أحفاد مانديلا العظيم يدافعون عن الغزاويين الفلسطينيين ضدّ الإبادة الصهيونية

لم أستغرب موقف جنوب إفريقيا الخالد تجاه إخواننا الغزاويين الفلسطيين ضدّ الإبادة الصهيونية التي يتعرّضون لها منذ سنة 1948، وما زالوا يتعرّضون لها منذ اندلاع طوفان الأقصى بتاريخ 7 أكتوبر 2023.

الإبادة ليست وليدة اليوم، والصهاينة بنوا كيانهم على الجرائم، والمجازر، وما زالوا على عهدهم  يتفاخرون به أمام العرب، والعجم، والإنسانية جمعاء.

عاشت جنوب إفريقيا التمييز العنصري، وظلم الرجل الأبيض، ووضع القيد على الأحرار، وسجن الكبار، وحرمان صاحب الدار، وإذلال العزيز، واستيلاء المحتلّ على الأرض، وتدنيس المغتصب للعرض.

لهذه الأسباب، وغيرها التي نجهلها خرج من صلب مانديلا العظيم أحفاد عظام يقفون إلى جنب الفلسطينين العظام ضدّ الإبادة الصهيونية التي يتعرّضون لها وقد أبدعوا، وتفوّقوا في تقديم ملف يضم صور الصهاينة وهم يهدّدون، ويضحكون فوق جثث الأبرياء، وكتاباتهم التي تدعو علانية وبافتخار إلى إبادة الفلسطينيين.

أحفاد مانديلا العظيم ليسوا عربا، ولا مسلمين، ولايؤمنون بكعبة، ولا رسول لكنّهم يؤمنون بالإنسانية التي تقف مع المظلوم ولو كان عدوا، وتقف ضدّ الظالم ولو كان أخا، وصديقا.   

جنوب إفريقيا لها علاقات مع الصهاينة حتّى لايقال وقفت ضدّ عدو. بل وقفت ضدّ صديق.

وقف أحفاد مانديلا العظيم هذا الموقف العظيم وهم يعلمون أنّهم سيتعرّضون لضغوط المشرق، والمغرب، والصديق قبل العدو. ولا غرابة في ذلك فقد سجن مانديلا العظيم ثلاثة عقود ولم يغيّر، ولم يبدّل وقد جاءته الدنيا حبوا، وتعرّض للكثير من الضغوط، والتّهديدات، والتعذيب. ومن الطبيعي جدّا أن يقف أحفاد مانديلا ضدّ الإبادة الصهيونية. فتلك شيم الأحرار.

وقف  الصهاينة إلى جنب التّمييز العنصري الممارس من طرف الرجل الأبيض ضدّ جنوب إفريقيا، ولعقود من الزّمن. ومن كان هذا حاله فلا يستغرب منه أن يبيد إخواننا الغزاويين الفلسطينيين، وينسف منشآتهم المدنية، ويدمّر المدارس، والجامعات، والمستشفيات، ويرجم، وينسف البشر، والشجر، والحجر.

أجرم بقايا العرب من صهاينة العرب حين وقفوا إلى جنب الصهاينة ضدّ جيرانهم، وإخوانهم الغزاويين الفلسطينيين، وحرموا أنفسهم عظمة رفع شكوى ضدّ الإبادة الصهيونية فسبقهم للفضل العظيم، والخالد أحفاد مانديلا العظيم.

مايجب أن يعرفه بقايا العرب من صهاينة العرب أنّهم مشاركون في الإبادة الصهيونية حين فتحوا سماءهم، وبرهم، وبحرهم، ولقاءاتهم، وإعلاناتهم، وبياناتهم للصهيوني يبيد الأخ، والجار.

وقفنا مع الصقور الفلسطينية لأنّهم يتعرّضون على المباشر، ويوميا للإبادة الصهيونية. ونقف مع جنوب إفريقيا لأنّهم ضدّ الإبادة الصهيونية. ومن يختلف معهم فليؤجّل اختلافه. لأنّ المقام ليس مقام عرض الاختلاف الذي يقرّه الصّديق قبل العدو.

وما ذا عن الجزائر؟

سبق للجزائر أن كانت الأولى التي دعت إلى رفع شكوى لدى محكمة العدل الدولية لارتكاب الصهاينة جريمة الإبادة ضدّ إخواننا الغزاويين الفلسطينيين. ولأسباب فنية، وقانونية لاتستطيع رفع شكوى كما جاء على لسان أهل القانون الدولي.

للتذكير، سبق لجنوب إفريقيا أن اشتركت مع الجزائر في طرد الصهاينة من الاتحاد الإفريقي. لأنّها دخيلة، وغريبة، وأرادت أن تستولي بغير حقّ على مقعد إفريقي ليس من حقّها، ولا تنتمي لجغرافيته.

وسوم: العدد 1066