بيان حول الانقلاب العسكري في مصر

هيئة علماء المسلمين - لبنان

 عقد المكتب الإداري لهيئة علماء المسلمين في لبنان اجتماعه الدوري وصدر عنه الموقف التالي:

1- إنّ ما جرى من انقلاب عسكري بتدبير خارجي على الرئيس الدكتور محمد مرسي كأول رئيس مصري منتخب بطريقة دستورية صحيحة، يؤكد مجدداً حجم الكَيد المُعادي لثورات الربيع العربي والتنكر الصارخ لإرادة الشعوب في التخلص من الأنظمة القمعية الاستبدادية، لاسيما العسكرية منها، والتي تسابقت لعقود طويلة في رعايتها لمصالح القوى الكبرى والحرص على استرضائه مع ما تضمنه ذلك من قبول بالكيان الصهيوني المحتل لأرضنا ومقدساتنا مقابل ضمان بقائها في سدة الحكم.

2-   تُؤيد الهيئة  شعب  مصر العظيم في هبته البطولية بوجه الانقلابيين المؤكدة أن عقارب الساعة لن ترجع إلى الوراء، وأن عصر السكوت عن طغيان وفساد هذه الأنظمة قد ولّى، وأن استحضار الانقلابيين لوسائل الاضطهاد والقمع والعسكرة الباغية من النظام البائد لن يوهن من عزيمة الشعب المصري المجاهد والمرابط على الثغور الأساسية لتحرير فلسطين.

3-   تُنكر الهيئة على بعض الدول العربية مسارعتها إلى تأييد الانقلاب العسكري على رئيس مصر الشرعي، وتستغرب ذلك منها وهي من أكثر الأنظمة ترويجاً لحرمة الخروج على الحاكم، وتتساءل الهيئة عن موقف علماء الشرع والمفتين في تلك البلاد الذين طالما أعلنوا تأييدهم لحكومات تلك لهذه الدول في تحريم الانقلاب أو الخروج على الحاكم!

فكيف يرضى علماء الأمة بانحياز حكامها إلى فئة باغية تجاهر بعلمانيتها ضد الفئة المؤمنة التي تدعو إلى الحكم بما أنزل الله تعالى؟ ومعلوم من هدي النبي عليه الصلاة والسلام المنع من الخروج على الحكام "ما أقاموا فيكم الصلاة".

4-   تُدين الهيئة الاعتداء الآثم على حرمة الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء لا سيما منع آذان الظهر في الجامع الأزهر، ولأول مرة في تاريخ مصر الحديث،  ما يُنبىء عن التوجهات الحقيقية لمن تولى كبر الانقلاب والذي لم يتورع عن سفك دماء المصريين وهم ركع سجود في أيام رمضان المباركة... ما يضع مشيخة الأزهر أمام امتحان تاريخي في الجهر بكلمة العدل أمام سلطان جائر.

5-   ترفض الهيئة قيام السلطات المصرية باغلاق معبر رفح في وجه الفلسطينيين لا سيما المعتمرين منهم، وترى فيه مؤشراً خطيراً لعودة سياسة الحصار الظالم على أيدي فلول النظام البائد.

6-   تُبارك الهيئة بالهبّة المصرية الإسلامية المليونية كل يوم في ميادين مصر وتُثني على ثبات المعتصمين في مساجد مصر وميادينها، ومرابطتهم وهم راكعون ساجدون صائمون حتى يعود رئيسهم د محمد مرسي إلى منصبه حراً عزيزاً كريماً.

7-   تَعتبر الهيئة إغلاق القنوات الفضائية الإسلامية جريمة أخلاقية وقانونية ارتكبها الانقلابيون بحق حرية التعبير، وأرادوا بها كمّ أفواه الصادقين لمنعهم من تبليغ الحقائق للرأي العام، وإطلاق العنان للقنوات المأجورة الرخيصة الكاذبة المُروجة لافتراءاتهم والتي تسعى في الأرض فساداً.

﴿كبُرت كلمةً تَخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا﴾

والله غالب على أمره

هيئة علماء المسلمين في لبنان

المكتب الإعلامي