لماذا الحكومة المؤقتة

محمد عبد الرازق

بعد مخاض طويل من المشاورات يأتي الإعلان عن البدء رسميًّا بتشكيل الحكومة المؤقتة بعد التوافق النسبي على اسم رئيسها الأستاذ ( غسان هيتو: شخصية كردية وطنية، يعيش في أمريكا ).

هذا و ينتظر هذه الحكومة الأولى للمعارضة السورية عدة ملفات، ينبغي أن تعيرها اهتمامها بشكل لا يحتمل التأخير، و في مقدمتها:

1ـ الملف الأمني.

2ـ الملف الاقتصادي.

3ـ الملف القضائي.

4ـ ملف إعادة الإعمار، و عودة النازحين.

و في رأينا أنه قد أعطي لأمر هذه الحكومة الوقت الكافي حتى رأت النور؛ و عليه فإن المطلوب منها أن تقلع بأسرع وقت ممكن، فالناس في المناطق المحررة على أحرّ من الجمر، و هم يترقبون حكومتهم الأولى التي ستسد الفراغ الناشئ بعد دحر قوات الأسد، و التخلص منها إلى غير رجعة.

و في رأينا أيضًا أنه على أطراف المعارضة، و لاسيما الخارجية منها أن تتوقف عن المناكفات السياسية، التي أصبحت سمةً لها على مدى عامين مضيا من عمر هذه الثورة المباركة، و تبادر إلى مدّ يد العون و المساعدة لشخص رئيس الحكومة، و الفريق الذي سيقع على عاتقه عبء هذا الحمل الثقيل في هذه المرحلة.

و في رأينا أيضًا أنه على الدول الداعمة للثورة: عربيًّا، و إقليميًّا، و دوليًّا أن تبادر إلى الاعتراف الرسمي بها، و أن تتخلى عن سياسة المماطلة التي كانت تتبعها مع المعارضة السورية، سواءٌ على أيام المجلس الوطني، و الائتلاف من بعده، و يتجلّى هذا الاعتراف بعدة أشكال، من أهمها: رفع التجميد عن الأرصدة السورية لدى مؤسساتها المالية، و تسليمها إليها، و الاعتراف الدبلوماسي بها من خلال تسليمها مقار السفارات لديها؛ حتى تمارس دورها في تمشية مصالح المواطنين السوريين الذين عاقبهم النظام البائد بناء على تأييدهم للثورة.

و في رأينا أيضًا أنه على هذه الحكومة: رئيسًا، و أعضاء أن يبادروا إلى مباشرة أعمالهم في المناطق المحررة، و أن يكونوا على تماس مباشر مع هموم المواطن السوري، و لا يحملنهم على البقاء في دول الجوار أيّ شكل من أشكال التخويف؛ فهم ليسوا أقلّ شجاعة من المواطن الذي يتلقى بصدره العاري أشكالاً من الأذى الذي يطاله من جراء بطش نظام الأسد، فهم على أقلّ تقدير محميون من لدن هيئة أركان الجيش الحر، التي أعلن رئيسها اللواء سليم إدريس تأييده لها، و تأمين الحماية لها، ماعدا ما يكون من الجوّ، أو من القصف المدفعي البعيد.

و هو الأمر الذي يقع على عاتق الدول الفاعلة دوليًّا، و كذا الجامعة العربية أن تقوم به لحمايتها من أيّ عدوان قد يقدم عليها نظام الأسد بحقها، و هذا بعضٌ من مقتضيات الاعتراف السياسي بها.

إنّ هذه الحكومة موضع ترحيب من لدن أبناء الثورة، و عليها أن تسعى لإقناعهم بأهمية وجودها بعد أن أخذت الكثير من التفكير، و التشاور، و الانتظار.