فِصام أمريكي على المستوى السياسي !!

(يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)

ومع الاحترام والتقدير لجهود المنظمات السورية- الأمريكية، العاملة على نصرة قضية الشعب السوري في السراديب، أو وراء الكواليس الأمريكية..

ومن غير وكس ولا شطط لتسجيل الانتصارات ذات الطبيعة الخلبية، التي تعلن عنها هذه المنظمات، مما تراكم مما تظنه انتصارات، منذ عقوبات قانون قيصر، ولن أتحدث عن خط أوباما الأحمر…

أصغيت بالأمس إلى برنامج سياسي اقتصادي، يشارك فيه متابعون من الضفة السورية الأخرى، ويعيشون عليها، وينتمون إليها، وأصغيت فلفتني ما عنه يتحدثون !!

يتداولون بينهم الحديث؛

"عنوان العقوبات الأمريكية" يقدم المشجب لأصحاب القرار، لكي يعلقون عليه كل ثمرات الإخفاقات الاقتصادية المتراكبة، وكذا بلحن خفي ثمرات الفساد!!

يقول آخر:

في أقسى الظروف الاقتصادية يتم بخس القمح في حقول المزارعين، يصادر أو بشترى بأبخس الأثمان، ويذكر صاحبنا أرقاما مقارنة لم أثبتها، وعاما بعد عام، يزداد البخس ليدفعوا المزارعين إلى التوقف عن البذار والحصاد؛ في ظرف الوطن أحوج ما يكون إليه..!!

وكلما توبع النظام أو سوئل عن حق من حقوق الناس، صاح: العقوبات الأمريكية أيها الناس!! العقوبات الأمريكية أيها العرب.. أيها العجم!!

فها العقوبات الأمريكية صادرت القمح، وهل العقوبات الأمريكية لوثت مياه الشرب وجففتها، وهل العقوبات الأمريكية هي التي جعلتهم يلجؤون إلى البراميل البدائية وحرمتهم من أسلحة الفتك الذكية..

يضيف أحد المحاورين: أين العقوبات الأمريكية وهذه السيارات الأمريكية آخر طراز، موديل سنتها تزدحم في شوارع دمشق؟؟ وتلك أطباق الكافيار الأمريكي ترتص على موائد ركابها؟؟

وكلام كثير يستحق الاستماع، قيل في ذلك البرنامج المعبر، ودلالته أنه يصدر عمن بعايش لا عمن يراقب..

أيها السادة العاملون في الكواليس الأمريكية شكر الله جهدكم..

الموقف الأمريكي في سورية ليس فاسدا تصلحونه بالرقاع.. الموقف الأمريكي في سورية، باطل باطل باطل..

ليس بدلالة خط أوباما الأحمر فقط بل عندنا في ذلك عشر دلالات..

ولو آنس بشار الأسد في الموقف الأمريكي جدية من أول يوم، ولو لم تكن تصله الرسائل تباعا؛ لكان شأنه كمن قيل فيه:

ألقى المزادة كي يخفف رحله

والرمحَ حتى نعلَهُ ألقاهـــــــــــــا

منذ الأيام الأولى قدموا له فصول المسرحية، وشرحوا له دوره فيها..

نؤكد أن الدور حسب المخرج الأمريكي لم ينته بعد، وأظننا دخلنا في مثل دوامة مسلسل باب الحارة..

والدور الأمريكي في الحالة السورية، مثل دور الذي قال الله فيه: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1044