هل بدأ الربيع السعودي التركي ؟!

عبدالعزيز بن محمد السبيعي

- ما سأذكره مجرد تحليلات وتوقعات قد تصيب وقد تخطيء .. وأمنياتي وأمنيات أكثر المسلمبن أن تصيب !!

-  العلاقة السعودية الإمارتية علاقة مضطربة تمر بها فترات مد وجزر فتضعف حتى شبه القطيعة احيانا، وتقوى حتى شبه التحالف أحيانا أخرى ...

- تعتبر الإمارات نفسها الدولة الخليجية الثانية نفوذا وقوة وتأثيرا بعد السعودية ويرى حكامها الجدد أن الوقت قد حان لتكون هي الدولة الأولى لأسباب شخصية واقتصادية وأمنية خاصة بهم ...

- حرصت الإمارات على إقامة علاقات وثيقة مع أكبر عدوين للعالم الإسلامي السني والعربي وهما :-ايران ودولة الاحتلال  الصهيوني ..فهي ثاني شريك تجاري في العالم لإيران .. وأقوى حليف حقيقي خليجي لدولة الكيان الصهيوني اليهودي  ..اقرأ  ان شئت (( رمال متصهينة .. القصة الكاملة.للعلاقات الإمارتية الاسرائيلة)).

- علاقة الإمارات مع هذين الكيانين لأنها تعتبرهما مصدر قوة اقتصادية وتجارية لها وخاصة ايران ومصدر قوة سياسية وعسكرية وأمنية لها وخاصة دولة الصهاينة اليهود ( اسرائيل) ؛!!بالإضافةً لقناعات فكرية وعقدية لدى اصحاب القرار الإماراتي .. تعتبر أن الإسلام السني الحنيف هو العدو الإستراتيجي للعائلة الحاكمة الإماراتية منذ زمن بعيد ..

- تعتبر الإمارات علاقتها مع هذين الكيانين حماية لها من نفوذ وقوة السعودية .. وإرضاءً لأمريكا سيدة الجميع ..كما تعتبر هذين الكيانين حليفين صادقين في مواجهة خطر الجماعات الإسلامية السنية السياسية حيث يتفق الثلاثة ( الإمارات واليهود وإيران ) على اعتبار الإسلام السياسي السني : الخطر الأكبر الذي يهدد مصالحهم جميعا في المنطقة !!!

- لا يمكن التصديق أن المكائد والمؤامرات التي اُتهمت الإمارات بها من تخطيط وإشراف رجال الحكم فيها لوحدهم؛ لأن من يعرف خلفيتهم السياسية وخبرتهم ودرايتهم ، ومستواهم المعرفي والعقلي وأسلوبهم في التعامل مع الأحداث داخليا وخارجيا وتصريحاتهم وتصرفاتهم لا يمكن أن يصدق أنهم قادرون على صنع هذه الأحداث الإقليمية الخطيرة :- بل وراءها أجهزة مخابرات عريقة وعتيدة وقوية مثل جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد ) وجهاز المخابرات الإيراني (السافاك ) وجهاز المخابرات الأمريكي( السي آي ايه) .

-  شكلت الحكومة الحالية في تركيا المنتمية للإسلام السني السياسي -المتقاطع فكريا وروحيا مع أفكار واجندة جماعة الإخوان المسلمين-، مصدر قلق وإزعاج لدولة إيران الشيعية ودولة الكيان الصهيوني ودولة الإمارات العلمانية المعادية للإسلام السني السياسي أشد العداء !!!

- حرصت هذه الدول بشكل عام والإمارات بشكل خاص، على منع أي تقارب سعودي تركي تكون نتيجته تقوية جانب كلا الدولتين، والخاسر الاول الدول الثلاث واولها الإمارات الطامعة في التصدر والنفوذ والقلقة من وصول الربيع العربي لحدودها !!

- استغلت الإمارات الأحداث السياسية الداخلية في المملكة المتعلقة بمناصب الحكم .. عارضة خدماتها ليعض الأجنحة لتستغل ذلك في محاولة التغلغل والتأثير على صنع القرار الداخلي السعودي عبر شخصيات إعلامية وثقافية وفكرية تم تجنيدها على مدى سنوات سابقة من أمثال : تركي الدخيل وعثمان العمير وبعض المسؤولين الكبار والمستشارين في الديوان الملكي  السعودي، الذي أثبتت وثائق وتسريبات الوكيلكس استلامهم مبالغ تصل لملايين الدولارات قدمت لهم من وزير الخارجية الإماراتي ومن شقيقه ولي عهدها محمد بن زايد !!!

- شن هؤلاء الإعلاميون ومعهم جيوش من المغردين -الذين تم تجنيدهم إما رَغَبا أو رَهبا- هجمات اعلاميةً شرسة على دولة تركيا المسلمة . وحاكمها الإسلامي اردوغان :-بدأت في العهد السابق أيام رئيس الديوان خالد التويجري الذي تم طرده .. واستمر في العهد الحالي بإشراف المستشار الإعلامي ومدير قناة العربية تركي الدخيل ...

