حرية للشاعر بول الوارد

حرية

للشاعر بول الوارد

زهير سالم*

[email protected]

سبق أن ترجمت هذه القصيدة ونشرتها في 12 / 6 / 2007 . رأيت فيها يومها هوسا طفوليا بالحرية . هذه القصيدة أدخلت صاحبها في عداد الشعراء الفرنسيين الكبار . كانت نشيد اللحظة بالنسبة للشعب الفرنسي الذي كان محتلا من النازيين . ما أرحم النازيين القدامى بالنسبة للنازيين الجدد .

شعبنا البطل اليوم يكتب بدمه القاني كلمة الحرية على كل شيء . أخشى أن الشاعر الفرنسي نسي بعض الأماكن نسي وجنات الأطفال المقطعة التي تطبع عليها خناجر بشار الأسد قبلاتها ..هدية لأحرار سورية أعيد نشر القصيدة ..

30/8/2012

حريـة

للشاعر بول الوارد

كتب الشاعر (بول الوارد) هذه القصيدة الشهيرة، التي شغلت الناس لسنوات، والتي ربط فيها النظم البسيط بالصور الجريئة، فجعلت منه واحداً من مشاهير الشعراء الفرنسيين، في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ضجيج الشاعر من الاستبداد الذي واكب النازيــة والفاشية وجميع أشكال الأنظمة الشمولية التي طغت على آدمية الإنسان وكينونته، وحرمته حقوقه، جعله يلح هذا الإلحاح الطفولي على مسمى (الحرية) ، فيجوب بهذا اللفظ الأعماق والآفاق، الجواني والبراني عالم الغيب والشهادة يترنم باللفظ الذي يرى فيه بوابة العبور إلى الوجود الإنساني الحقيقي.. أولم تكن (الأمانة) خيار الإنسان الذي أبته السموات والأرض والجبال.. وهل عنت الأمانة إلا امتلاك حق (الاختيار الحر) ومن ثم تحمل المسؤولية الناشئة عن هذا الاختيار.

مع بول الوارد، في نشيد الحرية الطفولي المباشر والجميل..

حريـة

فوق دفاتري المدرسية

فوق مقعدي المدرسي، وفوق الأشجار

فوق الرمل، وفوق الثلج

                   أكتب اسمك

فوق كل الصفحات المضيئة

فوق الصفحات البيض

حجراً، كانت، أو دماً أو ورقاً أو رفاتاً

                   أكتب اسمك

فوق الصور المقدسة

فوق أسلحة المحاربين

فوق تيجان الملوك

                   أكتب اسمك

فوق الخميلة والقفر

فوق أعشاش الطيور، وتويجات الزهور

فوق أصداء طفولتي

                   أكتب اسمك

فوق عجائب الليالي

فوق خبز الأيام الأبيض

فوق الفصول المجلوة (كعروس)

                   أكتب اسمك

فوق جميع مصابيح سمائي الزرقاء

فوق مستنقع الشمس الآسن

فوق بحيرة القمر الحيوية

                   أكتب اسمك

فوق الحقول، فوق الأفق

فوق أجنحة العصافير

وفوق طاحونة الأشباح

                   أكتب اسمك

فوق أنفاس الفجر

فوق البحر، فوق السفن

فوق القمة المعربدة (الشاهقة)

                   أكتب اسمك

فوق رغوة السحب

فوق رشح العاصفة

فوق المطر الكثيف الهمجي

                   أكتب اسمك

فوق الوجوه المتلألئة

فوق رنين الألوان

فوق الحقيقة الظاهرة

                   أكتب اسمك

فوق الدروب الحية

فوق الشوارع المنبسطة

فوق الساحات المكتظة

                   أكتب اسمك

فوق المصباح المتوقد

فوق المصباح المنطفئ

فوق منازلي المتلاصقة

                   أكتب اسمك

فوق الثمرة المقطوفة..

من مرآتي ومن غرفتي

فوق سريري الفارغ، المرصع بالصدف

                   أكتب اسمك

فوق كلبي المترف الناعم

فوق أذنيه المنتصبتين

فوق قوائمه الخرقاء

                   أكتب اسمك

فوق اضطراب بابي

فوق أشيائي الأسرية

فوق لهب النار المباركة

                   أكتب اسمك

فوق كل ميثاق عزيز

فوق جبين أصدقائي

فوق كل يد مبسوطة

                   أكتب اسمك

فوق زجاج القاعات

فوق المقابض المرهفة

فوق الصمت، بوضوح

                   أكتب اسمك

فوق ملاذاتي المهدمة

فوق أنقاض مناراتي

فوق جدران سآمتي

                   أكتب اسمك

فوق العدم بلا أمل

فوق العزلة العارية

فوق ممالك الموت

                   أكتب اسمك

فوق العافية المستعادة

فوق الخطر الداهم

فوق الأمل بدون ذكريات

                   أكتب اسمك

وبقوة كلمة..

أستأنف حياتي

لقد ولدت من أجل معرفتكِ

من أجل أن أسميكِ

                     أيتها (الحرية)

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية