تصريحات بوتين في الصين .. الموقف المأزوم وعملية البحث عن شريك

اتسمت تصريحات الرئيس الروسي في بوتين عن الملف السوري التي أدلى بها أثناء زيارته للصين بالادعاء والغرور . فالرئيس المأزوم حقيقة في سورية ، والذي ما يزال يبحث عن شركاء دوليين وإقليميين يتحملون معه مسئولية جرائم الحرب التي ارتكبها تحت عنوان الحل السياسي ضد الشعب السوري . العين الروسية ما تزال على دور صيني داعم يخفف عن بوتين عبء الانفراد بالجريمة .

نذكر بالشراكة الروسية - الصينية على عدد من قرارات الفيتو في مجلس الأمن التي حمت الزمرة الأسدية من محاسبة دولية على جرائم الحرب التي ما تزال مستمرة منذ عقد من الزمان ..

ونذكر بالدعوات الأسدية المتلاحقة التي ما يزال يطلقها وليد المعلم للصينيين لكي ينخرطوا في اللعبة الروسية في سورية . تأتي دعوات وليد المعلم إلى الصينيين للاشتراك في احتلال سورية مدهونة بعسل إعادة الإعمار ، في إطار قدرة الزمرة الأسدية على شرعنة أي احتلال تريد .

ودعوات وليد المعلم الصين إلى التدخل في الشأن السوري تأتي تلبية للرغبة الروسية الأصلية في إيجاد شركاء في تحمل مسئولية الجريمة أو الجرائم ، كما تلبي حاجة أسدية خالصة إذ كلما كثر الشركاء على الأرض توفرت قدرات أفضل على المناورة .

ولقد عبر عن الموقف الروسي المأزوم والباحث عن شركاء لتحمل جرائر السياسات الروسية ، دعوة لافرنتييف مندوب روسية إلى سورية بالأمس إلى قمة رباعية جديدة كالتي دعا إليها أردوغان من قبل والتي انعقدت في استنبول 27 / 10 / 2018 واشتركت فيها كل من روسية وتركية وفرنسة وألمانيا .

انفض سامر أستانا عن " لا شيء " ولذا فإن لافرنتييف يقرر الحاجة إلى فرقاء جدد : يطرحون أفكارا جديدة للتقدم على صعيد الحل السياسي .

وبينما يبدو الدور الإيراني مشغولا بنفسه هذه الأيام .. يتابع الدور الروسي في إمساك العصا من الوسط فطورا يشارك الزمرة الأسدية في الاعتداءات على مناطق خفض التصعيد فيقتل الأبرياء ويهدم المدارس والمستشفيات كما فعل بالأمس في ريف حماة وإدلب ويسابق إلى إطلاق التهديدات والوعيد بالاجتياح يعود إلى الحديث عن الحل السياسي والدستور والدوريات المشتركة مع الأتراك ..

تصريحات بوتين في الصين كانت محاولة لتطمين الصينيين وكل الشركاء المحتملين أن مشروع التقتيل والتهجير والتدمير في سورية قد انتهى وأن المعارضة السورية قد اعترفت بانتصار بشار الأسد وهذا التصريح إحدى تشكلات عجينة الكذب الروسي لإغراء الصينيين وغيرهم بالاقتراب ، فلم يعد في سورية غير ملف إعادة الإعمار وإعادة المهجرين التي يسيل لها لعاب الكثيرين اليوم ..

وفي السياق يأتي تصريح بوتين عن صيرورة الواقع في إدلب والشمال السوري الذي يؤكد بوتين ضرورة عودته تحت سيطرة القاتل المبير !!

وحين نصغي إلى قول بوتين : إن الوقت غير ملائم الآن ونقرنه بواقع الاعتداءات اليومية ، والحشود المستمرة على الشمال ؛ من حقنا أن نتساءل : هل تصريح بوتين هذا مجرد إنذار بأن الحل السياسي لن يكون ، أو هو تصريح تخدير وتغرير ليفاجأ السوريون بعملية اجتياح ترادف حرب إبادة جديدة كالتي شهدناها في حلب الشرقية وفي غوطة دمشق وفي مدن وبلدات حوران ؟!.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 822