بشار والصهاينة وأمريكا

بشار والصهاينة وأمريكا

م. محمود فوزي

هل تتمنى أمريكا والصهاينة سقوط نظام بشار الأسد؟

الإجابة بلا تردد : بالطبع لا

قد يندهش البعض من هذا الكلام وقد ينفعل آخرون معترضين بشدة عليه وقبل أن يثور أحدهم شاتما إياي ببعض الألفاظ التى يعاقب عليها القانون (وليس المحاكم) فتعالوا نقرأ الاحداث بهدوء وبدون تعصب.

الكيان الصهيوني

مازال الكيان الصهيوني يحتفظ بهضبة الجولان تحت الاحتلال منذ عام 1967 ولم يفقد منها الا القليل فى حرب 1973 ومنذ ذلك الوقت لم تشهد الجولان المحتله أى توتر من أي نوع.

لم يتم التحرك اطلاقا بأى عمليه ولو محدوده لاستعادة الجولان من الاحتلال وهذا ما يريده الصهاينة وقد قام النظام السورى الأسدي (حافظ وبشار) بهذا الامر طوال أربعين عاما كامله.

فهل يضحي الصهاينه بمثل هذا الأمان الرائع فجأة وخاصة أن هضبة الجولان تمثل بعدا جيوستراتجي رهيب حيث أنه جغرافيا فان هضبه الجولان مرتفعة عن باقى المناطق حولها

وبالتالى فمن يسيطر على الجولان فانه يكشف مساحه كبيره على الجانبين سواء داخل سوريا أو داخل فلسطين المحتله.

وهنا نجد الاهميه الاستراتيجيه والعسكريه للجولان والتى تجعل الصهاينه يصرون على الاحتفاظ بها دوما

لكن كل ذلك الاطمئنان النوعى لن يتوفر اذا سقط نظام بشار الأسد خاصة ان الغالبيه العظمي (ان لم يكن كل ) المعارضه المسلحه على الارض هى اسلاميه مع اختلاف جزئي فى انواعها.

ضرر الصهاينه

للامانة وحتى لا نظلم احدا فان هناك تبعات جانبيه تضرر منها الكيان الصهيوني بسبب نظام الاسد (الأب والابن) وهما تحديدا نقطتان

وجود قيادات المقاومة الفلسطينيه الفاعله فى دمشق مثل حماس والجهاد

التحالف المعلن بين نظام الأسد وحزب الله فى لبنان

بالفعل كان أمرا يسبب ضررا للصهاينه ولكن هناك نقطتان بالغتا الأهميه

-         بالنسبه لمسأله قيادات حماس والجهاد فبالفعل قد غادرت دمشق بعد رفضها المجازر التى يقوم بها ضد شعبه

وقد أعلنها صريحه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بأن من ساندنا فى الحق فلن نسانده فى الباطل

وبالتالى فهذه النقطه قد خسرها النظام وقد جمعت له نوع من الشعبيه

بالعكس فإن خسارة بشار تعني امكانية رجوع تلك القيادات مرة اخرى لدمشق.

-         أما مسألة حزب الله في لبنان فالجميع كان يؤيد معركة حزب الله ضد الصهاينه ولكن لا يوجد عاقل يؤيد مايفعله حزب الله فى قتاله ضد الشعب السوري

-          

وهنا فقد شعبيه كبيره جدا سواء داخل لبنان او سوريا او البلاد العربيه والاسلاميه

كما ان تلك المساعدات العسكريه الكبيره وتدخل مقاتليه في سوريا يشتت ويضعب حزب الله عسكريا بحيث من الصعب عليه الدخول في حرب قبل فتره طويله سواء انتصر بشار او الشعب فى الثورة

وهو ما يريده الصهاينه بحيث يأمن على الجانب اللبنانى ايضا

وبهذا فقد النظام الأسدي كل أوراقه التى كان يراهن عليها جماهيريا في مواجهة الصهاينه.

الواقع على الأرض

الواقع على الأرض يقول أن الكيان الصهيوني ساعد نظام بشار في استعادة احد المواقع الحدوديه بعد أن استولى عليها الجيش الحر

حيث وافق على ادخال قوات بشار الى المناطق المحتله للالتفاف حول النقطه الحدوديه ومهاجمتها من الاتجاهين حتى تم سقوطها مره أخرى في أيدي النظام الاجرامي.

وهذا يؤكد مرة اخرى أن الكيان الصهيوني قد يعمل بأقصى جهده لكى يبقى بشار على رأس السلطة بسوريا

قد يتحجج البعض بأن الكيان الصهيوني ضرب سوريا اكثر من مره مما يدل ( حسب زعمه) على أن هذا يدل على ان نظام بشار هو الذى يقف فى وجه العدوان الصهيوني الذى يحاول التخلص منه.

