الثورات المضادة مدفوعة لإثبات أن شعوبنا لا تستحق الحرية

عبد الله خليل شبيب

الثورات المضادة

مدفوعة لإثبات أن شعوبنا لا تستحق الحرية

ملاحظات حول الثورة والثورة المضادة

المشاغبون مدفوعون لإثبات أن شعوبنا لا تستحق الحرية !

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

بدهيات :

1 – لا شك أن الأوضاع التي سبقت الثورات في البلاد

التي انتفضت على نظمها الآسنة ..كانت أسوأ من أي وضع يمكن أن يتصور ..وأنها كانت

تدار بأيد ملوثة عميلة عدوة للشعوب ..مرتبطة بأعدائها ..كالصهاينة وحلفائهم !

2 – وأن إصلاح تلك الأوضاع ..والنهوض بالشعوب

..وملكيتها لقرارها ..أمر خطير على البؤرة الصهيونية في فلسطين في الدرجة الأولى

..,وعلى المشروع الاستعماري المعادي الطامع ..الذي تُمثِل الدولة اليهودية رأس

حربة له تمعن في طعن الأمة وتوهينها وتعويق نهوضها وتشتيت شملها والمحافظة على

تخلفها وتبعيتها ..ونواطير هذه [ المباءات ] الذين ثبتتهم على صدور الشعوب ورقابها

..ليعملوا على بقاء المشروع الصهيوني المتحالف معهم ..أو الذي عينهم وكرسهم هو

وحلفاؤه.. ليبقى آمنا ناميا حتى أصبح [ بعبعا ] متوحشا يعربد في المنطقة .. ويهدد

ويتوعد ولا يرده أحد !.. بعد أن كان مجرد مجموعة عصابات كان يمكن تأديبها بسهولة

والقضاء على خطرها !

3 – وأن ثورات الشعوب في البلدان المعنية

والمنتظرة- أمر طبيعي عفوي ..بعد ما ناءت بتلك الأوضاع التي لا تحتمل ..وعانت منها

الأمرين ..وأمعنت في الفساد والاستبداد والاستهتار بالشعوب وبإنسانيتها ومقدراتها

..

4- وأن تلك الثورات في معظمها ..كانت عفوية

..وغير منظمة ..إلا ما خالطها من عناصر ومؤسسات منظمة أصلاَ  – حافظت على شيء من الانتظام ..الذي تزلزل

..بمجرد تحريك القوى المضادة لبعض أدواتها وذيولها الجاهزة الكامنة والمستحدثة !

5 – وأن شعوبنا – في مجملها – مسلمة متدينة

..تريد ابتاع نهج دينها وإرضاء ربها .. للنجاة من العقاب يوم القيامة ..والفوز

بأوضاع مناسبة وفرص متساوية وعدالة وأمن  واستقرار واكتفاء ..وهو مما تحققه عدالة الإٌسلام

الذي يساوي بين البشر ..ويمنع الظلم والافتئات ..والعدوان ..ويجعل الناس سواء في الحقوق

والواجبات – حتى غير المسلمين ..لهم أمانهم وحقوقهم كاملة لا ينتقص منها شيء !

6- من البدهي – على ضوء ذلك - ..أن

تختارالشعوب من يمثلها ومن ترى أنه أقرب لتحقيق أهدافها ..ومن ترى أنه أكثر أمانة

وصدقا في تحقيق أهداف ثوراتها ..ومن هنا كانت الصبغة الإسلامية ..نتيجة طبيعية

للثورة على نظم الظلم والفساد التي قمعت الشعوب وأذلتها ..وقد نال الحركات

الإسلامية والتجمعات المنظمة منها النصيب الأكبر والأوفر من الإساءات والاستهداف

غالبا بتعاليم وتنسيقات خارجية – لا تغيب عنها الصهيونية وموسادها المفسد !

  ومن

هنا كان ما حصل من فوز حزب النهضة مثلا- في تونس ..والإخوان المسلمين في مصر ..وما

يتوقع في سوريا ..وشذت ليبيا عن القاعدة .. لأن التنظيم الإسلامي فيها مشتت

..ومقموع لدرجة الإبادة منذ عهد ابن اليهودية .. ومع ذلك تقبل الجميع الوضع – إلا

أذناب العهود البائدة - ..,كذلك ..لم تنج البلاد من العبث ..لأن مجرد ملكية شعب

عربي ومسلم لقراره الحقيقي ..خطر على المشروع الصهيوني الذي ترفضه الشعوب كلها =

جملة وتفصيلا ..مهما كانت عقائدها وتوجهاتها !

