الولايات المتحدة تثقف عصاها الإيرانية الطائفية .. ولن تكسرها

يتساءل الكثيرون عن حقيقة الحرب المزعومة المستعلنة هذه الأيام بين الولايات المتحدة وإيران الولي الفقيه ، بملاليه ومراجعه في إيران ، وفي بلاد المسلمين بشكل عام . في بلاد المسلمين من الشام إلى العراق إلى باكستان وأفغانستان إلى كل مكان ؟!

والسؤال مطروح بجدية هذه الأيام عن هذه الحرب ، وعن جديتها ، وعن مصداقيتها ، وعن أبعادها وانعكاساتها وتداعياتها ومآلاتها ؟!

كل المتابعين الذين أعادوا مراجعة مرحلة من التاريخ القريب ، مرحلة تصنيف إيران الولي الفقيه في " محور الشر" الأمريكي .. المترافقة مع شعارات " الموت لأمريكا ..الموت لإسرائيل " الإيرانية يشعرون اليوم أنهم يجلسون أمام فيلم سينمائي سيء الإخراج فقد ، بعد كل الذي تكشف ، كل عناصر الإثارة والمفاجأة والإمتاع!!ويستحضرون تكنولوجيا حلبات المصارعة التي أصبحت مضطرة أن تحذرك " لا تجرب هذا عندك.." هذه التكنولوجيا بحيلها الفنية التي تسيطر على الحلبة الأمريكية - الإيرانية اليوم .

 نادرا ما ينزف المتصارعون على الحلبات المحكمة الإعداد قطرة دم واحدة تحت وقع اللكمات والركلات والخبطات المحسوبة تحت قانون كل شيء بقدر ومقدار!!

يقول الخبراء ومع ذلك فلا تخلو مباريات المصارعة العالمية من حظ من المغامرة ومن حظ من الجدية . تجعل بعض المشجعين تحمر أنوفهم فيدفعون ويصفقون !!

كل ما في الأمر في صورة المباراة بين نظام الولي الفقيه والولايات المتحدة الأمريكية أنه ثمة خلافات جادة على بعض التفاصيل . وأن نظام الولي الفقيه التي تعهد للولايات المتحدة أن يلعب دور الأداة الوظيفية في تشويه الإسلام ، وتمزيق المسلمين ، وإشغالهم بأنفسهم ، ودعم كل المشروعات الأمريكية في المنطقة بأسلوب سلبي بأن يقدموا أنفسهم ضباع الولايات المتحدة يفترسون كل من يقاومها ويقتلون كل من يتمرد عليها أو على أحد عملائها كما فعلوا مع أهل العراق وأهل سورية ، نظام الولي الفقيه هذا ربما راح يطلب أجرا أكبر بل ربما أن المستأجر الأمريكي بات يعرض عليه بعد ما ظنه انتصارا أجرا أقل .. وهذه هي المعادلة .

كل الذي يريده المسـتأجر الأمريكي للعصا الطائفية الإيرانية ، هذه الأيام أن يعيد تثقيف العصا ولاسيما موضع القبضة منها ليريح كفه حين يمسك ، وليتحكم أكثر بالضربة حين يضرب .

إن معنى " التثقيف " الأساسي في اللغة العربية ، تقويم العود والعصا والقناة ، وإزالة النتوءات عنها ، وتقويم اعوجاجها إن كانت معوجة وهذا يقتضي نقعها بالماء وتعريضها للنار حتى تستقيم ..

ومن هنا أطلقت العرب على رمحها وصف : المثقف ..فقال شاعرها :

إذا الملك الجبار صعر خده ..مشينا إليه بالسيوف نعاتبه

ركبنا له جهرا بكل مثقف ..وأبيض تستسقي الدماء مضاربه

في معركة اليوم تثقيف عود الولي الفقيه وصحبه قائم على قدم وساق . وما نسمعه من تلاوين الأصوات والكلمات هو من مخرجات عمليات النقع في الماء أو الإحماء على النار ..

أيها المتقاعسون عن نصرة أنفسكم ، إن تنصروا الله ينصركم ، وما كان عدوكم الذي لن يشبع من ابتزازكم لينصركم نصرا تنسون فيه خوفكم وتطمئنوا فيه إلى غد أجيالكم .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 822