حول عدوان التحالف الأمريكي على مساجد بلدة السوسة في دير الزور

مساجدنا هدف استراتيجي للأسديين ومشغليهم الروس والأمريكيين

العامل المشترك الأعظم الذي يجمع كل أعداء الأمة ، وأعداء الشعب السوري بشكل خاص هو عداوة هؤلاء الأخلاط للإسلام والمسلمين . في القرن الحادي والعشرين وفي كل من العراق وسورية واليمن ومصر وليبية تجسدت مقولة : دمروا الإسلام أبيدوا أهله واقعا حيا معاشا تواجهه المجتمعات كما يواجهه الأفراد كالحا قبيحا من غير تزوير ولا تزييف .

وعلى طريق حرب التدمير والإبادة المتوافق عليها بين الشركاء المتشاكسين ظلت المساجد والمدارس والمستشفيات والأسواق الشعبية التي يؤمها الفقراء غير المتجانسين كما سماهم بشار الأسد هي الأهداف الاستراتيجية الأولية لقوى الشر العالمية ، ولآلة القتل والتدمير الأكثر حداثة في آلة الشر التدميرية ..

إن ما أقدم عليه طيران تحالف الشر الأمريكي بالقصف المدمر على مسجد سيدنا عمار بن ياسر في بلدة السوسة بريف دير الزور مساء الخميس 18 / 10 / 2018 ، ثم ما استكمله من قصف على مسجد سيدنا عثمان بن عفان ساعة صلاة الجمعة في البلدة نفسها ؛ هو جزء من حرب التدمير والإبادة التي يعمل عليها كل فرقاء الشر على الأرض السورية ، حرصا منهم على تمكين عميلهم الصغير الذي نبذه الشعب السوري ونبذ كل من يدعمه وسينبذ كل من يتعامل أو يتفاوض معه .

لقد أسفرت الجريمة المنكرة في المسجدين عن مقتل ما يقرب من سبعين شهيدا مع عشرات الجرحى والمصابين ، في وقت ما يزال فيه الكثيرون تحت أنقاض المسجدين المدمرين ..

إن ذريعة التصدي للدواعش لن تكفي لسد الخرق الأمريكي في العدوان على حرمة المسجد وحرمة الإنسان ..

إننا إذ نستنكر الجريمة المكعبة بحق سورية وبحق مساجدها وحق إنسانها ونحمل المعتدي الأول مسئوليتها ، نحمل في الوقت نفسه للشريك الروسي في القتل والتدمير ، كما للعميل الأسدي مسئولية كل ما يجري في سورية وعلى السوريين ..

ندعو الله لشهدائنا الأبرار بالرحمة والقبول ونسأله أن يشفي الجرحى والمصابين ونتقدم لأبناء شعبنا في سورية عامة وفي دير الزور خاصة بأحر مشاعر العزاء ..

أيها السوريون الأحرار الأبطال ..

اليقينَ ..اليقينَ ..الصبرَ ..الصبرَ ...الثباتَ ..الثباتَ .. التعاونَ التعاونَ ، واعلموا أن أعداءكم كلما آنسوا منكم ضعفا سيبالغون في إذلالكم والنيل منكم ، وتدمير ما بقي من دياركم وتقتيل من تبقى من رجالكم ..لا تتوقعوا من أشرار العالم أن يرقبوا في مؤمنكم إلا أو ذمة ..

إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ "

نعم ودوا لو تكفرون فهل تعوون ؟!.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 795