.. ولو أن الظروف – بعد تحرر الجزائر كانت-

كما هي الآن – لحافظت جبهة الإنقاذ الجزائرية على فوزها الساحق ..ولأصلحت كثيرا من

أوضاع الجزائر وشعبها ..ولما استطاع عملاء الاستخبارات الأجنبية مثل [العميل خالد

نزار] وأشباهه من تحطيم حلم الجزائر .. واستمرار سرقة ..وحرف ثورتها الإسلامية

الشعبية الأصيلة ..!

7 – ولا شك ان في الشعوب نفسها عناصر وأقليات

.. تعارض ( المشروع الإسلامي )وتتخوف منه لاعتبارات متعددة كسوء فهم أو سوء ظن ..

أو تشويهات ..أو علاقات خارجية ..أو خشية ضياع مكاسب – خصوصا لرموز ومنتفعي العهود

البائدة -..او عداوات تقليدية قديمة لتيارات معينة .. وللإسلام بشكل عام .. مبعثها

كذلك سوء الظن ..والتشويه ..والتعامل مع قوى معادية ومضادة !

8 – معظم التحركات المضادة التي ثارت في وجه

الأوضاع االجديدة .. محركة لا تستهدف إصلاحا معينا ..بل ترمي إلى [ تقويض الأوضاع

] وإفشال المشروع الإسلامي خاصة - وإزالة سيطرة الحركات الإسلامية التي يعتبرها اليهود

.. أكبر خطر يواجههم ..ولا يجدون سبيلا للتفاهم معها .. – كما فشلوا وفشل عملاؤهم

وحلفاؤهم في تدجينها ..!..وكذلك مثل تلك الأوضاع والمشروعات ..لو استقرت ونجحت ..

فإنها تمثل خطرا كبيرا على مطامع المستعمرين.. الذين اعتادوا أن     [ يحلبوا ] المنطقة ..ويبقوها  تحت نفوذهم- مباشرة أو بشكل غير مباشر

ليتمتعوا بخيراتها وامتيازاتها ..ويبقوها سوقا لهم ومرتكزا لشرورهم ..ومصدرا – حتى

لكثير من الأيدي المنتجة والعقول النيرة التي سلبوها – مما سلبوا – بأساليب مختلفة

..فعمرت في بلادهم ..فتبقى بلادنا خرابا ..وشعوبنا جائعة ممزقة تابعة .,.إلخ

9 – التحركات المضادة لأحلام الشعوب ورغباتها

.. لا تسفر عن وجهها الحقيقي  بل [ تتستر

بأقنعة وشعارات مزيفة ] وتحاول أن تستقطب من تستطيع بالتضليل والإغواء والرشوات [

وأعمال الشغب والعنف والقتل والإثارة المدفوعة الأجر]!

10 – المشاغبات – في مصر خاصة – تجد تمويلا سخيا

ليس فقط من الصهاينة والصليبيين والأمريكان – ولصوص الداخل والعهد البائد كسوزان

وساويرس وعلية سلامة زوجة الطبال عز..إلخ ..ولكن – وللأسف – من بعض جهات تنسب

..إلى العرب والإسلام ..وتدعي أنها مسلمة وعربية ..وهي تعمل على هدم العروبة

والإسلام ..وتقويض ركن من أهم أركانها ( مصر)..والتي لو تعافت ونهضت وتحررت ..

وعادت لموقعها القيادي الطبيعي المخلص .. للمنطقة .. فسيكون ذلكم نذير شؤم ..وخطر

شديد على الدولة الصهيونية ..وعلى كل الأوضاع الفاسدة في المنطقة – كما اعترف (

وتخوّف) الصهاينة أنفسهم في أكثر من مناسبة - ..!..ومن هنا نجد المال والجهد

الصهيوني والأمريكي والأوروبي ..وحلفاءهم المحليين ..تلتقي لهدم آمال الشعوب

المنتفضة – وخصوصا شعب مصر ..ولذا بلغ الأمر في مصرحدا لا يحتمل ..ويشكل خطرا على

شعوب المنطقة بأسرها وآمالها – عدا اليهود -! .. ويضغط لإثارة حرب أهلية! وينذر

بفشل الثورات الشعبية ..وتدمير مكاسبها ..وانتكاسة انتفاضاتها وثوراتها !

