بلع لسانه

د. عامر البوسلامة

[email protected]

توسل صاحبي بكل الوسائل، أن أدخل بينه وبين جاره، لأصلح بعض ما فسد بينهما، إذ تكدرت الخواطر، وانغمست النفوس بدلو الجفاء،

فقلت: سمعاً وطاعة، لعلها تكون فاتحة خير، تطوى بها صفحة، وتفتح أخرى، ولكن على جرس جديد، وايقاع له نغمة مختلفة.

ذهبت صوب بيت الرجل، ففوجئت ببكاء ونشيج، سألت ما الذي حدث؟ فكان الجواب:

- لقد حمل الرجل إلى المستشفى، قيء شديد، وانهيار أعصاب، واصفرار لون، والظن أنها حالة تسمم حادة.

توجهنا صوب المستشفى، نزور الرجل، ونطمئن على أحواله، رأيت رجلاً من أقاربه، على باب المستشفى، طاعن في السن، ذو ملامح لافتة، ووجه منير،

 وهيئته تدل على خبرة واسعة في الحياة، سألته: ماذا جرى يا عم؟ مالذي حدث؟ هل خرجت نتيجة التحليل؟ يقولون: حالة تسمم حادة.

نظر إليّ نظر مؤنب، ونفخ، ثم فتل شاربه، وقال:

- يا بني، خبرتك في الحياة محدودة، بالتأكيد حالة تسمم حادة، وأظن أنه لن ينجو منها.

- كيف عرفت؟ ولماذا هذا الحكم.

- لأنني علمت أنه بلع لسانه.