حكايات أغاني

مبدع من الزمن الجميل

 توثيقي لمدارس الزمن الجميل السوداني

سليمان عبد الله حمد

أظن شاعرها "عوض جبريل " والحان كمال ترباس (وعذرا ان أخطأت) الأغنية المشهورة وكيف أن غالبية الناس يعتبرونها من أغانى الغرام ولوعة المحبوب علي الحبيبة حيث تبدأ الأغنية ( سيبنى في عز الجمر ) ...

ولكنه الأغنية لا علاقة لها باللوعة لا من قريب أو بعيد..والقصة كلها أنو كان الشاعر عوض جبريل واقف بجانب صينية مكى بأمدرمان في انتظار تاكسي او مواصلات وكانت الدنيا سخانة شديدة وهو واقف يتصبب من العرق مر بجانبه كمال ترباس بعربية فخمة ومكندشة وبما انهم اصحاب فقد ابتهج واخذ يؤشر لكمال عله يقيف و يكفيه هجير الحر وشر المواصلات ولكن كمال لم ينتبه له فواصل في انتظاره، ومرة تانية ظهر كمال ترباس بعربيته الفخيمة ومن ثم اخذ ادريس بالصياح وبالأشارة لكمال بالتوقف ولكن كمال لم يراه للمرة الثانية وبقي يصارع حبات العرق النازل من جبينه ممنيا نفسه تاكسي للبيت، فأثر الموقف في نفسه كثيرا فقرر انو يكتب قصيدة لوم لكمال وفعلا كتبها وانتهى منها في نفس اليوم بعد معاناة مع المواصلات ومن بعد عودته لبيته .. ثم أهداها لترباس الذي قرر أنو يغنيها وفعلا غناها و من ثم ظهرت واشتهرت بين المحبين بالخطأ و كان الصحيح انها تشتهر بين المشرورين والمشرورات في المواصلات وفي المقابلات و في المواعيد ..

الأغنيه الثانيه"العيون النوركن بجهرا " هى لى الشاعر صلاح عبد السيد ابو صالح والحان كرومه والتى تغنى بها مبارك حسن بركات . تعالو نشوف قصه هذه الاغنيه التى تجمع فيها هؤلاء العملاقه ....

أقول إنها أغنية جميلة وقوية وصادقة وذات ألفاظ ومعاني جميلة أبدع أبو صلاح وصف محبوبته وهى في ساحة الرقص وفى الأغنية صورا بديعية جميلة وللأغنية قصة رواها الفنان مبارك حسن بركات حيث قال إن أبو صلاح طلب من إحدى البنات الرقص ولكنها استنكرت ذلك وعابت عليه حول عينيه فانشد أبو صلاح هذه الأغنية على الفور وقال إن سبب حول عينه وسهره هو نور وجمال هذه الملهمة وقال الأستاذ مبارك حسن بركات إن كرومه لحن وغنى هذه الأغنية في نفس الحفلة ورقصت هذه الملهمة على إيقاعها ....وفى الأغنية وصف رائع لقوام هذه الملهمة حيث يصف صدرها بانه عالي وكبير حتى انه اتعب الأعطاف وبرا الخصر حتى اصبح رقيقا وعلى هذا الصدر جوز رمان جل الذي خلقه وهذه النهود باعت واشترت في الشاعر اى أنها أتعبته وسلبته لبه وفكره أما الشعر فمن طوله فانه يستر الأقدام وطلب منها أن تلقط القلوب التى بعثرها هذا الشعر ويصف الشاعر الجزء الأعلى من قوام الملهمة مع الأرداف كأنها خطيبة في منبر والمنبر هو الأرداف.... أما الرشيم والرشمة كما يشرحهما مبارك المغربي فالرشيم هو فصدتين تحت شلخ صغير على اعلى الخد ( نقرابى ) اما الرشمة فهي سلسلة ذهبية تصل ما بين الزمام والميسرة ويقول الشاعر إن الرشيم لشدة خضرته غير لون السلسلة الذهبية فصارت خضراء اللون مثل فرع الشجرة الأخضر على سطح المرآة... أما ابو الحاج المذكور في الأغنية فهو الحاج محمد احمد سرور ووهبة هو عازف الملوديكا وهى نوع من الأكورديون ابوزراير كما يسميه البعض ووهبة هو والد لاعب المريخ المشهور بشرى وهبة اما عبدالرحمن فهو العريس .... الأغنية من الحان كروم وسجلها للإذاعة مبارك حسن بركات كما أبدع فيها الفنان محمد الامين .