طبعا كل هذا كلام سطحي وساذج

حيث أن في المرة الأولى ضرب الكيان الصهيوني موقعا شك انه قد يكون لانتاج اسلحه متقدمه فى بدايته

والمره الاخرى كان لضرب اسلحه يعتقد انه قد تقع فى ايدي الجيش الحر او يتم نقلها للبنان

أي انها تتحرك لحمايه امنها العسكري بشكل رئيسي فتضرب ضربات استباقيه لمجرد اى شك في ان ينحرف نظام بشارعن حدوده

 أو يتهور كحل اخير في شن حرب مفتعله على الصهاينه ليحاول أن يشغل السوريين عن ثورتهم ويظهر كأنه يحارب الصهاينه

فيستبقه الصهاينة باخباره أن ردهم سيكون قاسيا عليه حتى لا يفكر في تلك الفكره ابدا.

فماذا كان رد فعل بشار؟

لا شيء

مجرد كلام ثم الاحتفاظ بحق الرد الى مالا نهايه

فهل يضحى الصهاينة بمثل ذلك النظام في مقابل بديل اسلامي متوقع ؟

أمريكا

الادارة الأمريكيه تبحث عادة عن مصالحها في بحث أي قضية أيا كانت.

وهنا في مسألة سوريا أو فى المنطقه العربيه عموما فمصلحتها عاده تنقسم الى ثلاثة عناوين رئيسيه مع بعض العناوين الفرعيه

الكيان الصهيوني

البترول

المبيعات الامريكيه (المنتجات الأمريكيه ومن اهمها السلاح)

وفي حالة سوريا فنظام الأسد كما ذكرنا لم يضر الصهاينة من جهة الجولان طوال الأربعين عاما الماضيه وبالتالى فهو نظام آمن نفعه أكثر من ضرره ويمكن احتمال آثاره الجانبيه الاخرى.

خاصة أنه عندما احتاجت أميركا مساعدة سوريا في محاربه ما تسميه (الارهاب) فان النظام السوري ساعدها بشكل كبير جدا وخاصه بعد احتلال العراق.

ولا تتعجب من تلك المعلومه فلا يغرنك التصريحات الناريه فى المؤتمرات الصحفيه فالواقع على الارض مختلف تماما

وهنا يتضح لنا أن أمريكا لها مصالح كبيره في بقاء النظام الأسدي

ولكن أيضا أمريكا تخشى من تكرار تجربه مصر وتونس حيث أنها ظلت تساند النظام الديكتاتوري الى ان سقط واصبحت بلا مساند في السلطة الحاكمه

حيث أخذت وقتا طويلا كي يكون لها اعوان يحاولون تنفيذ اهدافها حتى ولو لم يكونوا موجودين فى السلطه.

وبالتالى فهى تتمنى بقاء بشار الأسد ولكن تفكر فى كل الاحتمالات

فتحاول عدم معاداة النظام الجديد ببعض التصريحات او الافعال على استحياء

وتحاول مصادقة البعض (القريب من أفكارها) ومساندته لكى يكون ضمن معادلة السلطه الجديده (في حالة سقوط بشار) حتى ولو لم يكن له وجود على الأرض في مواجهة بطش النظام.

وهكذا يفكر الأمريكان ولذلك تكون الحيرة

وتكون تصرفاتهم رد فعل على ما يحدث على الأرض فعليا وهو ما كان للأسف في الفتره الاخيره حدث تقدم لقوى النظام واستعاد السيطره على بعض المناطق مما كان الاجدى من بعض القوى المؤيده للشعب السوري وثورته ان يقدم له بعض الدعم حتى ولو كان سياسيا معنويا.

الاجابة

اتمنى ان أكون قد فصلت الاجابه على السؤال فى البدايه عن

هل تتمنى أمريكا والصهاينة سقوط نظام بشار الأسد؟

فلا تنظر أيها القارىء العزيز إلى الشعارات الكبيره التى يقولها البعض ولكن انظر الى التصرفات والواقع على الأرض.

فلم تعد كلمات الممانعه والمقاومة التى كان يقولها نظام بشار مجديا بل لقد احترقت الأوراق التى يلعب بها

ورأينا أن أول من وجه اليه السلاح هو ابناء شعبه وليس الصهاينة رغم أن السوريين هم الذين دفعوا ثمن هذا السلاح.

هكذا تكون عادة الديكتاتوريات وحسبنا الله ونعم الوكيل