سعد البواردي

* حين تجف ينابيع الحب والرحمة داخل الأعماق.. وتتعرى مجاريها لا تقدر كل أنهار الدنيا على إشباع الجوع.. وقتل الظمأ لأشجار خريفية يابسة لا ري فيها..

* * *

* من حمل هموم أمته على كتفيه.. حمله الوطن فوق هامته..

* * *

* الأصمعي خير غلاماً حديث السن، قائلاً له:

- أيسرك أن يكون لك مائة ألف درهم، وأنت أحمق..؟!

فبماذا رد عليه الغلام؟. لقد جاء فكره أكبر من عمره:

- لا .. والله..

وسأله الأصمعي أسباب رفضه.. كانت إجابة الصبي مقنعة وحاسمة:

- أخاف أن يجني عليّ حمقي جناية تذهب بمالي.. ويبقى حمقي..!

* * *

ذوق حسي.. وآخر نفسي..

هل للذوقين معايير توافق؟! لا أدري.. إلا أن الذي أتصوره وجود خلاف قائم ينتظر من يفك اشتباكه..

لنأخذ مثلاً أمثلة لذوق الإنسان وتذوقه في عالمنا المعاصر وبشكل محايد دون تدخل:

- مغرمون برشخ الملوخية وآخرون يفضلون عليها أي حساء آخر..

- الكمأة أو الفقع له أحباب وشبه أنياب تلتهم ولا تشبع.. في حين يختار بعض الناس طبق بطاطس في تفضيل واشتهاء له..

* جيل الكوكاكولا والبيبسي والميرندا يصب ويعب ولا يقب.. وآخر يترعه لبناً سائغاً للشاربين.. أو عصيراً طازجاً..

الاختيار لا يخضع لمعيار محدد.. وإنما لمذاق غامض التصنيف والهوية..

* مازال يوجد بين صفوف أمتنا العربية والإسلامية من يحاول بفمه أو بقلمه نكء الجرح بين أخ وأخ.. بين جار وجار.. بين مسلم ومسلم.. بين إنسان وإنسان.. كي لا يلتئم الجرح ويبقى نازفًا بقيئه وقيحه وصديده.. وكي لا يتعافى بناء الجسد الواحد مما عليه من صداع أو صراع أو تأخر يوشك أن يفضي إلى ما يشبه عملية انتحار..

أقول في حب لهؤلاء:

اتقوا الله في أيمانكم.. وفي إيمانكم.. وفي أهليكم وإخوانكم.. وفي أوطانكم.. (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}..

* * *

* حتى البدينات من الشابات لهن مسابقة ملكة جمال أسوة بمسابقة أقبح رجل في العالم.. وأحمق رجل.. وربما أكذب رجل.. يحصلون من خلالها على جوائز ومهرجانات تقام على شرفهم!!

مسابقة بدينات العالم التي جرت وقائعها بشرق آسيا فازت بها مس جامبو!! نسبة إلى حجم طائرة الجامبو..

* * *

* ماذا يعني الكذب في حياة الإنسان؟ هل هو آفة طارئة يمكن اقتلاعها من الجذور؟ أم أنه وباء مستشرٍ؟ أم فيروس يمكن الخلاص منه مجرد حقنه من مصل مضاد تقضي على احتقانه.؟

قد يكون هذا.. أو ذاك.. أو ذلك.. المهم توافر قدرة التوصيف والتوظيف لأنجح وأنجع طرق العلاج استرشاداً بضمير حي لا يعرف الكذب ولا يعترف به..

* غريبة عجيبة أطوار بعض الناس.. يزهدون فيما يملكون وهو الأكثر.. ويطمعون فيما لا يمتلكون وهو الأقل..