مَعَاكْ.. يَا جَدَعْ..

محسن عبد المعطي عبد ربه

محسن عبد المعطي عبد ربه

[email protected]

اِجْتَمَع الْقَوْمُ فِي الْمَسْكَنْ الَّذِي يَضُمُّ مَجْمُوعَةً مِن الرِّجَالْ -يَسْكُنُونَ مَعَ بَعْضِهِمُ الْبَعْضْ وَيَأْكُلُونَ مَعَ بَعْضِهِمُ الْبَعْضْ

وَيَشْرَبُونَ مَعَ بَعْضِهِمُ الْبَعْضْ وَيَتَاسَمَرُونَ مَعَ بَعْضِهِمُ الْبَعْضْ- وَقَرَّرُوا أَنْ يَشْتَرِكُوا فِي عَمَلِ وَجْبَةٍ شَهِيَّةٍ تُعَوِّضُهُمْ عَنْ حِرْمَانِ الْأَيَّامْ .

حَسِبَ الْأُسْتَاذُ مُهَابُ تَكْلِفَةَ الْوَجْبَةِ وَقَالْ :عَلَى كُلٍّ مِنْكُمْ أَنْ يَدْفَعَ عِشْرِينَ جُنَيْهاً وَيُسَاعِدُنِي فِي الطَّبْخْ  .

قَامَ صِرَاعٌ خَفِيٌّ فِي نَفْسِ الْأُسْتَاذِ جَمَالْ .

أَشْتَرِكْ ؟!!!

لَا أَشْتَرِكْ

أَشْتَرِكْ ؟!!!

لَا أَشْتَرِكْ

أَجَلْ لَنْ أَشْتَرِكْ

وَسَأُوَفِّرُ الْمَبْلَغْ .

إِنَّهُ يَكْفِينِي شَهْراً كَاملاً .

لَكِنْ يَا وَلَدْ يَا جَمَالْ

رَائِحَةُ اللَّحْمِ مُغْرِيَةْ .

وَالسَّلَطَاتُ وَالطِّحِينَاتُ وَالْمُحَمَّرَاتُ وَالْمَشْوِيَّاتُ وَالْأُرْزُ الْمِفَلْفِلْ والْفَاكِهَةْ .

وَهِيَ أَكْلَةٌ جَمَاعِيَّةٌ تَفْتَحُ الشَّهِيَّةْ .

فَضْلاً عَنْ ذَلِكْْ ...فَإِنَّكَ لَوْ أَكَلْتَ هَذِهِ الْأَكْلَةَ فِي الْمَطْعَمْ لَنْ تَدْفَعَ أَقَلَّ مِنْ مِائَةِ جُنَيْهْ .

لَا بُدَّ أَنْ تَشْتَرِكَ يَا جَمَالُ وَبِسُرْعَةْ .

وَانْطَلَقَ صَوْتُهُ قَوِيًّا كَالْمِدْفعْ

مَعَاكْ يَا جَدَعْ .

مَعَاكْ يَا مُهَابْ .