الاغنيه الثالثه . وداعا روضتى الغناء

الشاعر حميدة ابوعشر من ابناء الجزيرة المروية عاش فترة من شبابه فى مدينة ود مدنى قلب الجزيرة وارض المحنة --التحق لفترة طويلة كعامل حرفى بحنتوب الثانوية ولعله استفاد من وجوده فى هذا الصرح التعليمى العملاق لصقل تجربته الشعريه خاصة وهو الذى لم ينل من التعليم الا النزر اليسير
لا اظن ان احدا من جيل الخمسينات من القرن الماضى ومن الذين يعشقون فن الغناء لم يحلق باجنحة الطرب مع الحاج عبد الحميد يوسف وهو يشدو -غضبك جميل زى بسمتك التى ابدع فى تلحينها وسجلها على اسطوانة فنالت شهرة لدرجة ان هذه الاسطوانة اصبح لها مكان ثابت فى فترات الاستراحة فى جميع دور السينما فى العاصمة والاقاليم - حكم الزمان بتذللى -حكم الغرام بتدللك-الوجد -والحسن لك -يا غاية الادب الرفيع -شكلك بديع -غضبك جميل زى بسمتك- بهذه الاغنية اصبح حميدة واحدا من شعراء القمة فى مجال الاغنية الحديثة واثبت ان الابداع والخلود ليس بكثرة الانتاج بل بإتقانه وتجويده رغم قلته- سبب الاغنيه  :

تم افتاح مدرسة ثانوية جديدة فى مدينة الحصاحيصا وهناك حاجة ماسة الى حرفيين لتجهيز الكراسى والادراج للتلاميذ الجدد فنقل حميدة من حنتوب الى مدرسة الحصاحيصا الثانوية وذهب وهو طاوى الماضى الجميل فى حنتوب فى صدره وعائشا على صدى الذكرى متحسرا على ايامه الزاهيات وذكرياته العطرات --فتنفس شعرا مودعا حنتوب بتلك القصيدة الخالدة --وداعا معبدى القدسى --وداعا روضتى الغناء --وقد كانت حنتوب كذلك بل واكثر من ذلك .

و الأغنية الرابعه.. من اروع ما يكون ...

اغنية الراحل المقيم مصطفى سيد احمد ( غدار دموعك)

نديكم القصة الحقيقة كما قالها مصطفى سيد احمد الله يرحمه لمن كان بيدرس في الثانوي في الحصاحيصا.

الفنان المرحوم مصطفي سيد احمد كان عندو اخوهو على علاقه حب قويه ربطت بينه وبنت في الجامعة .. استمرت العلاقه فتره طويله .. المهم خططو لمستقبلهم سوا و أي حاجه لكن لمن اتخرجو البنت خطبها زول و مشو شهر العسل لي مصر, اخوه مرض شديد و اتشل, من الشاكووش الجامد ده, فودوه القاهرة عشان يتعالج فالبصدفة و هو طالع من المطار تجي البت و راجلها راجعين السودان ولمن تشوفو في الحالة ديك تقع على ركبتيه و تبكي.....

الأغنية الخامسة ( ليل الفرح ) :

اغنية ليل الفرح التى كتبها الشاعر عبدالله محمد سليمان ودار حديث كثير عن قصة كتابتها والبعض قال انه كتبها نتيجة لقصة حب عاشها الشاعر فترجم احساسه بكلمات جميلة زاد من جمالها اداء الفنان الطيب عبدالله وعندما سالنا الشاعر عبدالله عن قصة اغنية ليل الفرح فاجابنا قائلا :اغنية ليل الفرح من اجمل الاغنيات التى كتبتها وحققت نجاحا كبيرا بعد ان تغنى بها الفنان المبدع الطيب عبدالله وعلى الرغم من اننى لااميل لرواية قصة اغنياتى على الاطلاق لاننى ارى ان رواية قصة الاغنية تفسدها لان كلا منا يستمع الى الاغنية ويحس بها احساسا خاصا بل ويرسم لها صورة ما بمخيلته لذا عندما ياتى الشاعر ويروى قصة الاغنية قد تختلف مع ما رسمه حولها المستمع ولكن لان اغنية ليل الفرح حكيت فيها قصص عدة ساروى لكم قصة كتابتها وهى اننى كنت طالب فى الجامعة وامكث فى احدى الداخليات فدعانا احد اصدقائنا الى مناسبة زواج ولبينا الدعوة واعجبنا جميعنا بالحفل وتمنى الجميع ان تكون تلك الليلة الجميلة ليلته وان يكون هو العريس المحمول على الاكتاف وبعد ان استمتعت واصدقائى بحفل العرس ترجمت ذلك الاحساس باغنية ليل الفرح التى لم تات نتيجة لتجربة عاطفية كما يقول البعض بل هى نتيجة لتفاعلى بذلك العرس الجميل...

تلك بعض حكايات أغاني الزمن الجميل ... فيها كثير من الاشراقات والظلال ... ليت لنا حكايات عن أغاني اليوم و الغد نستشف منها عبق الماضي الجميل وإشراق غد مشرق ...

تحياتي حتى يحين اللقاء أحبتي ...