خلافات في ذمة التاريخ

- هل على وجه الأرض أمة تجتر ماضيها السحيق لتلوك منه خلافات قاسية كهذه الأمة؟!

لماذا لا تبقى في نطاق الذكريات التاريخية التي تدرس كأي تاريخ لتؤخذ منه العبرة فحسب؟!

محمد الغزالي (عقيدة المسلم).

(الشعوب ومعاناتها من القادة)

- إن قصة القيادات في العالم الإسلامي في هذه الفترة التي تمتد على نصف قرن، هي قصة محاربة طبيعة الشعوب الإسلامية الدينية، ومحاولة التخلص منها أو التغلب عليها بكل حيلة ووسيلة؟!!

الحرب الشعواء التي أسفرت في أكثر الأقطار الإسلامية عن الإخفاق والفشل، ولكنها استهلكت جهود هؤلاء القادة، وطاقات هذه الشعوب من غير أن تعود عليها بجدوى، وقد كانت جهود أقل منها تقوم على معرفة هذه الحقيقة، وتقرير هذا الواقع تعود على الأمة والبلاد بحاصل كبير، وتوفر الوقت والجهد على هؤلاء القادة.

أبو الحسن الندوي (أسبوعان في المغرب الأقصى).

( إساءة الفهم كالتزييف)

- المسلمون لم يؤذوا من الأحاديث الموضوعة لسهولة تزييفها وفضحها قدر ما أوذوا من الأحاديث التي أسيء فهمها، واضطربت أوضاعها، حتى جاء أخيراً من ينظر إلى السنن جمعاء نظرة ريبة واتهام، ويتمنى لو تخلص المسلمون منها؟!

وهذا خطأ من ناحيتين:

إهمال الحقيقة التاريخية أولاً، فإن الدنيا لم تعرف بشراً أحصيت آثاره ونقدت بحذر، ومُحصَّت بدقة، كما حدث ذلك في آثار محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

والناحية الأخرى: أن في السنة كنوزاً من الحكمة العالية، لو نسب بعضها إلى أحد من الناس لكان من عظماء المصلحين!

فلماذا تضيع ويحرم الناس خيرها؟!

سعيد حوى (الأساس في السنة وفقهها).

(حقائق ينطق بها التاريخ)

خلت قوائم الإخوان المسلمين من اسمي تماماً، وليس ذلك شيئاً أفخر به، ولكن حقيقة أقررها. ولو سارت جماعة الإخوان المسلمين في طريقها، وبعدت عن التنظيمات السرية التي ربطتها ببعض الجرائم لكان للمسلمين الآن شأن آخر! ولما استطاعت قوى الشر أن تنال من المسلمين أو تعتدي عليهم، فكم من لسان أخرسته قوة هذه الجماعة وكم من عدو توارى خوفاً من الإخوان المسلمين فلما اختفت هذه الجماعة ظهرت أنياب الأعداء، وأخذت تهاجم بشراسة وكانت هذه الأنياب من قبل كليلةً هزيلة.

المؤرخ د. أحمد شلبي (رحلة حياة).

(الاستنصار بالأعداء)

- في سنة 642هـ حُكي عن الملك المنصور أنه قال: "والله لقد حضرت الحرب ذلك اليوم، وأوقع الله في قلبي أنا لا ننتصر لانتصارنا بالكفار على المسلمين، وعسكر دمشق في أسوأ حال، ودخل دمشق وهو لا يصدق بالنجاة" (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب).

وفي الهامش (ذكر سبط ابن الجوزي معلومات قيمة عن هذه الوقعة، وذكر أن الملك المنصور "جعل يبكي ويقول: قد علمت أنا لما سرنا تحت صلبان الفرنج أنا لا نفلح" (مرآة الزمان).

"الطغاة يفضحهم الدعاة"

- توارى الحسن البصري عن الحجاج سبع سنين، فلما بلغه موته قال: "اللهم قد أمته فأمت سنته" وسجد شكراً وقرأ: "إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور".

الإمام القرطبي (الجامع لأحكام القرآن)