فوق البحيرة

ما أسخى الطبيعة ، وما أعظم فضلها

وهي تضمني إلى صدرها الحنون عند نفاد قوتي ،

فأشعر بأن دما جديدا جرى في عروقي من عالم حر طليق !

فهاهي أمواج البحيرة تهزهز زورقنا هزهزات تتناغم مع إيقاع المجاديف !

وها هي الجبال التي تلامس السماء صاعدات في فضاء سديمي غامض

تعترض مسيرنا !

فلم يا عيني تَنْغضين محتزنة مكتبئة ؟!

وهل عدت إلي أيتها الأحلام الذهبية ؟!

أيتها الأحلام المتنائية عني !

 هنا أيضا حب وحياة مع أنك ذهبية يشق علي تنائيك ،

فهاهي ألف نجمة سارية تتلألأ زُهرا فوق البحيرة !

وها هو الغمام الرقيق يحجب الأفق حولنا !

وها هو نسيم الصبح يترقرق  فوق الخليج الظليل !

وها هي البحيرة مرآة لصورة الثمار الناضجة !

للشاعر الألماني يوهان جوته ( 1749 _ 1832)

                   ***

 النص موزونا

جليلٌ سخاء الطبيعة إنْ   * ألم بقوتيَ يوما نفادْ

هي الأم تحنو علي حنانا  * حرارته أبدا قد تزاد

فأشعر أن دمائي جرت    * بحرية ليس فيها قياد

فذا الموج ناغمَ مجدافنا    * بهزهزة سادها اطراد

وذي سامقات الجبال الرواسي * على دربنا للسماء صِعاد

فما السر ياعين في أن حزنا    * دعاك لإطراقة لا تراد ؟!

ويا كل أحلامي المُذْهبات       * أعدت إلي فولى البعاد ؟!   

ألا فاعلمي أن لي ها هنا   * حياة يغرد فيها الوداد

هنا ألف نجم لها لألآت   * سواهر ،  ما قد دهاها رقاد

وهذا رقيق الغمام العميم  * يُحجِب أفق المدى أو يكاد

وهذا نسيم الصباح سرى  * يهينم في نغم يستجاد

وذي صورة للثمار النِضاج * بمرآة ماء صفاها مُراد

وسوم: العدد 752