ذات شتاء

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

ذات شتاء تقرع فيه حبات المطر أبواب نافذتها .. وقفت صامتة تقلب بركة الذكريات الراكدة .. تحاول انتزاع  انفراجة من شفتين طال عناقهما فما عادتا تفسحان الطريق لبسمة تعبر حدودهما المغلقة ، أو لحروف تتولد  من هجير حياة تؤجج جمر نارها أو لكلمات  كأنها عجوز تتوكأ على عصا بالكاد تسندها و تحول بينها و بين عثرات الطريق .. يغدو وجهها جامدا كشمعة مجردة المعالم والملامح .. لا تلبث أن تتقاطر حباتها  كقطرات ندى ذرفتها زهرة رقيقة متعلقة بأهداب شمس الأمل و الأمنيات العذبة .. تستدير نحو مدفأة تتأجج نيرانها اضطراما .. تأخذ قليلا من دفئها لقلب يأبى الصقيع و إن عشش في جوفه .. تلتحف غطاء من مُنى .. تغفو على أهزوجة  تهدهدها و تمسح بألحانها العذبة على روحها المرهقة .. تستيقظ متوشحة ثوبا من أمل .. تمسح غبارا من ألم .. تفتح الحدود على ثغرها .. تنفرج الشفتان .. تتحرر البسمة من قيدها و تعود في دعة و هدوء رائقين تتربع على عرشها ...