"على سرعة 40" الفوسا يطارد الليمور

أحدث نشاطات دار فضاءات للنشر والتوزيع

"على سرعة 40" الفوسا يطارد الليمور

للشاعر والإعلامي محمد هديب

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع – عمان صدر للشاعر والإعلامي محمد هديب، ديوان " على سرعة 40"، يقع الديوان في 224 صفحة من القطع المتوسط، صم غلافه الفنان نضال جمهور، وزينته لوحة الفنان القطري علي حسن، وخطوط الفنان السوري عبيده البنكي.

في ديوان محمد هديب الذي صدر عن دار فضاءات تسير بعض نصوص الشاعر على سرعة 40، وهي السرعة التي حددها لها كاتبها، إلا أن اغلب نصوص الديوان تخرج عن محددات الشاعر وتتجاوز ما توقعه لها حين عصفت به ريحها؛ فتخرج عن نطاق أوزون المرئي والمسموع والمحسوس، وهناك تقيم علاقتها الخاصة مع أرواح قرائها الذين تفتيهم حين يستفتونها في مراوغة لا يصلح معها الإيقاع العادي؛ فنصوص تجاوزت سرعة المتوقع بإمكانها أن تؤسس، وببساطة، مفارقاتها الحادة حتى على أرصفة الاصطفاف للسيارات والسابلة والخيالات؛ ومن هنا بالإمكان ترك السؤال معلقا: تلك القصيدة الطائرة؛ ماذا أراد قائلها؟ إذ في الشعر: هل يصح سؤال من هذا النوع، خصوصا مع شاعر له أداته الخاصة في السرد، والسرد الساخر بالذات، وهنا يكمن جزء من فرادة هذه النصوص؛ إنها نصوص "فوساوية" ؛ تثبت تمايزها من خلال انطوائها الذي لا يشف عن ضعف بل انطواء يرادف الانعزال الإرادي؛ ما يجعلنا أمام نصوص" اعتزالية" لا " انعزالية"؛ تؤسس لوجودها الخاص بين كل ما نشر وينشر في باب الشعر من خلال عين تتسم بالجماعية، عين الشاعر الغنائية، عين الشاعر السارد؛ عين الشاعر الساخر؛ ومن تلك العين التي تلمع لا يرى القارئ غير فوضاه واستقراره، ما أراده هو، وما أراده صاحبها وما لم يرده الاثنان؛ وهل أراد هديب غير تلك الفوضى التي تكشف عن استقرار ماض في انهزامه، فكتب وهو يهش بعصاه على الناس، وقدمه على حجر يكاد ينزلق، وكانت قصائده تتسلق الشجر في مطاردة ليمور الوجود وهي تضحك وتبكي.

من قصيدة " على سرعة 40:

عاد البشر إلى صناديقهم

المقهى يشاهد المباراة الختامية

(فليسقط الفريق الواضح!)

المقهى يشاهد "الجزيرة"

مدنٌ بدويةٌ تتعربش بالصحن اللاقط

"دودٌ على عود"

وأنا على سرعة 40 أرى نفسي

لا أحد يزاحمني

ضم الديوان النصوص التالية: الرسام الانطباعي، التشيلو، طريق أولى، على سرعة 40،دائماً، شمس مريضة، في الجبل الشمالي، المحبُّ الفذّ، كما أنه، حلم واحد، الثامنة والربع، لصاحبته الوحيدة، خروجاً من "حدائق الأزاهر"، بنفسجة، بنفسج غير أضافي، الأعلى، زهرة العنبر، الراعية، البعيد، طريق أطول، الكائن يُصيخ، قُبّعة الصوف، أقمار واضحة، أرني يديك، لم أنتبه، قصة قصيرة، الكهل، أزرق ترابي، الفارس، صورة مجعلكة، من شرفة المطعم، كَسْر طويل، هو ذاته، الأحمر، مقامرة، المفازة، الشيطان، وقفة، الواحدان، لا أريد، ولا أريد، الرسائل، كلنا، المسافة، كما هي، اخيراً، أيها السيل، غسيلنا، المصابيح، بوصلة

* الفوسا: حيوان يعيش في مدغشقر فقط ويتغذى على قردة الليمور وهو خطير لسرعته