لا تبتعد عني !

لا تبتعد عني ولو يوما واحدا ؛

لأن اليوم _ لا أدري ما عساي أقول _ طويل ،

ولأني سأضطر لانتظارك غافيا كأنني

في محطة خالية توقفت القطارات التي تأتيها

في مكان آخر .

                      ***

لا تبتعد عني ولو ساعة واحدة ؛

لأن كل قطرات الكرب والحسرة الصغيرة

ستنساب نحوي ،

وكل الدخان الهائم بحثا عن ملاذ يقصده

سيتدفق صوبي ويخنق قلبي المضيع بعدك .

ألا ليت ظلك لا يفنى أبدا من فوق الشاطىء !

وليت جفنيك لا يرفان في المدى الخالي !

لا تبتعد عني ولو ثانية يا أحب الناس !

لأنك ستكون عندئذ ابتعدت طويلا ،

وسأجوب بقاع الأرض حائرا أسأل :

هل ستعود ؟! أم ستتركني هنا لأموت بعدك ؟!

*الشاعر التشيلي بابلو نيرودا .

وسوم: العدد 689