حقائق لا ينبغي أن تغيب

حقائق لا ينبغي أن تغيب

محمد الغزالي  

هل اقترب المسلمون من القاع خلال تاريخهم الطويل مثلما اقتربوا منه في هذه الأيام العجاف؟ إن تخلفهم المادي والأدبي بعيد المدى، وأعداءهم محدقون بهمفي ميادين شتى، ولا يزالون يدفعون بالراح من يشير إليهم بالرماح.!!

أرسلت نظرة عجلى إلى الماضي ثم قلت: ليست هذه المرة الأولى لهزائمهم الكبيرة، ففي القرن السابع الهجري كان كل شيء يؤذن بزوال دين محمد عليهالصلاة والسلام كما يقول

"فيلب حتي" في كتابه تاريخ العرب، فقد جاء الصليبيون من أوربا جحافل لا آخر لها واستطاعوا اقتحام عواصم عربية كبيرة،وفكروا في الهبوط إلى شمال الحجاز ليبلغوا القبر النبوي وفي الوقت نفسه اجتاح المغول شرق العالم الإسلامي، ودمروا المدن العظام، ولم يبق إلا أن تنطبق ذراعا الكماشة حتى يمسي العالم الإسلامي كله في خبر كان.

لا إنكار على مجتهد ولا مُختَلف فيه

 علي الحمادي

هذه القاعدة ذكرها علماؤنا من سلف هذه الأمة لما فهموا روح وأدركوا أن هذه الأمة لا يمكن أن يستقيم أمرها وأن تبقي أمة واحدة بعيدة عن النزاع والشقاق إلا بإدراك هذه القاعدة.

 

 

تقليص الفجوة بين المثقف وأمته

 عبد الرحمن الخالدي

لسنا مع تصنيف المبدعين والعاملين في الحياة العامة إلى مثقفين وسياسيين، ذلك أن الأصل في السياسي أن تكون له أرضية فكرية ثقافية يتحرك وفقها ويرسم خططه على هديها، وإلا كانت حركته ضلالا وتيها، كما أن الأصل في المثقف أن يكون له حد أدنى من الفقه السياسي بالواقع وما يعتمل فيه من مذاهب وأفكار ومناهج، وما يشغل الناس حتى لا تكون تنظيراته وتوجيهاته في منأى عن معاناة المجتمع وانشغالاته، وبالتالي يكون كمن يقف في برج عال يتأمل غريقا دون أن يمتلك القدرة على إنقاذه. إن هذا التصنيف ليس إلا تصنيفا إجرائيا أملته

الحاجة إلى بحث سبل التقاطع والتكامل بين ركنين أساسين من أركان النهوض بالأمة العربية الإسلامية إلى مصاف الدول المتقدمة وضمان الحياة الكريمة لأفرادها.

 الخلافة مسألة اجتهادية.. أولاً وأخيراً!

د.محمد عابد الجابري

الخلاف المتشعب حول مسألة الإمامة (وتعني رئاسة الأمة الإسلامية وشكل تنظيمها) دليل على أنها مسألة اجتهادية، أولا وأخيراً. وينطبق هذا على القائلين بالنص أيضاً لأنه لا يوجد بشأنها في القرآن ولا في الحديث نص ظاهر قاطع. فالنص هنا موضوع اختيار واجتهاد وتأويل.

الأفغاني : قراءة في خطوات المشروع الاصلاحي وتحديد المسؤوليات

ماجد الغرباوي

سجل لنا التاريخ اكثر من محاولة نهض بها رجال مسلمون بهدف الاصلاح والتجديد، كانت قد سبقت حركة السيد جمال الدين الأسد آبادي (الافغاني)، وكانت لها آثار ايجابية متفاوتة، الا ان ما حدث على يد السيد على هذا الصعيد يبقى نقطة تحول في تاريخ الشرق بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، فخطواته كانت في اطار مشروع اصلاحي نهضوي واسع وجاد يستهدف احياء الشخصية الاسلامية واعادة بنائها عبر اصلاح الفكر والمقولات والرؤى التي اصابتها تشوهات كثيرة بفعل عوامل متعددة، أودت بها الى الانحطاط والتبعية، حتى اقصي

الفرد المسلم وغادر موقعه الحضاري الفاعل، وتخلى عن مسؤوليته تجاه امته ودينه، وتهمش دوره في صناعة التاريخ، وعجز عن بناء مستقبل طموح يتناسب وحجم المبادئ والقيم التي آمن بها، فجاء السيد جمال الدين ليعيد لتلك الشخصية المستلية والمقموعة في داخلها والمحاصرة من قبل الاستعمار والاستبداد، قدرتها على اتخاذ المواقف المناسبة ومواجهة الاحداث بعزة وارادة عاليتين.

