حكاية شعرية / الفلاحان والسحابة

قال لوقا حزينا باكيا : ألا ترى يا جيلو ما في السماء ؟!

ألا ترى هذه السحابة الكبيرة السوداء ؟!

هي نذير رعب لمتوالية من كبار الجوائح !

فسأله جيلو : لمهْ ؟!

_ لمهْ ؟! أعد نظرا ! ما أنا إلا أحمق إن لم تأتِ بالبرَد الذي سيتلف كل شيء :

كروم العنب ، وحقول القمح والشوفان . سيهلك المحصول الجديد في طرفة عين .

لن يلبث شيء .

ستغدو القرية يبابا بلقعا .

ستنوبها المسغبة بعد ثلاثة أشهر ،

ويليها الطاعون الذي سيهلكنا كلنا !

قال جيلو : الطاعون ! على رِسْلك ! وليسكن روعك !

أنا لا أرى ما تراه يا شريكي ! الحق أنني أرى خلاف ما تراه !

المؤكد أن هذه السحابة لا تحمل أي برد ، بل تحمل المطر .

طال يباس الأرض ، وهذه السحابة ستسقي أرضنا سقيا رحمة ،

وتزينها بمحصولنا ،

وتضاعف عشبها ،

وتزيد قمحنا نصف إنتاجه المألوف ،

وتجعل العنب موفورا ،

وسنكون جميعا في رخاء ،

ولن نحتاج شيئا أكثر مما خزنا في براميلنا .

قال لوقا حانقا : خير لك أن ترى سوى هذا الرأي .

فرد جيلو : لا أرى ما تراه .

_ ما دام الأمر هكذا فلن أنطق أي كلمة ، ولنرَ ما سيحدث !

من يضحك أخيرا يضحك كثيرا . الحمد لله ، لست من يبكي الآن .

ومالا إلى التعقل والهدوء بعد أن تولاهما الغضب ،

وهبت ريح أقصت السحابة بعيدا ،

فلم يأتهما برد ولا مطر .

*الشاعر الفرنسي جان بيير دو فلوريان ( 1755_ 1794 ) .

وسوم: العدد 870