تصاعد التوتر على الحدود الإسرائيلية السورية

فايننشال تايمز:

تصاعد التوتر على الحدود الإسرائيلية السورية

جون ريد - فايننشال تايمز

ترجمة وتحرير مسار للتقارير والدراسات - 21 نيسان 2013

مجدل شمس - تتناثر القمامة والذباب على الطريق إلى الحدود قرب بقعاتا، البلدة الدرزية التي تقع في مرتفعات الجولان المحتلة من قِبل إسرائيل، مملوءة بإشارات وعلامات التحذير من الألغام الأرضية. وفي نهاية الطريق قمة جبل تنجرف بشكل حاد للأسفل إلى السهل الأخضر في سوريا المجاورة، التي يأتي السكان منها أحياناً لمشاهدة الحرب الأهلية.

يقول عزت مضالي "عندما يكون هناك عمل فإن الناس يهاتفون بعضهم ويأتون إلى هنا". عزت مهندس مدني يعيش في مجدل شمس على الجانب الإسرئيلي من الحدود وكالكثيرين من الدروز هنا، يحمل الجنسية السورية.

ويقول سكان المنطقة إنهم يسمعون أصوات إطلاق رصاص أو قصف عبر الحدود كل يوم تقريبا. وقد كان اندلاع القتال في آذار بشكل كثيف كافيا للتسبب باهتزاز النوافذ في منازل البلدة في الجانب الإسرائيلي.

على مدى أربعة عقود بعد موافقة إسرائيل وسوريا على وقف إطلاق النار، ظلت الحدود هادئة يحرسها 1000 جندي من الأمم المتحدة في المنطقة منزوعة السلاح. وتقف الدبابات الصدئة مذكرة بالقتال الذي شهدته المنطقة في عام 1973 في حرب يوم الغفران.

ولكن كما يقول مسؤولون عسكريون ومحللون إسرائيليون فإن الحدود الشمالية تعيش توترا أكبر من أي وقت مضى منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.

وكانت قوات نظام بشار الأسد المتهاوية قد انسحبت من المنطقة الحدودية للدفاع عن المناطق القريبة من دمشق، لتترك الجولان السوري إلى حد كبير تحت سيطرة قوات المعارضة، والتي يعتقد أن بعضها جماعات جهادية.

يقول المحلل الإسرائيلي المستقل الذي يعيش في مرتفعات الجولان كوبي ماروم: "الآن هو محاربة نظام الأسد، ولكنها مسألة وقت حتى يتمكن هؤلاء (قوات المعارضة) من تحويل هدفهم وتصعيد الأمور على الحدود مع إسرائيل". وقد أمضى ماروم جزءا كبيرا من حياته المهنية في جيش الدفاع الإسرائيلي، وأضاف أن "بإمكانهم إطلاق صواريخ أو اختراق الجدار والاستيلاء على واحدة من التجمعات الإسرائيلية الواقعة على الحدود".

وقد تلقى فعلا الجانب الإسرائيلي من الحدود قذائف الهاون والرصاص من الجانب السوري، على الرغم من عدم وضوح مصدرها، ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار خمس مرات منذ شهر نوفمبر.

قال الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي المقدم بيتر ليرنر "إننا نرى تدهورا في سلسلة القيادة العامة"، وأضاف "ولهذا السبب شهدنا عددا من الحوادث من الناس الذين بدؤوا بإطلاق الرصاص".

القوات الموالية للأسد كما يقول مسؤولون إسرائيليون لا تزال موجودة عبر الحدود، ولكنها أقل من السابق بسبب نقل النظام قواته إلى أماكن أخرى. وقال السيد ليرنر: "هناك ثوار يحاربون من أجل الديمقراطية، ومن ناحية أخرى يوجد جهاديون يقاتلون في حرب دينية بين السنة والشيعة. هذا ما نراه".

وعلى مقربة من الحدود مع لبنان، التي تقع على الجانب الآخر من جبل حرمون، منطقة تعد مصدر قلق أيضا. وقد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من المسؤوليين الإسرائيليين مرارا من تهديد الأسلحة الكيمائية أو غيرها من الأسلحة التي تصل إلى حزب الله.

وقد استخدمت دمشق الحدود اللبنانية وحزب الله للضغط على إسرائيل في الماضي، وفي شهر شباط قال مسؤولون غربيون إن القوات الجوية هي التي ضربت قافلة أسلحة في هجوم لم تعترف به إسرائيل أو أنكرته رسميا.

وتسببت حالة الفوضى من قوات مراقبة فض الاشتباك في الأمم المتحدة بمزيد من القلق في إسرائيل، على الرغم من أن المسؤولين لم يعبروا عن هذا علنا. وقالت اليابان وكرواتيا هذا العام إنهما قامتا بسحب قواتهما من البعثة. أما أستراليا، التي قامت بإرسال العدد الأكبر من القوات، فقد قالت في الأسبوع الماضي أنها قد تضطر إلى الانسحاب في حال أن الاتحاد الأوروبي قام برفع حظر الأسلحة ضد سوريا، والتي قالت إنها قد تهدد أمنها.

وفي الحادي والعشرين من آذار، تم اختطاف الأعضاء الفلبينيين من قوات حفظ السلام من قِبَل مجموعة سورية دعت نفسها باسم كتائب شهداء اليرموك. وقد أفرج عنهم في وقت لاحق.

كما عززت إسرائيل السياج الحدودي الذي ستنتهي منه بحلول شهر تموز. وبسبب الأوضاع المتدهورة في سوريا تقوم إسرائيل باستبدال القوات الاحتياطية التي تستخدمها بشكل تقليدي في الجولان بالقوات النظامية. وقد صرح الجيش الإسرائيلي كذلك بأنه قد قدم الرعاية الطبية لعشرة من الثوار على الحدود.

ومع ذلك ينفي الجيش الإسرائيلي التقارير التي ترد في وسائل الإعلام وبين السكان المحليين بأنه قد أنشأ مستشفى ميدانيا للجرحى السوريين على الحدود. وقد أوقف مسؤولو الجيش الإسرائيلي بشكل سري التقارير التي تتحدث عن خطط طارئة لإقامة منطقة عازلة داخل سوريا إذا ازداد الفراغ الأمني سوءا.

ولا تزال سيارات الأمم المتحدة تقوم بدوريات في خط وقف إطلاق النار الذي يخترق المناطق المحلية فاصلا بين العوائل والأصدقاء. وقد سميت المنطقة بعد تقسيمها "تلة الضوضاء/ ارتقاء الصوت" لأن الأسر هناك قد جمعت بواسطة مكبر صوت. يتواصل الأهالي عبر البريد الإلكتروني أو موقع فيسبوك.

وقد قسمت الحرب السورية العائلات في القرى الدرزية في إسرائيل في ظل وجود بعض الداعمين للأسد. يقول السيد مضالي "لم يعد هناك مجال للمناقشة أكثر من ذلك، هناك أخوة لن يتحدثوا مع بعضهم".