وفعلاً استطاع ان ينفخ في الامة روح اليقظة والعزيمة، حتى حطمت ما كُبِلت به من اغلال وانتفضت بشدة بوجه التحديات المحيطة بها.

  رمضان وتأسيس التنوير الإسلامي

د.محمد عمارة

في القرآن الكريم، يأتي تعريف شهر رمضان بأنه (الذي أنزل فيه القرآن)..وليس بأنه "شهر الصيام".. بل إن السبب في اختيار هذا الشهر ـ وهو ليس من الأشهر الحرم ـ ليكون ميقاتا لهذا الركن من أركان الإسلام ـ فريضة الصيام ـ هو نزول القرآن الكريم فيه.. فكأنه الاحتفال الديني ـ الجماعي ـ باللحظة التي نزل فيها الروح الأمين ـ جبريل عليه السلام ـ على قلب نبي الإسلام ورسوله، صلى الله عليه وسلم، ببواكير الوحي والتنزيل

(اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم  الإنسان مالم يعلم(

فصل المقال فيما بين التصوف والسياسة من اتصال

محمد يتيم

إذا كان من المفهوم منهجيا التمييز بين الشريعة والحقيقة باعتبارهما مجالا لبحثين متخصصين أملى ظهورهما تطور العلوم الإسلامية والحاجة المتزايدة إلى التخصص، فإن من الأخطاء التاريخية هو تطور بعضهما في انفصال عن البعض  الآخر بل أحيانا في نزاع وتشاكس بينهما. وقليلة هي تلك اللحظات التي التقى فيها طلب الحقيقة بتحقيق حدود الشريعة واستنباط أحكام هذه الأخيرة بالوقوف عند مقاصدها التربوية.

لكن التاريخ يشهد رغم ذلك أن التصوف في صورته السنية الجنيدية قد سعى إلى ردم هذه الهوة بين المطلبين إذ زاوج بين مفهوم الرباط الروحي التربوي''ومفهوم ''الرباط السياسي'' أي الانخراط في هموم الأمة وحماية الثغور والسير في مصالح الخلق والوطن .

 من يرفع حالة الجمود عن الحراك السلمي؟

 خالد حسن

هل تعي القوى السياسية والتيارات والتوجهات الإصلاحية أن الإنسان لعربي لفرط شعوره بالضعف والهوان، أصبح يستبعد أي أهمية أو قيمة أو أثر يذكر لرأيه في واقع الحياة؟.

إنه ما لم يتفاعل هذا الإنسان من خلال التجمعات أو الحركة الشعبية مع القضايا والاهتمامات الملحة ويعيش أجواء التلاحم والتدافع والاحتكاك الإيجابي عبر الفعل السلمي الاجتماعي فإنه سيظل حبيس حالة الاكتئاب والاحتقان، أي وعي هذا الذي يتشكل فقط من خلال تراكمات التجريد والتنظير عن بعد وهيمنة صناعة الكلام وطغيان التخزين دون تصريف؟.

رفع الظلم مدخل لمكافحة الإرهاب

فهمي هويدي

أسهل شيء أن نندد بالإرهاب وأهله، أما الصعب حقا فهو أن نتحرى مصادره ونزيل أسبابه. أدري أن إدانة الإرهاب ضرورية للغاية، لكنها بالمقارنة تغدو "جهادا اصغر". أما الجهاد الأكبر الذي ينبغي أن تستنفر لأجله عزائم الرجال وتستدعى شجاعتهم، فهو التصدي للظلم الذي يستنبت الإرهــاب ويغذيه. لذلك، فليتنا لا نقف حين نتصدى للأمر عند إدانة الإرهاب وحده، وإنما نضم إليه - بل قبله -إدانة الظلم الذي ابتلينا به.

أدعوكم إلى العصيان

 طارق البشرى

من الملاحظ أنه كلما ضاقت دائرة الأفراد الممسكين بزمام الدولة زاد التضييق على خصومهم السياسيين، وزاد ميلهم لاستخدام العنف مع الخصوم. وأن شخصنة الدولة هى آخر درجات ضيق نطاق المسيطرين على الدولة، ذلك أن الشخصنة تكون القيادة فيها قد آلت إلى أفراد معدودين، لم يعد الأمر فى يد شريحة طبقية أو طائفية أو قبلية أو غير ذلك، إنما صارت إلى أفراد، وهنا تضيق المصلحة المحمية من الدولة لأنها تكون اقتصرت على مصالح أفراد.