عذبة لي ومرَّة للناس

من الشعر الكوردي المعاصر

ترجمة: بدل رفو المزوري

[email protected]

شعر : عبدالرحمن مزوري

أيا فاتنتي...

عذبة أنت لي ومرَّة للناس

اختاري طريق العودة واللاعودة

لأجلك سنسلكه

فانا كنت دوما

عاشقك، فانطقي

ومن أين ابدأ ملحمة

عشقنا العنيفة...؟!

وأي من الجعبات

المليئة بالأوجاع والآلام

أفرغها لك...؟!

أتذكرين...

حين كنت أدحرج -بين يديك

الصخور والأحجار

في (الوادي الأبيض)[1]

على الظلام

وكل أزلام (زينفون)

العاتي ، هزمتهم

كي لايستوطنوا خيامنا وديارنا

يعوون كالذئاب

ولكي لا يختلسون

من أمام ناظري قامتك

لحظة

أو يغيروا من بشرتك ولونك

أيا فاتنتي..

عذبة أنت لي ومرَّة للناس

وفي (باب آلان)[2]

في ثنيات مليئة بالصراخ

والأنين

حينما قدم مقاتلوا جنكيز

              والتتار ومصاصوا الدماء

ورقصوا في بيادرنا

دون حياء وخجل

وحطموا آمالنا وأحلامنا

ورأيتِ كيف جعلت من نفسي

عنقاء وعاصفة

وبركانا من ناروتضحية

ثم قضيت عليهم

وسلختهم وعريتهم

والباقون...

ولأجل قامتك الرشيقة

طردتهم من الوطن

والى الأبد.

أيا فاتنتي...

عذبة انت لي ومرة للناس

أتذكرين

حين كنت مع جيش

 (خاني لب زيرين) الكبير

فارسا أسابق الريح

وكيف مع سيفي الذي كان يلمع

كالبرق

يسقط طاغية ويموت

ويتمرغ وحشٌ في دمائه

حتى لا تقولي يوما

في المجالس وبين صاحباتك

إنهم سرقوا الكحل من عيني

 وحبيبي كسول ووحيد

يا لي من مسكينة؟!

أيا فاتنتي...

عذبة أنت لي ومرة للناس

وفي (بازيان)

قدم الزنوج والهنود

ليبتروا جدائلك

ويَسبوك،

ويجعلوك خادمة (للملكة)[3]

يسرقوك أو يشتروك

مني

لأجل هذا

 نهضت مرة أخرى

وأفقت صخور وجبال

موطني        

جعلتهم نارا

وطمرت العدى تحت الرماد

كي تظلين مرفوعة الرأس

والهامة

وجميلة كما عهدتك

وتظلين شعلة

لدحر ظلمة الليالي

عذبة أنت لي، ومرة للناس.

اختاري

طريق العودة أواللاعودة

لأجلك سنسلكه

لأجلك سنسلكه.

              

[1] الالوادي الأبيض: هو طة لى  زاخو التي يظن بأن القائد اليوناني (زينفون) عبره عام 401 ق.م.

[2]span> باباب آلان: ممر جبلي مشهور يخترق جبال القفقاس، كثيراً مادخل الغزاة المغول والتتر منه الى كوردستان.

[3] للملكة: أي لملكة بريطانيا حينذاك.