق دماء دمشقية

sdfdf1061.jpg

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت رواية « قصة حُب أسترالية عبرت فوق دماء دمشقية » للروائي والمحامي السوري المقيم في دولة الإمارات "شادي نسيب غبرة".

الرواية تقع في 508 صفحة من القطع المتوسط، وتمزج ما بين الرواية البوليسية والخيالية والوطنية والرومانسية، في توليفة مُتقنة مستمدةً حبكتها من كل هذه الأجناس الأدبية، خلقًا لتجربة قراءة فريدة تمزج بين مُتعة السرد وتعدُد الأوجه الفنية.

اعتمدت الرواية أسلوب الاسترجاع الروائي بشكل فريد، حيث نجح المؤلف في تنسيق الأحداث بشكل يراوح بين الحاضر والماضي، وكذلك استراتيجية التنقل بين أزمنة مختلفة من حياة الشخصيات، مما أبرز التطور الشخصي للشخصيات وأثر الماضي على الحاضر في مسارات حياتهم، فأتاح فهمًا أعمق للعلاقة بين الشخصيات وتغيُر هذه العلاقة مع مرور الزمن وفي مختلف مراحلها العُمرية.

تسرد الرواية أحداثًا بوليسية تدور في أستراليا، من خلال تورط بعض الشخصيات في التعامل مع العصابات المنظمة لتجارة المخدرات، مما يوقعهم في العديد من المخاطر والتهديدات المتزايدة، ويتكشف أمام القارئ سيناريوهات ملتوية ومعقدة تتعلق بملابسات هذه الأحداث، والتي ترتبط بعالم خيالي موازٍ مستمدًا من تُراث ومعتقدات الشعوب الأصلية في أستراليا، الذين يرون في "أرض الحلم" مصدرًا للروحانية والروحانيات، حيث ينغمس بطل الرواية في عالم الحلم إثر عارض غريبة يلم بهِ، بحيث يتمكن من مغادرة جسده والتجول في أنحاء العالم الواقعي والخيالي، فتتقاطع مصائر شخصيات الرواية وتتيح لهم الالتقاء رغم كونهم من دول مختلفة ومتباعدة.

كما تتقاطع الأحداث في أستراليا مع الواقع في سوريا، لتبرز بُعدًا سياسيًا وطنيًا يُصوَّر نضال وصمود شعب محاصر بين جدران الحروب والنزاعات السياسية، ويروي حكاية الألم والأمل الذي يمزج بين الجانب الإنساني والسياسي. كما يصور الطفولة الضائعة التي تحاول فهم واستيعاب هذا الواقع السياسي والديكتاتوري الذي يسود البلاد، وكيف تُجبر الطفولة على التعامل مع أعباء تفهم الأوضاع السياسية في سن مبكر.

لا تخلو الرواية من مساحات رومانسية حيث قصة الحُب المتقلبة الأحوال والأحداث بين أليكس وجانيت، بما شابها من إثارة ومُعاناة وتضحيات.

تميزت الرواية في سردها بلُغة سلسة تتسم بالوضوح والبساطة بعيدًا عن التعقيد والحشو، بما يضمن استرسال القارئ وتفاعله مع الأحداث والشخصيات دون تشويش.

وسوم: العدد 1061