كيف يبرر إعلام النظام الروسي لشعبه دعمه للنظام السوري

إعرف عدوك

تقرير مترجم عن ال BBC

كيف يبرر إعلام النظام الروسي

لشعبه دعمه للنظام السوري

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحدة

najjarh1.maktoobblog.com

يصر الروس على رفضهم لأية قرارات تنتقد الرئيس بشار الأسد بشكل أدهش المجتمع الدولي بأسره . وقد رأينا في البي بي سي تسليط الضوء على التغطيه الإعلاميه الرسميه الروسيه ومساهمتها في الدفاع عن النظام السوري وتبرير تصرفاته

 يعتمد معظم الروس على إستقاء معلوماتهم حول الوضع في سوريا من ثلاث مصادر إعلاميه مُسيطر عليها حكومياً وهي

 المصدر الأول:المجموعه الروسيه لقنوات التلفزيون

المصدر الثاني:تلفزيون روسيا واحد

 NTVالمصدر الثالث: تلفزيون

 وهذه المصادر تعكس تماماً وجهة نظر الكرملين , وتحظى بنسبة متابعه عاليه تصل إلى اكثر من خمسين بالمائه من الشعب الروسي .

تتبنى هذه المصادر الإعلاميه وجهة نظر الإعلام السوري حتى تظن أن الأصل هو الإعلام الروسي الحكومي, بينما مهمة الإعلام السوري ترجمة البيانات الروسيه الى العربيه ومن ثُم بثها عبر وسائل إعلامه.

فرواية الإعلامين السوري والروسي متطابقه تماماً وهي إن سوريا تواجه مؤامره ينفذها متمردين في غالبيتهم إسلاميين إرهابيين مع جماعات إجراميه وعصابات مسلحه.حيث يشير الإعلام الروسي إلى الجيش الحر على أنه عصابه مسلحه وقطّاع طرق وهو بنظر هذا الإعلام مسؤول عن الإرهاب في سوريا .والذي يدعو للدهشه أنه لا تتم الإشاره إطلاقاً على ان الجيش الحر هو جيش سوري رفض إطلاق النار على الشعب السوري وإنضم إلى صفوفه.

 الإعلام الروسي يتحاشى بالمطلق الإشاره إلى مجموعات النظام المعروفه بالشبيحه حيث أخذ هذا الإصطلاح اللفظي العربي نطقاً عالمياً بكل اللغات إلاّ اللغه الروسيه والفارسيه, بينما يلقي باللوم على الإعلام الغربي لتأجيج الأوضاع ولاينسى طبعا قناتي الجزيره والعربيه.

وتُعتبر مجزرة الحوله الشهيره التي قام بها النظام بتاريخ ٢٥ أيار / مايو مثالاً على تبرئة النظام السوري من إرتكابها.

وتُعتبر الأخبار عن سوريا أولويه في الإعلام العالمي,إلاّ أن الإعلام الروسي يقلل من أهميتها ويسحبها إلى ذيل أخباره مع عدم الإشاره إليها يومياً.

 بتاريخ ٢٨ أيار صدر تقرير عن القناة التلفزيونيه رقم واحد يلوم الغرب على التجاهل المتعمد لدور العصابات المسلحه وراء إرتكابها لمجزرة الحوله محاولة تثبيت هذه الإفتراءات في عقلية المواطن الروسي ..كما يحاول هذا الإعلام بتحميل الغرب لكل مايجري في سوريا.

ويعتبر مقتل الصحفيه ماري كولفين مراسلة الصنداي تايمز مثالاً صارخاً لما يتعرض له المراسلون الغربيون من أخطار محدقه بهم, بينما يُعتبر المراسلون الروس في محل رعايه وترحيب من النظام السوري. فقد زار مراسل

NTV

 فاديم مفيلوف لمقهى في دمشق يشتكي صاحبه من أنه مُستهدف من قِبل إرهابيين ويقول ان هذا الإرهاب هو مسؤول عن تدهور الإقتصاد.كما أفاد هذا المراسل انه قابل أكاديمي روسي إدعّى بإختطاف إبنته.كما سجّل مفيلوف مقابله مع طفل يرقد في مستشفى قال عنه أنه مصاب بجروح اثناء مهاجمته من قبل عصابات مسلحه وقطّاع طرق وأن له رفاق قد تم قتلهم ,الاّ أن السيد مفيلوف لم يتعرض لأسم القريه ولا أسم الطفل مما يعتبر بالعرف الصحفي خيانةً صحفيه.

وبإختصار شديد ان الإعلام الرسمي الروسي يلوم دائماً العصابات المسلحه دون إشارة واحده إلى دور النظام السوري لعمليات القصف بالدبابات والطائرات والصواريخ والمجازر الجماعيه وإن كانت بعض الصحف الروسيه الغير حكوميه تُشير إلى تساؤلات حول دعم الكرملين للأسد ونظامه إلاّ أن هذا الإعلام الخاص يبقى محدود التأثير.

أعزائي القراء

إنتهى تقرير البي بي سي وأحب ان أختم بكلمتين :إن الدور الروسي في دعم النظام الإرهابي في سوريا بشكل ملفت للنظر ويصل إلى حد الوقاحه يؤكد ان روسيا تسعى لتشكيل حلف مبني على أساس طائفي يمتد من إيران مروراً بعراق المالكي وسوريا النظام الأسدي ولبنان نصر الله تحارب به الأمة العربيه لإبتزازها مالياً وسياسياً..إلا أن الثقب الكبيرالذي أحدثته الثوره السوريه المباركه في نسيج هذا الحلف الغير مقدس ضد الأمه العربيه قد افقد النظام الروسي صوابه وأفشل خططه . بالرغم من تمسكه بقيادة إعلام النظام السوري

مع تحياتي