النص الأدبي للأطفال

تأليف: د. سعد أبو الرضا

عرض: د. أحمد زلط

يعد كتاب "النص الأدبي للأطفال.. أهدافه ومصادره وسماته.. رؤية إسلامية" للدكتور سعد أبو الرضا، أحدث عنوان يصدر في المكتبة العربية في مجال نقد أدب الطفولة، ويشتمل الكتاب بين دفتيه على بابين ومقدمة رصينة، ويضم الباب الأول ثلاثة فصول ويضم الباب الثاني نظائرها، وقد طرح المؤلف في المقدمة رؤيته الأدبية الإسلامية من وجهة نظر تأريخية ونقدية في تركيز دال وعمقٍ ملحوظ، وقدم المؤلف في الفصل الأول من الكتاب رؤيته النظرية للأدب وللثقافة بعامة وأدب الطفل بخاصة.

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب:

"حاولت استقصاء العلاقة بين الأدب والثقافة كمدخل لتحديد مفهوم أدب الأطفال الإسلامي، وفنونه ووسائله وغاياته، وبرغم أنها علاقة وثيقة فالأدب الإسلامي جزء أساسي في منظومة الثقافة، لكنه ينفرد بوسائله اللغوية التعبيرية التي تجده، وتحقق غاياته في إثراء فكر أطفالنا وتزويدهم بخبرات تعينهم على سلامة عقيدتهم والمواجهة السوية لحياتهم".

ولقد أفاد المؤلف في إطار تصنيفه لكتابه من نتائج الدراسات السابقة في أدب الطفل مثل إسهامات د. علي الحديدي، د. نجيب الكيلاني، د. هادي الهيتي، أحمد نجيب، عبد التواب يوسف، أحمد سويلم وغيرهم، وهو تأثر لا يمحو معه شخصية الكاتب ومنهجه ورؤيته.

والباب الثاني من كتاب "النص الأدبي للأطفال" يعد أنموذجاً للدراسة الأدبية الناقدة المرجوة من نقد أنواع أدب الطفولة؛ فقد حشد له المؤلف أدواته النقدية، وخبرته الأكاديمية الأدبية، وطاقاته التذوقية في انتخاب النصوص النثرية والشعرية (ص79 – 144). والواقع أن الباب الثاني جمع بين التنظير المتقن والتحليل التطبيقي الصائب للنصوص التي تناولها من مثل المسرح الشعري لأحمد سويلم، ومسرحية "فراش الرسول" لمرزوق هلال، وأرى أن مجهود الناقد من تنظيم مفهوم القصة أو المسرحية في أدب الطفل في ضوء التصور الإسلامي أنفع ما كتب في بابه (ينظر ص127 – 137)، أما الفصول التطبيقية التي وقفت عند دراسة المؤلف لنصوص أحمد شوقي للأطفال فهي محاولة تنظر إلى شاعرية شوقي باعتباره أشهر مبدع لأدب الطفل في العصر الحديث، وإن كنت أرى – ومعي آراء عديدة- في حكايات شوقي ونصوصه للأطفال، الصعوبة والتعقيد واللغة المحلقة مما لا يناسب الأطفال، وهذا لا يمنع دقة اختيار المؤلف لمقطوعات محدودة، وهي المقطوعات التي دخلت سياق المناهج التربوية طوال العقود الأخيرة لبساطتها وحسن إدراكها.

كما أننا نستطيع أن نلتقط الثراء الفني في كتاب "النص الأدبي للأطفال" من خلال تأمل المبحث الفرعي من الباب الأول والخاص بقصص الخيال العلمي، الذي أمتعنا المؤلف في عرض نشأته وتطوره ومفاهيمه ومزاياه وقيمته الفنية (ينظر ص414 بعدها).

وبعد.. فإن كتاب "النص الأدبي للأطفال" إضافة مهمة لرصيد مكتبة الطفل العربي، وفي التأكيد على القيم والمعاني الإسلامية، التي يحملها النص الأدبي للأطفال، ولا أبالغ إذا قلت إن مكتبة أدب الطفل الإسلامي تزدان بالمؤلِّف والمؤلَّف فقد كسب ميدان أدب الطفل المسلم ناقداً أدبياً أكاديمياً يحفل بالمبادئ الإسلامية المنشودة في التربية المتكاملة لأطفال الأمة.