تأصيل لمسألة وجواب عاجل لمحمد العبد الله

تأصيل لمسألة وجواب عاجل لمحمد العبد الله

حول عبد الرزاق طلاس

عبد الله المنصور الشافعي

كتب العبد الله على صفحته 

الأب القائد: الإله الذي نبحث عنه     !!! [سبحان الله وإنما نريد التخلص منه] 

أغلبية السوريين تريد من نشطاء أو قيادات أو ممثلي الثورة (سمهم ما شئت) أن يكونوا آلهة... لا يخطئون ولا يمرضون ولا يشعرون. هذا أساساً كان أحد أسباب قيام الثورة على ما أذكر؛ شخص نصب نفسه في مرتبة الإله وأجبرنا جميعاً على تقديسه وتقديم فروض الطاعة له........إلى أخي وصديقي عبد الرزاق طلاس، لا دفاعاً عن خطأ ربما وقع، لكن دفاعاً عن حقك، وحقي، في أن نخطئ، كالآخرين، ونستغفر الله فيغفر لنا.اه .وأغفل إن شاء 

بسم الله .أعتقد أن الأخ محمد العبد الله قد قلب الإحتجاج بناء على الأصل الذي أصله .فبناء على ما ذكره من تأصيل لمسألة التأليه الشخصي يجب عندئذ محاسبة طلاس كأي شخص آخر ولكنه نظر من نافذة ضيقة وعكس القضية وادعى أن التأليه باطل لأن كل ابن آدم خطاء وطلاس إنسان إذا طلاس خطاء ولا حرج عليه عندئذ والله يغفر ذنبه .وأغفل أهم جوانب التأليه والتي هي الإغضاء عن الأخطاء .هذا من الناحية المنطقية أما من الناحية الشرعية والتي اعتمد عليها أيضا العبد الله فهناك خطأ وتحميل للدليل على غير وجهه فالخطأ المغفور هو ما كان بين الله تعالى وعبده أما بين العبيد فليس الأمر كذلك بل حق العبد محفوظ لأن العبد شحيح عليه .إن الإسلام لا يقدس أحدا وإنما يقدس الإنسان عمله .وقد عاتب الله تعالى النبي (ص) (عبس وتولى ) ونبه سبحانه ( لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا عنه الوتين ) وهو خيرة خلق الله .وقال النبي لو أن فاطمة بنت محمد سرقت ... -ولو حرف امتناع لامتناع- والأخطاء كالفتوى والقضاء نسبية تتبع لأربع عوامل : الأثر  والشخص والزمان والمكان . فخطأ رجل من المجلس مثلا يرجع ضرره على أمة ليس كخطأ أفراد الناس بل يضعف بعدد أفراد الأمة ممن يلحق به ضرر المخطئ فهذا له تعلق بالأثر ومثله خطأ رئيس مسلم يمثل الإسلام لا يكون خطأه كخطأ رجل عادي من عوام الناس لأن خطأه يرجع ضرره على الأمة والإسلام ككل ولذلك كانت زلة العالم عظيمة الشان تخوف منها أعظم الخلق شان.أما خطأ الشخص العظيم المنزلة ولو كان فيما بينه وبين الله تعالى فيعظم أيضا تبعا لقدره وعلمه ومعرفته ولقد وعد الله تعالى أمهات المومنين بمضاعفة الأجر مرتين إن أحْسَنَّ وتوعدهن بتضعيف العذاب إن أسأن ضعفين لموقعهن رضوان الله عليهن .وإنما يحاسب الله تعالى الخلق على قدر عقلهم وعلمهم .وكذلك يتعلق الخطأ بالمكان كالإثم بمكة وحمص مثلا في هذه الأيام وفي الزمان كرمضان وحصار حمص أيضا في هذه الأيام  . لذلك فخطأ طلاس لا يعدل خطأ رجل عادي بل لا يبلغ خطأ رجل ربما هو خير منه جهادا وبلاء وأكبر منه قدرا وسنا ولكنه بعيد عن الأضواء فكما أن الغرم بالغنم فالعقاب على طول الجلباب .لقد عزل أمير المومنين عمر بن الخطاب أحد العشرة المبشرين ممن توفي النبي وهو عنهم راض سعد بن أبي وقاص لأحدوثة طارت له في الكوفة تبن لعمر أنها أكذوبة ومع ذلك عزله بناء على أن أمر العامة يراعى فيه رأي العامة ( وأمرهم شورى بينهم ) .وكذلك أقام حد الخمر على صحابي تأول حلها للمتقين فأخطأ وقال للصحابي الكبير القدر والشهود تشهد ذهب ربعك ذهب نصفك ذهب ثلاثة أرباعك حتى تلكأ آخر الشهود فأحجم ونكص فحقن الدم  ثم عزله عمر عن الولاية سياسة .ثم حين يعترض المعترض على ما اتخذته  اللجنة التأديبية بحق طلاس جزاء عما فعله من أمر مستقبح الحكم فيه كذلك . ثم لا محيص من أحد أمرين  فإما أن ترفع طلاس وتقدسه  وتضع أهل الحكم من ثوار حمص وتخطئهم في قرارهم وهم ثوار مثله بيد أن الأضواء لا تسلط عليهم وإما أن تقبل بحكمهم. وأن تطعن بجماعة لتنزيه فرد هو عين التقديس والتأليه الذي حذر منه العبد الله وشنع . فهل يريد العبد الله من وراء دفاعه عن طلاس ستر أخطائه في المجلس فيرجع دفاعه عن طلاس دفاعا عن نفسه  ؟ والله أعلم

أنا لا أحكم على طلاس ولا أدينه ولست مطلعا على كل خفايا المسألة ولكني أجيب على ما ورد في مقالة العبد الله فحسب .فجوابي أصل يحكم به وليس حكما على أحد .