طفل عربي

بعد انتظار طويل ..

تزوجت البنت التي جمعت صفات الحسن والكمال التي حلمت بها، فابتسمت لي الدنيا وذهبت عني كل العلل التي ركبتني في السنوات الأخيرة من أثر "الربيع العربي" !

وحملت زوجتي بالغالي الذي حلمنا أن يملأ حياتنا فرحاً وبهجة، لكنه حتى قبل أن يخرج إلى النور أعاد لنا كل العلل التي راحت، وفوقها ضغط الدم والسكر، فقد بدأنا نفكر باسم الضيف الغالي فأصابنا الرعب .. فلو سميناه "عمر" صار هدفاً للشيعة، ولو سميناه "جعفر" فلن نجد في السنة من تقبل به زوجاً، ولو سميناه "حسين" فقد يغريه الاسم عندما يكبر فيلتحق بحزب الله، ولو سميناه "جهاد" صار مطلوباً من "مجلس الأمن"

وبقينا في هذه الدوامة حتى جاء جاري "أبو طوني" وعلم حيرتنا فعرض علينا فكرة مبتكرة من خارج الصندوق كما يقولون، فقال :

-         سموه جورج

قلت في نفسي ( والله فكرة معقولة تخرجنا من دوامة .. سني وشيعي .. صحيح أن الاسم مسيحي، لكن ما المشكلة فنحن والمسيحيين إخوة، وليس بيننا مشاكل ) أما زوجتي فقد اعترضت كادت تولول وقالت وهي تنشج بالبكاء :

-         لا والله .. لا أسميه جورج فيكون هدفاً للدواعش !

قلت في نفسي ( يا الله .. وبعدين ؟! )

وفار السكر في دمي، فنطحت الحيط ..

ودارت الأرض بي دورتين أو ثلاثة، فلما هدأت نظرت إلى السما أطلب منها التدبير، فاستجابت لي على غير عادتها، فولدت زوجتي .. لا صبياً .. بل بنتاً .. سميناها .. حرية .

وسوم: العدد 798