جبهة الأنقاض والعنف السياسي

خليل الجبالي

[email protected]

أزمات مفتعلة لا تمَلها جبهة الإنقاذ، ملفات جديدة تفتحها، وملفات قديمة تعلقها.

أوراق كل يوم تلعب بها لتعطل مسيرة الإستقرار، لا ترض بالحوار طريقاً، ولا بالشرعية منهجاً، ولكن الأهم عندها أن يفشل حزب الحرية والعدالة ورئيس الجمهورية في المرحلة الإنتقالية الحالية.

عندما يجتمع العاطل فكرياً مع الفاشل جماهيرياً مع المدلس أخلاقياً ، مع المنتفع مادياً يطبق عليهم المثل الذي كانت تردده أمي رحمها الله [ إتلم المتعوس علي خيب الرجى].

هؤلاء الذين يمثلون الثورة المضادة، فهم يعملون بكل الطرق والوسائل لتعطيل المشروع الإسلامي ومنع أي تقدم للوطن علي أيدي الإسلاميين .

نسوا شرعية الإنتخابات ، نسوا شرعية الدستور، نسوا حبهم للوطن، نسوا الفقر الذي عاش فيه المصريون سنوات عجاف، حتي نسوا حقيقة أنفسهم، أنهم ما كانوا يوماً مع الحق، ما كانوا يوماً مع الشعب، يعيش بعضهم في أحضان أمريكا، ويعيش بعضهم في أحضان أوربا، كتبوا علي أنفسهم أن يعيشوا في أحضان غير الوطن حتي وإن كانوا ينسبون إليه.

فضلوا أن يكونوا هم الثورة المضادة، فقد انكشف أمرهم، كنا نبحث عن حقيقة الطرف الخفي، فهاهم قد بدت صورتهم واضحة جلية، يستخدمون البلطجية والمجرمين في إضطراباتهم ووقفاتهم ومظاهراتهم حتي أصبح التخريب والحرق والتقتيل سمةً لهم.

من الإتحادية إلي التحرير ، من ماسيبرو إلي محمد محمود، من المحلة إلي الغربية ، من اسكندرية إلي دمياط، من بورسعيد إلي المقطم،

نار يشعلونها في الوطن ، حتي لا تهدئ نفوس الناس لحظة ويسخطوا علي الثورة، ويلعنوا عهد الإخوان ومرسي!.

أموال من الخارج تتدفق عليهم ليشعلوا بها حرباً بين طوائف المجتمع ، ولن يفلحوا ) فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ (سورة الإنفال.

واليوم يلعبون بورقة الفتنة الطائفية، وستكون آخر ورقة في أيديهم بإذن الله، فالشعب يعي وجهتهم ومرادهم ، وسيقف لهم بالمرصاد، فها قد أفلس فكرهم، وضلت عقولهم، واضمحلت وسائلهم، وسقطت أوراقهم،  فالشعب سئم وجوههم، ونفر من أفعالهم.

كلما حاولوا إشعال النار في هشيم الفتنة الطائفية طبقاً للأجندات الخارجية خيب الله مسعاهم ) كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ويَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً واللَّهُ لا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ (64)سورة الأنفال.

فالمسملون والنصاري يعيشون منذ زمن جنباً إلي جنب ، الود والحب والوطن يجمعهم، ولكنه النفخ في الكير هذه الأيام جعل أصحاب الهوي يستجيبون لهواهم ، وأصحاب المصالح الشخصية يجعلونها فوق المصالح العامة.

إن أحداث العنف والشغب التي حدثت أمام الكاتدرائية بالعباسية وإرتفاع أصوات النصاري داخل الكنيسة المنادية بإسقاط شرعية الرئيس ومعاداة الإخوان المسلمين  ليلام عليها القائمين علي الكاتدرائية حيث سمحوا بذلك فشرعية الرئيس لن تكون مباحة لكل من له أهداف طائفية، كما أنهم فتحوا أسطح الكاتدرئية أمام البلطجية ليصوبوا من فوقها النار علي المتظاهرين، فيردوا بعضهم قتلي والأخر جرحي.

عندما تتكاتف جبهة الإنقاذ مع الإعلام الفاسد لإنشاء جو مشحون بالكراهية والبغضاء، وعمل سحابة من الضباب الأسود لتغطي سماء مصر الصافية حتي يطمسوا إنجازات الرئيس في زيارته للسودان، وتحريض أبناء الوطن الواحد ليتقاتلوا ويتنازعوا فيما بينهم ثم يصور الأمر علي أنه فتنة طائفية ليستثيروا العالم الخارجي بقولهم أن النصاري مضطهدون ومغلوب علي أمرهم، إن هؤلاء وغيرهم ليخيب الله أمرهم، ويحبط أعمالهم، ويرد كيدهم في نحورهم، ولن يحقق الله أمالهم،

(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الحَقَّ ويَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ (25) سورة النور.

إن الذي يذوق طعم الفقر وطعم الظلم وطعم الإهانة لن يسمح أن تحكمه شلة من الليبراليين أو العلمانيين أو الناصريين ، فقد عفا عليهم الزمن ولن تقوم لهم قائمة مهما إستخدموا من أداوت الفُجر والغدر والعنف السياسي.

إننا ارتضينا بالديمقراطية طريقاً وبالإنتخابات حجةً وبالدستور دليلاً فمن رضي بهم فليضع يديه مع المصحلين، ومن لم يرض فقد أقام الحجة علي نفسه ولم يبق له إلا يد من حديد تناله من القيادة المدركة لمهمتها ، الواعية لأبعاد قضيتها، المستمسكة بوطنيتها، الحريصة علي أبناء وطنها، والتي لابد لها أن تهب وتنفض عباءة الصبر والحلم والطيبة، فقد فاق هؤلاء المغرضون كل الحدود فلابد من وقفهم قبل إشعال النار في أرض الوطن حتي يعود الإستقرار ويتجه الجميع نحو الإصلاح والتطوير ونهضة هذا الوطن.

( الَذِينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41) سورة الحج