انفعالية عالم خيالي لفنان فطري مصري

تبهر عشاق الفن التشكيلي في النمسا

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمسا\غراتس

في امسية ربيعية (16\5\2014) حيث العواصف الهوجاء تجتاح اقليم شتايامارك والفيضانات تغزومساحات شاسعة من اراض اقليم النمسا السفلى وفي احدى قاعات مدينة غراتس النمساوية وهي تغص بالضيوف من قوميات عدة واوطان مختلفة اجتمعوا معا لمشاهدة ماذا  سيقدمه  الفنان المصري عبدالحميد عبدالغفار في العرض الافتتاحي لمعرضه التشكيلي تحت عنوان(انفعالية عالم خيالي)،الفنان الفطري في معرضه التشكيلي يحاول ان يجسد اسلوبه الخاص ولكونه لم يدرس الفن التشكيلي وليس منتمياً الى المدارس الفنية ولكن الوجع الانساني والغربة الطويلة طرزت معاناته والمه الى خطوط قلم رصاص وجاف برومانسية جميلة وتستوقفك اللوحات كثيراً للبحث عن اسرار عوالمها.افتتح المعرض وتم تقديم الفنان الى الجمهور الحاضر بكثافة وفرحت بحضور الجالية المصرية لمساندة ابن وطنهم في معرضه التشكيلي ولم تبخل معه الوكالات المصرية بنشر خبر المعرض الكبيرفي مواقع كثيرة مصرية ووكالات الانباء المصرية ومن دون التطرق الى لوحات الفنان والسفر في عوالم الخطوط الساحرية وعوالم الفنان الذي ارهق البعض بفتح الغاز لوحاته المعقدة في نظرهم،معرض كبير خاص و نادراً ما يقام لفنان نمساوي حديث بهذه الصورة المفرحة للقلب.عرضت في المعرض لوحات كثيرة والخيال لاحق الفنان في لوحاته وحتى اسمائها نبعت من خياله الثري ومنها القرية الخيالية،المعبد،زفاف مصري،ليلة عبر غراتس،السر،النيل،الام والابنة،الوحدة،في البدء،النبي،سلطة الكلمات،القرية المهجورة ووو.اراد الفنان القادم من ارض الحضارات القديمة ان يهدئ الاجواء والاعاصير ويرحل بالزوار الى عالم خياله الثري ولكنه تناسى بان عالم الخيال مرتبط ايضا بالبهجة والفرح والموسيقى والمغامرات ولكن لوحاته(البعض) خلت من الخيال وحتى لوحة زفاف مصري واذا بي ارى وجوه ضيوف الزفاف تكتسيها الحزن والكآبة وتخلو من رومانسية وضحك واغاني زفاف مصري ولكنه اخبرني على هامش المعرض باسلوب جميل فني مقنع بانه يود ان يرسم الوجوه المبتسمه ولكنها تاتي حزينة من تلقاء نفسها..اذن فناننا والحزن توأمان رغم ضحكته وطيبته.يحاول الفنان المصري ان ينقل بيئته الشعبية ونهر النيل والعادات والتقاليد وصورة الانسان المصري الى عشاق الفن التشكيلي في النمسا وبما ان الفنان مغترب اكثر من عقدين من الزمن الا ان الروح والريشة والقلم تمكنت ان تنقل بامان ما يعانيه الانسان المصري.على هامش الافتتاح الرسمي للمعرض سنحت لي الفرصة بالحديث مع العديد من الجنسيات حول المعرض بالاضافة الى النمساويين ايضا فكانت الفئة الكبرى معجبون بالمعرض وتم تحليل الخطوط ضمن عالم خاص ولكن النمساويون حين يزورون معرضاً فاول ما تقع اعينهم عليه(على اللوحة) يرددون:ماذا لو علقت هذه اللوحة في داري!!الجميع اجابوني ومن دون استثناء لن اعلق لوحة من هذه اللوحات في داري!!وحين تحدثت مع الفنان المصري قال لي ما سرهم ودائماً يرددونها؟فاجبته بان عالم لوحاتك اكبر بكثير من دورهم فما عليك الا ان تستمر في عملك وتقبل النقد الفني بقلب كبير..فنانة ايرانية في المعرض قالت بان الفنان المصري يستخدم حشو الشخصيات في اعماله وهذا ما يقتل عمله وتفتقد اعماله الى المراة وحين اجبتها كل هولاء النساء في اعماله وتقولين  تفتقد اللوحات الى النساء!فاجابت فاين هي رومانسية المراة!!الفن التشكيلي يشمل قسمين من الفنون وهي الفنون الجميلة والفنون التطبيقية وبالنسبة للفن التشكيلي فهو ينتمي الى القسمين ويحاول ان يجد مكانة في فنون العالم بالنسبة للفنان الشرقي وفي الكثير من الاحايين يحاول بان يتخذ الفنان طريقة الى الغرب لتفجير ابداعاته وحتى الفنانون الغربيون يعيشون في باريس من اجل الالهام الفني ومعرض انفعالية عالم خيالي للفنان المصري يتجاوز البيئة الشرقية الى عوالم الغرب وحسب ما يمليه خيال الفنان عليه وحين سالته حول لوحة ليلة عبر مدينة غراتس وقد ابدع في رسمه لساعة القصر والسلالم الحجرية ولكنه اضاف حسناوات عاريات على جنبي السلالم وهل ليل غراتس فقط للحسناوات فاجابني هكذا اراها بخيالي انا!!وعلى هامش المهرجان تحدثت مع الجالية المصرية القادمة من فيننا ولكن البعض كان حديثه بعيداً عن الفن التشكيلي ويتحدث عن الاخوان والسيسي وحب الوطن والمرحلة القادمة يجمعهم، تحدث كثيراً الفنان عبدالحميد عبدالغفار في الافتتاحية للضيوف بانه انسان عادي ويعيش اكثر من عقدين في غراتس واملك محطة تعبئة للوقود وتحدث كثيراً عن عمله وخشيت ان ينسى الموضوع ولايتحدث عن لوحاته ولكن ضحكته وطيبته كانت تلاحق الضيوف وقالت مديرة المعرض بأن ما يدهشها بان كل لوحات الفنان عبدالحميد نظيفة ويعمل في اوقات الاستراحة في محطة الوقود ويعيش في عالم خيالي.هكذا هم الاوربيون يقدرون المبدع من خلال اعماله ومدى تاثيرها على المجتمع وليس عن طريق عشيرته وقربه من مركز القرار بالاضافة الى التهميش والاقصاء..تخلل الافتتاح الرسمي الوجبات الخفيفة من الماكولات بالاضافة الى الحلويات المصرية لتبين حضور مصر بكنافتها لتضاف الى المعرض خطوط مصر لبعض الذين لم يقدروا ان يفتحو ألغاز اللوحات ولهذا كانت الكنافة المصرية اكثر حضوراً من اللوحات لهم..الصحفي المصري عبدالعزيز الشرقاوي صديق الكورد اندهش وقال لي هذا هو المصري الحقيقي حين يبدع بفرح غامرولكن الفنان عبدالحميد اتصور بانه متلبس بشئ اسمه الفن والخيال من دون ان يدري!! ...امسية وافتتاحية جميلة في مدينة الفن ومركز الثقافة الاوربية غراتس النمساوية.