11 – من أهم أهداف [ محركي أولاد الشوارع ]

ومشاغباتهم ..من[ حوش الثورات المضادة ]  ..:

إثبات أن هذه الشعوب .. لا تستحق الحرية ..ولا ما يسمونه الديمقراطية وأنها لا

يصلح لها إلا الدكتاتوريات والانظمة الاستبدادية..إلخ

وخصوصا مصر التي لم تكد تعرف في تاريخها – منذ

عهد الفراعنة- فترات حرية حقيقية .. وما يسمى [ ديمقراطية ] .. أي حرية الشعب في

اختيار قراراته وممثليه وإبداء آرائه بحرية ودون خشية من تبعات أو ملاحقات ..! ما

دام في إطار المسؤولية .وعدم الهدم أو الإساءة للآخرين .. إلخ

..ولذا فقد اعتاد البعض على [ العبودية ]

واستمرأها ..ورأى جو الحرية غير مناسب له ..كما [ تموت الجراثيم في الجو الصحي

النظيف!]!..ولذا قام يشاغب على الحرية ..! ويهاجمها ويعتدي على رموزها .. ولو فعل

مثل ذلك في العهود البائدة ..لعلق هؤلاء على المشانق من زمان!

12 – من الواضح ..أن مكونات الشعوب مختلفة

..وأن لكثير من التوجهات والأفكار ممثلين وأحزابا وواجهات وأنصارا .. تشكل كثيرٌ

منها في تنظيم أو حرب أو جبهة..وأن الفكر الواحد .. يمثله أحيانا أكثر من تجمع

وقد تتفق التجمعات في كثير من الآراء وتلتقي عليها .. وتختلف في بعض الاجتهادات

..مما هو من طبيعة البشر ( واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ) – كما قيل -  والتنظيمات الإسلامية ليست شاذة على هذه القاعدة

.. ولكن الخطر أن يتحول اختلاف الرأي إلى خلاف و[احتراب ] ويبدد جهود البناء"

ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم "!

.. ومن هنا فإن تنظيما مثل الإخوان المسلمين

مثلاً-..أو السلفيين – على اختلاف وتنوع وتعدد اتجاهاتهم وتجمعاتهم – وكذلك حزب

النهضة  وحزب التحرير وجماعات التبليغ

والصوفية .وجماعات الدعوة المختلفة ..وكثير من الأحزاب والتجمعات التي تتخذ

الإسلام مبدءًا ومنطلقا ..كلها من مكونات الأمة ومن نسيج المجتمعات العربية

والإسلامية..ولا يستطيع أحد منها أو من غيرها ..أن يدعي أنه هو وحده الأمة أو أنه ممثلها

الوحيد أو أنه وحده المصيب ..وكل  من عداه

مخطئون ..

كما أنه لا يستطيع أحد ..أن يخرج أي تجمع من

نسيج المجتمع !

 ..وما ينطبق على الإسلاميين – ينطبق على غيرهم !

..ومعظم الحركات والتجمعات الإسلامية تقر

بهذا – وخصوصا من يصنفون من المعتدلين – كالإخوان وحزب النهضة ..وأمثالهما - ..

ومن مقولاتهم المشهورة   ( نحن جماعة من المسلمين

..ولسنا جماعة المسلمين ...ونحن دعاة لا قضاة ) ..إلخ

13 – ولذا فإن كثيرا من حركات المشاغبة

..والتي تسمي نفسها [ معارضة ] أو غير ذلك .. تستهدف في مشاغباتها ..الإسلام

بالذات وبالتحديد ..وليس جماعة بعينها .. فلو جاءت ..أية فئة بأي اسم..تطرح

المشروع الإسلامي ..وتمهد لحكم إسلامي رشيد .. لقاموا ضدها ..وعارضوها وحاربوها

..!

14 – فرق كبير بين الهدم والبناء .. فالمعارضة

البناءة التي تحترم نفسها وتخلص لوطنها – ورائدها الإصلاح والحق- تنتقد وتصوب

وتقول رأيها بحرية = دون افتئات ولا استهزاء ولا سخرية [ ولا ردح كمعظم إعلام

وفضائيات الثورة المضادة – في مصر خاصة ].. ويكون حوار ونقاش وبراهين وحجج ووجهات

نظر ..والذي يرجح الرأي المطلوب هو الأغلبية وصناديق الاقتراع ..

أما من ينهج في معارضته ..نهجا عنفيا مشاغبا

..ويستعمل العنف والحرق والقتل والأذى والتخريب – كما يحصل في مصر تحديدا – [ من

بعض الحاقدين والمتآمرين والهدامين والعملاء] .. فهذا لا شك هدام بلا ريب .ويجب

الأخذ على يدي فاعليه ومحرضيهم  بشدة وعنف

أكبر من عنفهم ..ليرتدعوا- وتغريمهم غرامات باهظة! ومصادرة كل الرشوات التي انهالت

عليهم من جهات معادية ..حتى يخسروا أكثر مما [ قبضوا ] من الموساد ..ومن المتآمرين

على البلاد !

 ..ولا ندري إلى متى تصبر الدولة المصرية الحديثة

على [ حرب الشوارع ] التي تعلنها وتمارسها [ الثورة المضادة ] ورموزها [ وخصوصا من

يسمون أنفسهم – باطلا - جبهة الإنقاذ وأشباهها ..وفضائيات وصحف ووسائل الفلول والعملاء

] ..في مختلف المواقع ووسائل الإعلام !

