قراءة في كتاب

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

 " ذاك المكان مادبا نقوش على جدرانها وجباه ناسها " لمؤلفه أحمد طالب الشوابكة ، نشرته وزارة الثقافة الأردنية ، مادبا مدينة الثقافة الأردنية 2012م

ورد كتابه بدءا بإهداء لوالديه وأشقائه ومقدمة ذاك المكان "نقوش على جدران مادبا " ومن سبعة فصول الأول "نقوش على جدران مادبا " والفصل الثاني "بستان الذاكرة الرحبة" والفصل الثالث" بيوت الأرواح والأجساد" والرابع وسمه ب"بيت القمح والخصوبة " والفصل الخامس وسمه ب"مادبا بين ماض وحاضر مختلف" والفصل السادس عنوانه "عربات متجولة حياة متحولة "والفصل السابع الأخير عنونه ب"وجوه مادبا الجميلة "أما الفصل الأول فدرس فيه "جبل نيبو "بمقالة أدبية تاريخية جغرافية رائعة عرض صورة للجبل المطل على ذرى البلقاء، و منه ترى البحر الميت اخفض نقطة في العالم، ومنه ترى جبال لبنان ، وجبل الشيخ، وهو مكان مقدس يظن الباحث أنَّ جسد موسى النبي دفن فيه، وذكر أن البابا يوحنا بولص الثاني لما زاره عام 2000عده مكانا مقدسا ، واعتمد المغطس و"مكاور" ومادبا وكنيستها ومار الياس في عجلون مواقع للحج المسيحي، وتوقف المؤلف عند شواهد من حجارة أثرية من الصوان ، وثمة كنيسة تسمت باسم موسى النبي صلى الله عليه وعلى نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ،سلام يتلوه سلام لا ينقطع ، ويسمى جبل نيبو "صياغة " وورد في التوراة بمعنى " الفسحة " أي القمة ، ومعناه جبل العبور وقد أشار إلى أول مكتشفيه في القرنين الرابع والخامس الميلاديين ، وهما "ايجيريا "في نهاية القرن الرابع الميلادي والأسقف "بطرس الايبري "في القرن الخامس الميلادي و كان الثاني قد جاء من غزة الفلسطينية .

 ومقالة المؤلف الأستاذ احمد الشوابكة صيغت بأسلوب أدبي رفيع المستوى؛وظف عالمي الزمان والمكان والشخوص الشاهدين على قداسة جبل نيبو وموقعه المطل على فضاءات واسعة من حوله، وعزز اسمه من التوراة وأرفق صورة حية للجبل وما عليه ،ولعل مثل هذا التوثيق الفوتغرافي يقدم للمتلقي مفهموم الآية القرآنية "كلا لا تخافا إنني معكما اسمع وارى "حاستي السمع والبصر فتحية لهذا الإعلامي ولمقالاته التي عرضتُ لبعضها من نحو مقالة "نيبو "أيها الجبل "!

 وفي الفصل الأول عرض ل" مكاور " والخريطة التي رسمت طبوغرافية المكان وماعين قلادة مادبا الساخنة والوالة والهيدان فيض من الطبيعة والتاريخ وانهي فصله بالوقوف عند "براكين من الماء وحمامات "قصيب " وها إنا أتوقف عند نهاية فصله الأول حسب ، و قد أعيد النظر في قراءة مادبا الحبيبة إلى النفس والوجدان في ما بعد من كتابه هذا بإذن الله

 وقد بلغ عدد صفحات كتابه "217 "مائتين وسبع عشرة صفحة من القطع الكبير

 تحية إعجاب بهذا الإعلامي الكبير الذي أنتج كتابا مبدعا فيه معززا إياه بالصورة الشاهدة من نقش وصورة ناس لهم اثر وتأثير في بلدهم الأردن وخارجه.