من هو اللاجئ؟؟ وما هو برنامجنا العملي للخروج من الأزمة؟؟

لا أزعم أنني أملك أجوبة، بل أكتفي فقط بطرح أسئلة…!!

وربما يستطيع محامون ذلقو اللسان، مردوا على اللعب بالكلمات، أن يصادروا ما أكتب، وأن يظلوا يرددون "حسب القرار رقم سبعة عشر ،والفقرة د، أو المادة سبع.." لن أتحدث بهذه اللغة، وأنا أتساءل عن تعريف اللاجئ، وعن إمكانية ايجاد أوطان بديلة، صالحة للاستيطان!!

سأكتب بلغة أخرى يفهمها عني بنو الإنسان..وقد لا أبالي بغيرهم.

واللاجئ حسب ظلال اللفظ الانساني، هو إنسان أخرجه من موطنه الأصلي، خوف لا يقدر على رده. ويغلب على هذه الشريحة من بني الانسان، الأطفال والنساء والشيوخ،فانحاز هذا الانسان بثقله الانساني إلى فضاء آخر، كانت العرب تسمي هذه الحالة، "الجوار" يطلب المستجير الأمن، ومع الأمن ما لا بد منه من قوام حياة الانسان..

تسميه العرب الجار، والمستجير، والدخيل..

تحفظون من العامية قول أحدهم للآخر "دخيلك" تعني أنا دخيلك مستجير بك…

ولكن هل اللاجئ حقا هو الرجل الذي يخرجه الخوف من وطنه ، وما هو قريب من الخوف، فيتجول في الأرض التي سماه الله (أَرْضِي وَاسِعَةٌ) ومعه طعامه وشرابه وكسائه، كفاف إقامته، ولا يكلف من انحاز إليهم، إلا قليلا من الماء والهواء؟؟

هذا سؤال محوري في سياق ما نحن فيه، وفي عمليات التدليس يلجأ إليها أقوام عندما "يشغلون العداد"

وهل اللاجئ من انحاز إلى أرض قوم بماله وبعلمه وفهمه وتجربته وخبرته فاستثمر بينهم وأفادهم ونفعهم وشارك في رفعتهم؟؟

استثمار حملته إليهم روح الجنوب، ومهم ما زالوا يبحثون عن مستثمرين!! وخبرة سيقت إليهم، وهم ما زالوا يسعون وراء الخبراء، فلما جاءهم من جاءهم يسعى أذلوه وأهانوه، فقط لأنه جاء، وفقط لأنه علموا أن وراءه خنزير بري يريد أن يفتك به. (إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ) هذا كلام رب.

وأعيدوا الإحصاء والتجربة لعلكم تعقلون..

هل ينطبق وصف لاجئ على ذي المرّة القوي السوي المتين، ينضم إلى قوم فيشارك في نقل صخرهم من قلل الجبال..

قال

لنقل الصخر من قلل الجبال

أحبُّ إلي من منن الرجال. وهذا الفريق من الرجال، الذين يحملون العبء الأقسى، بالأجر الأقل، فيجعلون من يقدمون الخدمة له، منافسا في سوق عالمية، لولا جهدهم وقناعتهم وجوعهم ما دخلوه!!

كل الدول تنفق على بنيها غراسا حتى يكون كل منهم شجرة.

 وشريحة الطفولة والشباب حتى يتخرجوا من الحامعات، بالمفهوم الاقتصادي، شريحة من المستهلكين، وفي ظرف ما، تجد الدولة والحكومة والشعب أنفسهم يستقبلون أنفّس الهدايا؛ أمة بذرت وغرست وتعهدت ونمّت حتى إذا صارت الشجرة مثمرة، وصلت على طباق الضعف، أو أجنحة الوهن تتهادى على استحياء، لا يعرف قدره إلا مثل موسى القوي الأمين!! ويقولون: لاجئون. وقد ألقت إليهم الشام بفلذات أكبادها لعلهم يعقلون!!

فكيف يسمى هؤلاء لاجئون، وهم حيث تم إعادة غرسهم مدوا ظلا، وأنتجوا ثمرا..!! (تِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ) وما أبهى وما أجمل التعقيب..

أكتب كل ذلك لأنبه العقول والقلوب إلى قوانين الحياة وحقائق الوجود..

صحيح نحن قريبون من عاشوراء، ولا أحد منذ أيام يعترض على ليالي اللطم حيث يلطم اللاطمون، تهمهم أكثر قارورة حليب يرتضعها رضيع يسميه "الراضع" لاجئ ، ويدخله رقما في الإحصاء.

وأنا إن كنتم سألطم فسألطم على العجز ومدرسته وأهله..

وأطرح سؤالا مباشرا صريحا على أصحاب الياقات البيض لا الزرق، من قيادات هذه المعارضة أو الثورة،:

وما أنفع وأجدى أن تتحرك وفود رسمية مزودة بالخبرات والطاقات، ترود لهؤلاء السوريين الذين ضاق بهم بعض الناس، مواطنَ للعيش، لا مواطن للجوء.

بناة يبنون، رجال صناعة يصنعون، مزارعون يزرعون، تجار يجلبون ولا يحتكرون، وجوه باسمة، وعقول طرية، ونفوس رضية، ومن فاز بمثلهم فقد غنم ومن حرم فقد غرم..

حملة البحث عن مستقر، في موطن لا ذلة فيه، ولا منّة ..

عجزتم عن تحرير وطن، فهل تعجزون عن مشروع استيطان، وبين جنوب شرق آسيا إلى قلب أفريقيا حيث الوجوه السمراء والقلوب البيضاء، إلى دول أمريكا الأفقر، ربما يجد السوريون الأحرار لأنفسهم مستقرا..

أمر واحد أحذر منه أبنائي من السوريين، أحذرهم أن يمتهنوا القتل لمصلحة أي فريق.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1042