المياه تخون البرك للشاعر عوض اللويهي

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع- عمان  والجمعية العمانية للكتاب والأدباء

(المياه تخون البرك للشاعر عوض اللويهي)

المياه في أحشاء الحياة

المياه تخون البرك هو عنوان مياه الشاعر عوض اللويهي الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع – عمان والجمعية العمانية للكتاب والأدباء.

عوض اللويهي أديب عماني شاب صدر له من قبل " كائنات الظهيرة" شعر عن وزارة التراث والثقافة-مسقط.

اللويهي في تجربته الجديدة" المياه تخون البرك" يذكرنا بأسلوب الشاعر العربي الكبير ناصيف اليازجي، وتحديدا قصائده" من ديوان الشعر العربي" وبخاصة قصيدة " لا تسل"..

[ سألته عن حاله/

فقال ليس يحتمل.

سألته عن قلبه

فقال قلبي مختبل.//

هنا يهدهد الشاعر اللويهي روح قصيدة اليازجي لينسج  قصيدته" لا عاصم إلا الماء" تفتتح نصها بقول:

 قال سآوي إلى الماءِ

يعصمني من دمي

ولم يجدِ القلبُ زاويةً للهرب

كان دربُ الخيانةِ

يفضحه

 زبدُ الرغباتِ

تعيش نصوص اللويهي بين سراب الأمل وشلال الذكريات، ترد على زمانها ردودا تشبه تلك التي كان الشاعر يوظفها في الرد على ذكريات الزمن. هذه التقنية التي يوظفها الشاعر، تقنية الحوار في بناء النص الشعري، هي مقدرة المثقف على الولوج للأبواب المغلقة محاولاً فتحها، هكذا عاد اللويهي بعد ثلاثة وأربعين قصيدة ، ليقول لنا إن الحب ما زال ممنوعا ، لكن الأبواب كلها مفتوحة للنميمة والكراهية المغلقة بأفضل العبارات، وتظل طافية لتقول لنا إن المجتمع الذي يقتل الموهبة والثقافة والضمير تمتد يده إلى قلوب الصبايا الصغيرات لتدفن فيهن خيالات الحب البريء ولمعة العيون التي تخيلت للحظة أن السعادة ممكنة، هكذا بسهولة مثل جرعة الماء العذب، هكذا بسهولة، كما يلتقي المرء ضوء القمر على كفيه، أو هكذا بسهولة كما يرفع المرء رأسه للمطر. وأبدع الشاعر في هذا الوصف في قصيدته" يحدث في الفجر" عندما قال:

 تأتينَ من حيث

قال لكِ الوردُ أن تستريحي

تتعبني وحشةُ الماءِ

    في هدأةِ العشقْ

أقترب اللويهي من السطح، وعندها ظهرت جملته الشعرية المحملة بالضوء

ولكنكَ أيها الماءُ

لا تقدرُ

أنْ تعكسَ على صفحتكَ رائحةَ البارود

وفجيعةَ انكسارِ السربِ المحُلِّقِ في الأعالي

  توقف اللويهي لالتقاط أنفاسه واستجماع أفكاره، ليطلق صفارات إنذار بصوت أعلى هذه المرة، بديوان شعر جديد مملوء بالضوء الأحمر الذي ينتقد كل الممنوعات، مخلفا إياها وراءه، راحلا في اتجاه ما يرى من حياة. طارحا أسئلته الوجودية وقلقه الإنساني ورغبته في إعادة تشكيل عوالمه ورؤاه، مبشرا بشاعر سيكون له بصمته على صخرة الشعر العاتية.