شوكيات

د. عامر البوسلامة

[email protected]

يوم بهيج، حيث الأزهار والورود، والروائح العطرة، والعصافير الملونة، تحيط بنا من كل جانب، الهواء العليل، الذي ينعش النفس، يلعب من حولنا، كأنه غزال، أطلق من محبسه، كل ما حولنا، يقول لنا: - افرحوا وتمتعوا، فلا أظن، أنكم قادرون، على استيعاب كل هذا النعيم، والأكسجين، إذا أخذ نقياً كافياً، سيشرق الوجه حسناً ونضارة.....المشكلة أن الفرص لا تستغل كما ينبغي، والمعضلة الكبرى، أن الفرص، لا تتوفر كل مرة.

يجلس حسان الشاب الوديع المألوف، مع أصحابه الأحباب، حيث كل واحد منهم يمثل ربيعاً إلى الربيع، وزهرة إلى البستان، ووردة إلى الحديقة، وتمثل بجملتها صورة من صور النموذج، لترسم لوحة رمزية، متداخلة الألوان، تذكرنا بالمدينة الفاضلة، والدولة المتعاضدة، والمجتمع السامي.

وسط هذه الأجواء الحلمية الراقية، والمتعة النفسية العلية، ينبعث صوت حسان، ذو النغم الجميل، والصفاء الأثير.

-         أتركني وحالي، أرجوك...أرجوك...أرجوك.

-         وماذا فعلت لك ؟؟

-         دعك من هذه الشوكيات، التي تلقيها، بين الفينة والأخرى.

-         عن أي شوكيات تتحدث، يا صاحبي ؟

-         عن فلسفة تيمور، ورسائل لحسون، ومقولات دينون، ومكتوبان محزون، وورديات حنبون، وورقيات سيجون.

-         يا شباب ! هل فهمتم شيئاً ؟

-         كلهم بصوت واحد ( نعم الشوكيات ).