.. إنها ثورة مضادة بكل معنى الكلمة ..وتخريب

متعمد ..وجرائم قتل وسرقة ..وإيذاء ..

إنها [ حركات هدامة ] وتحريض على القتل

والتخريب ..ومحاولات واضحة لقلب النظام الشعبي المنتخب – ديمقراطيا-! .. ..والحكم

الثوري فيها معروف ..وهو الأولى من اللجوء إلى قضاء مدني .. [ مدخول ! لوث اكثره ومسخه

وشوهه عهد عميل الموساد الاستراتيحي ] !

.. وأضعف الإيمان ..أن يقدَّم المشاغبون

والمحرضون – مع المجرمين إلى القضاء ..مع القرائن والأدلة الواضحة والشهود الكثيرين

.. وهناك ما يكفي لإدانتهم في كل ذلك ..

.. وحبذا لو اتفق الرئيس [ سرا] مع الجيش .. على

أن يتظاهرالجيش بالاستجابة لرغبات بعض المشاغبين .. فيتدخل ..ويفرض على الرئيس [ إقامة

جبرية ] في منزله ..ثم يقوم بتهدئة الشوارع ..وتنظيفها من أوساخ المشاغبين وفلول

البائدين و الثورة المضادة ..ويفرض على كل جانٍ عقوبات قاسية وفورية – ولو كان من

الإخوان أو أي اتجاه – إسلامي أو غيره! – إذا ثبت عليه جرم ! [ ويعيد الأفاعي

والكلاب إلى جحورها ٍ ] ويقلم أظافر رؤوس الشغب والفتنة والإعلام المضلل المرتشين

..ثم ينسحب الجيش إلى ثكناته ..تاركا الرئيس يعود ليرأس مصر نظيفة تستحق الحرية

وتستثمرها خير استثمار- ليخرج من جموده اقتصاد مصر الذي دمرته مشاغبات العملاء

المرتشين لتدمير مصر ! ..ولا يعود [ كلب ] ينبح على أي أحد ..أو شيء ..وحتى لا

يجرؤ لص أو بلطجي أن يمد يده لتخريب  ..إلخ

..حيث يكون الجيش فرض قوانين خاصة وقاسية ..وأرجع الرئيس – بشرط التزامها وتطبيقها

على المشاغبين – ولو اقتضى الأمر تعليق الدستور مؤقتا ..وتأجيل انتخابات مجلس شعب

جديد ..إلى أن [تدخل الحشرات حجورها ] تحت طائلة عقاب شديد لمن يخرج !

ولا يخفى أن الفضائيات المشبوهة تتقاضى رشوات

بالملايين ..وكذلك رؤوس الفتنة [ أمثال البرادعي وصباحي وعمرو موسى والسيد بدوي

ونجيب سويرس ] ومن لف لفهم ..من خونة مصروالعرب والإسلام والتاريخ .. ونؤكد ما

أشرنا إليه من أنه يجب أن تفرض عليهم[ غرامات بالملايين ] لتُسترَدّ منهم جميع الرشوات

التي جاءتهم من الخارج والداخل .. ثم ينفذ فيهم حكم الخيانة العظمى ..والأحكام

الثورية !

 لا

بد من ثورة جديدة تطهر الشارع المصري والعربي ..من [ حثالات الموساد وأوساخ

العملاء وأحذية الأعداء]!

15- معظم الرموز السياسية من [ محركي

الثورات المضادة ].. مفلسون لا شعبية لهم ..ولذا يعتمدون على الشغب ..وإثارة

الفوضى ويحرضون – أمثالهم – من بعض الغوغاء والبلطجية وأولاد الشوارع ..ويدفع لهم الدافعون

بسخاء        [ نيابة عن المحرضين الذين

يقبضون بدورهم مبالغ طائلة من جهات الدس والهدم وإضاعة مكاسب الشعب ..من أعداء

ومتآمرين] - داخليين وخارجيين ! ! ويعتمدون على [ التشويش والتهويش والصوت العالي

والردح ] من صحف وفضائيات مشبوهة ممولة من الأعداء ..كما أشرنا وذكرنا أكثر من مرة

..!

..,لذا فإن ( الشارع وصناديق الاقتراع

..والأكثرية الصامتة والصابرة والمستنكرة لهدمهم )( تنتظرهم للقاء في ميادين

الديمقراطية) التي يدعون بالمطالبة بها واعتناقها ! [ والماء يكذب الغطاس ] كما

يقول المثل الشعبي السائر !

وعلى الباغي تدور الدوائر !