في البدء كان الكلمة
في البدء كان الكلمة
اقتباس: صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
إلى الطّلبة الأعزّاء مع الكلمة الطّيّبة المقتبسة من كتاب المفكّر الإسلامي
خالد محمّد خالد -
مع الكلمة الطّيّبة نمضي سويّاً حتّى نجني ثمارها روحاً ومادّةً , فمَثَلُ كلمةٍ طيّبةٍ كشجرةٍ طيّبةٍ , أصلها ثابتٌ , وفرعها في السّماء , تؤتي أكلَها كلّ حينٍ بإذن ربّها !
إنّ الكلمة الطّيّبة - كما يقول المفكّر الإسلامي خالد محمّد خالد - هي وثيقة آدميّتنا ,فيوم أُعطينا تلك الكلمة , أُعطينا شهادة ميلادنا , ووثيقة إنسانيّتنا . فالكلمة – حقّاً –تكون أمام كلّ عملٍ وكلّ إبداع . ولقد بدأنا نعي وجودنا يوم تكلّمنا,فشَرَعنا نجاوز الظّلام , ونخترق أسوار العزلة , ولكن شتّان ما بين الكلمة الطّيّبة البنّاءة , , والكلمة الخبيثة الهدّامة الّتي نعمل على اجتثاثها من فوق الأرض , حتّى لا يكون لها قرار !
والكلمة الطّيّبة عنوان إسلامنا الحنيف , وفاتحة تنزّل قرآننا الكريم "اقرأ باسم ربّك الّذي خلق , خلق الإنسان من علق , اقرأ وربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم , علّم الإنسان ما لم يعلم ."
فليس في الحياة الإنسانيّة كلّها جلالٌ يفوق جلال الكلمة , حقّاً إنّ الكلمة الطّيّبة هي الحياة ,فكما يقول المفكّر الإسلامي خالد محمّد خالد : أطفئ الكلمة تنطفئ كلُّ شموعٍ الحياة ! فبالكلمة رُفِعَت راية التّوحيد فوق حطام الوثنيّة !
وبالكلمة نجتمع بأفذاذ الخليقة وروّاد حياة الإنسان , فبينما ينقضّ الموت على النّاس , ويأخذهم عن الحياة , كأن لم يوجدوا , نرى الكلمة المسطورة تستنقذ من ذلك الموت الدّاهم أخبارهم وتراثهم , وأفضل وأغنى أجزاء حياتهم , من روحٍ وعقلٍ , ثمّ تهب ذلك جميعه خلوداً تتحطّم على ذراه كلّ إرادة الفناء ومحاولات العدم !!
فالكلمة تحوّلُ شتات المعرفة إلى موكب متناسق الخطا موصول الحلقات والكلمة هي النّور الذّي يهدي البشريّة إلى مدارج ارتقائها , ويخرجها من ظلام التّأخر والجهل !
وأخيرا أنقل إليكم كلمات نورٍ خطّها بدم قلبه شهيد الحقّ , وشهيد الكلمة الطّيّبة الشّامخة , شهيد الإسلام في العصر الحديث - سيّد قطب - رحمه الله وأرضاه :
" إنّ أفكارنا وكلماتنا تظلّ جثثاً هامدةً حتّى إذا متنا في سبيلها , أو غذّيناها بالدّماء انتفضتْ حيّةً , وعاشت بين الأحياء ! إنّ السرّ العجيب ليس في بريق الكلمات , وموسيقى العبارات , وإنّما هو كامنٌ في قوّة الإيمان , فيحوّل الكلمة إلى حركة حياة !!
