انتهت المسرحية

عبد القادر كعبان

[email protected]

أشم رائحة الخطر من بعيد.. همس صديقي في أذني.. ما يقوله الممثلون على الخشبة هذيان.. أحسست أنه يبالغ كثيرا.. صراحة أنا نفسي لم أفهم الكثير حتى الآن.. في بداية المسرحية رفع أحدهم سماعة الهاتف قائلا:

- آلو.. من يتكلم؟

جاءه الصوت من الطرف الآخر:

- سيدتك "الديمقراطية"..

هناك شيء غريب حدث له.. أقفل السماعة في وجهها.. استوقفتني صرخة شابة تردد..

- ماذا فعلت يا أبي؟

ضحك هو الآخر:

- أقفلت الخط في وجهها..

همس صديقي مجددا:

- هو الآخر بات يخشى صوتها..

اجتمع الممثلون في نهاية المطاف.. يحملون تلك السيدة "الديمقراطية" في النعش.. يسيرون بها الى المقبرة.. بهدوء انتهت المسرحية..  تنبهت أنهم تركوا جميعا تلك الشابة.. باكية بين القبور.. تنفض التراب عن كفن تلك المنسية..