قطوف منوعة 907

قال ابن القيِّم: «‌‌‏إِذا أصبح العَبْد وَأمسى وَلَيْسَ همّه إِلَّا الله وَحده تحمّل الله سُبْحَانَهُ حَوَائِجه كلَّهَا وَحمل عَنهُ كلّ مَا أهمّه وَفرغ قلبه لمحبّته وَلسَانه لذكره وجوارحه لطاعته وَإِن أصبح وَأمسى وَالدُّنْيَا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكّله إِلَى نَفسه فشغل قلبه عَن محبته بمحبّة الْخلق وَلسَانه عَن ذكره بذكرهم وجوارحه عَن طَاعَته بخدمتهم وأشغالهم».

الفوائد لابن القيم [١/‏٨٤]

*************************************

سيقنعونك أن الفقر ليس عيبًا، وأن الله يحب الفقراء أكثر، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان فقيرا، وأن القناعة كنز لا يفنى، وأن الزهد فضيلة، وأن الطمع زذيلة، وأن الطيبة هي رأسمال الفقراء، وأن الأغنياء هم محض مصاصي دماء.

نوع جميل من المخدرات، ستجعلك تتسمتع بفقرك، تستلذ بحاجتك، ترضى بضعفك وقلة حيلتك !!

لن يحدثك أحد عن عثمان وجيش العسرة، ولا عن طلحة وسخائه، ولا عن الزبير وعقاراته، ولا عن ابن عوف وتجارته، ولا عن ابن أبي وقاص وصدقاته، رضوان الله عليهم أجمعين.

لن يحدثك أحد عن استعاذة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه من الكفر و الفقر، ولا أن اليد العليا خير من اليد السفلى، ولا أن المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف.

بل سيقولون لك إنه لا بأس أن تكون (فقيرًا، ضعيفًا، محتاجًا) فحينها لن تسأل، لن تنتقل لمرحلة تطالب فيها بأكثر من قوت يومك، لتتساءل فيها عن الظلم، عن الانبطاح، عن الاستضعاف، فحينها ، ستصبح مزعجًا، متطفلًا، متجاوزًا لمكانتك، حينها ستفكر، ستخطط، ستعمل، وربما –لا سمح الله- ستنتصر!

- محمَّد الغزالي، آنسه الله في وحدته | 

منقول من صفحة الاستاذ رامي تكريتي

وسوم: العدد 907