- سَلِمت دولتا ايران وإسرائيل من هذا الهجوم الإعلامي بل صدر مئات الإشارات وتصريحات الغزل والتودد للكيان الصهيوني من شخصيات سعودية مقربة لحكام الإمارات !!!

- يغرد المغرودون الإماراتيون ومنهم المغرد الإماراتي الشهير المزروعي والمغرد الأردني المتجنس وسيم يوسف بتغريدات مثيرة للجدل توقعا فيها حصول احداث معينة وتنحية مسؤولين سعوديين كبار كرئيس الحرس الوطني  واعتقال بعض العلماء ..مثل توقع وسيم يوسف اعتقال الشيخ عبدالعزيز الفوزان !!! وحدث فعلا كل ما كان يجزمان بحدوثه مستقبلا ..مما يدل على قوة  التدخل الإماراتي في الشأن السعودي !!!

- ومن اخطر ما غرد به : جَزمُه بحدوث مواجهة حتمية، وحدد موعدها بشهر أكتوبر. وفعلا حدثت المواجهة بين تركيا والسعودية بعد حادث مقتل جمال خاشقجي رحمه الله مما يدل على أن للإمارات دور ما في كل ما يحدث اليوم، وأنها شاركت فعلا في التخطيط وتدبير كثيرٍ من الأزمات الكبيرة التي عاشتها السعودية وتركيا وقطر اليوم ...

- يبدو من تصريحات ولي العهد السعودي ووسائل الإعلام السعودية تجاه تركيا :- أن موقف السعودية قد تغير من تركيا بشكل دراماتيكي ... يقابله تصريحات مماثلة من الجانب التركي تبادله نفس المشاعر وهذا ما أغاض كثيرا الجانب الإماراتي ...

- ويبدو أيضا ان خطة إشعال مواجهة سعودية تركية شبيهة بالمواجهة السعودية القطرية، والتي كان للإمارات الدور الأبرز فيها، لم يكتب لها النجاح مما أغاض المغردين الإماراتيين الكبار وعلى رأسهم وزير كبير هو عبدالخالق عبدالله، حيث بدأ يهمز ويلمز في التقارب السعودي التركي في تغريدات غريبة أغضبت المغردين السعوديين المحسوبين على حكومة المملكة مما جعلهم يردون بعنف عليه ويتهمونه بالخيانة وطعنة الحليف السعودي في الظهر !!

- الظاهر حاليا، ان ربيعا تركيا سعوديا  بدأ في الإعلام والتصريحات من الجانبين ... وكثير من المحللين يتوقعون مدا تصاعديا في هذه العلاقة الجديدة الدافئة بين هاتين الدولتين الكبيرتين ... وهو ما ينتظره ويتمناه  الشعبان السعودي والتركي ويعولان عليه كثيرا ... لأن حدوث شرخ بين هذين الكيانين المهمين ( السعودية وتركيا ) : يَعْنِي قوة متزايدة للعدو اليهودي والصفوي الإيراني !!!

- أي قوة في العلاقة بين السعودية وتركيا تنتج بشكل طبيعي ضعفا مقابلاً في العلاقة بين السعودية والإمارات ...

- بل قد يتطور الأمر لقرارات حاسمة وصارمة تنال رجال محمد بن زايد السعوديين في الرياض، أو تحد من نفوذهم وقوتهم .. مما يتوقع بدء موسم خريف بارد في العلاقات السعودية الإماراتية.. لا سيما بعد الحرج الكبير الذي حصل للسعودبة بعد مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في  القنصلية السعودية في تركيا والذي يشاع أن للإمارات أو لرجالها دور مهم في التخطيط لحصوله !!!

- أخيرا : هل ادركت السعودية صدق العباًرة المؤثرة التي  قالها الشهيد جمال خاشقجي عن جماعات الإسلام السياسي العام الماضي بعد الانقلاب الحوثي في اليمن واضطرار السعودية للتحالف والتنسيق مع حزب الإصلاح اليمني الإخواني !!

- حينما قال: لقد اثبتت جماعات الإسلام السياسي قديما وحديثا، أنها  الحليف السياسي الصادق المخلص الذي يمكن الوثوق به والذي يقف معك بقوة في الأزمات ولا يتخلى عنك كما يفعل غيره ....

- فقررت الإقتراب اكثر من الحكومة التركية ( الإسلامية )... والإبتعاد عن الحكومات  الموغلة في التوحش العلماني  كالإمارات ومصر .. لأنها أدركت أنها لم ولا تريد بها إلا شرا !!!!

- هذا ما تتمناه جميع الشعوب والنخب العربية والمسلمة  الأصيلة بلا استثناء !!

وسوم: العدد 797