هل يذبح المزارع الدجاج الذي يبيض له ذهباً

يظن البسطاء أن واشنطن تعادي طهران ، وكادت تضربها على عهد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المنصرف ترامب ، ولم ينتبه هؤلاء السذّج أن مسرحية القوة النووية الإيرانية التي امتدت أكثر من عشر سنوات زيارات مكوكية وتهديدات بالونية لطهران كانت لتمكين إيران من صنع قوتها النووية بينما دمّر الطيران الأمريكي مشروع العراق النووي قبل أن يكون جنيناً .

كما أن الرئيس أوباما صرّح أن إيران دولة حضارية لها تاريخها القديم المشرق، وانه يتطلع إلى صداقتها في الوقت الذي تدمر فيه إيرانُ سورية واليمن والعراق ولبنان وترغب في قضم بلاد الحجاز ، وتسمح واشنطون لها أن تبني قوتها وتتمدد لتكون البعبع الذي يخيف مشيخات الخليج فيسرِعْن إلى أحضان الولايات المتحدة يطلبن حمايتها فتغتصب الاخيرةُ ثرواتها ، وتفرض عليها أجنداتها بحجة الدفاع عنها.

لولا إيرانُ وأطماعُها التوسعية وهدفها في إعادة الأمجاد الفارسية في العراق والشام والجزيرة العربية برضى أمريكي وتشجيع من حكامها وساستها ما كان لواشنطون قواعد فيها تتحكم وتبسط سلطانها فتأكل الأخضر واليابس ، وهذا ليس سراً ، فالرؤساء الأمريكيون يعلنون هذا دون مواربة ،ولاننسى تصريحات بوش الابن في حربه على العراق ،ثم تسليمها للإيرانيين غنيمة باردة .

وهل تكون العداوة مستحكمة بين دولة اليهود وإيران بينما اللوبي الإسرائيلي في طهران في أعلى مستوياته والتبادل الاقتصادي بينهما يفوق عشرات المليارات سنوياً؟

ناهيك عن الدين الشيعي الذي صنعه اليهود وعملوا على ولادته على يد عبد الله بن سبأ، ودأبوا على نشره والدفاع عنه ، ولن ننسى الجبهة الأوربية الإيرانية في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين ضد الدولة العثمانية . ولا ننسى كذلك الميليشيات التي أسسها الإيرانيون في العراق وسورية ولبنان منذ عشر سنوات تقتل ملايين المسلمين فيها وتدمر عليهم ديارهم وتشردهم في اصقاع العالم ..

إن العلاقة العسكرية والفكرية والسياسية والاقتصادية حميمة بين إيران والغرب منذ قرون ، وإيران خدمت أوربا بإخلاص ،ومصلحتها معها ( ولن يذبح المزارع الدجاج الذي يبيض له ذهباً)

وسوم: العدد 913