صاحب القميص الأحمر

صاحب  القميص الأحمر

رضا سالم الصامت

مسرحية  من فصل واحد ، في أربعة مشاهد

الشخصيات 

 العم جمعة  حطاب و سالم   عامل و الشاهد مروان  صانع حطاب  و اللص جيبران الأعرج  والرجل ريهوان و الصبي  شوكاب يعمل بالسوق  -  القاضي أميران والحاكم  الأصلع عمران والحاجب موهيار

***

يفتح الستار ، أمام لوحة كبيرة تظهر فيها غابة كثيفة الأشجار و مؤشرات صوتية تسمع بعض أصوات  الحيوانات مختلطة مع تغريد  عصافير  و أصوات خفيفة لزفير رياح و رجل بصدد قطع  بعض أغصان الشجر بالفأس ثم عمال يجمعونها  و و تظهر كومة من الحطب و يظهر لص  يرتدي قميصا احمر اللون و يمشي مشية الأعرج  ، يأخذ الحطب و يضعه على ظهره حماره ثم يهرب ليبيعه في السوق القريب من الغابة  

يفتح الستار  و العم جمعة  بعد فترة استراحة  في الغابة ، أخذ  يبحث عن كومة الحطب التي جمعها  مع عماله  فلم يجدها

المشهد الأول 

العم جمعة  و هو حطاب : يتكلم متلعثما :  يا الا....هي ، أي ... أين   الح .... الحطب الذي جمع .....ناه   جمعناه  يا سالم و انت يا مروان؟

سالم : أنا لا اعرف، كان في هذا المكان ؟ 

مروان: اعتقد انه سرق

العم جمعة : و لكن كي  ... كي ...كيف ، و من الذي سر.... سر... سرقه؟

مروان : رأيت رجلا يرتدي بدلة حمراء اللون و يمشي مشية أعرج  أخذ الحطب و وضعه على ظهر

حماره  !

العم جمعة  : و لماذا لم تق ...  تقل لي؟

مروان: ظننت أنك  تعرفه و جئت به ليساعدنا يا عم جمعة  

العم جمعة  : أس ...أسألك  و أين ذهب بالح ....بالح  ... بالحطب ؟

مروان:  لا أعرف

العم جمعة  :  و هو زائغ النظرات ،  س  ... س  سأشتكي به إلى القا..... القا... القاضي أميران ، فهل تق ... تق

تقبل بإدلاء شها.....  شهادتك  يا  مر....مر...مروان؟

مروان : نعم ، هيا بنا

ذهب العم جمعة و مروان إلى حضرة القاضي

المشهد الثاني

القاضي أميران بمكتبه  و بالباب  موهيار حاجبه و الحاكم الأصلع البدين مرجان

العم جمعة :   أيها الحا... الحاجب  ، أيها الحا....الحاجب ،  أريد مقا .... مقا  ... مقابلة حض.....رة  حضرة القا... القاضي

أميران

الحاجب موهيار: و لماذا تريد مقابلة حضرة القاضي ؟

العم جمعة : لتقديم شك.....شكوى في من سر... سر.... سرق حط....حطبي من الغابة

الحاجب موهيار: انتظرا هنا 

يدخل الحاجب موهيار لإبلاغ القاضي أميران، بما حصل ، ثم  يأذن للمشتكي بالدخول بينما يبقى الشاهد  في الخارج 

العم جمعة  :  الس....السلام عليكم  يا سيدي القا....القاضي ،  جئت.....جئتك أقد... أقد  ....أقدم شك....شك....شكوى

القاضي : و ما اسمك ؟

رد عليه : اس....اس....اسمي جمعة،  وجئت أقدم شك.....شكوى في شخص ..سرق كل حط....حطبي الذي جمع....جمعته في  الغا....الغا.... الغابة بعرق جبي....جبيني

القاضي : و من يكون هذا الشخص ؟

العم جمعة : للأسف لا أعر.... أعرفه  

القاضي : و هل شاهدته يسرق؟

العم جمعة : لا يا سي.....سي.....سيدي ، و لكن لدي  شا.....شا....شاهد 

القاضي : و من يكون  هذا الشاهد ؟

العم جمعة : انه صا....صانع حط...حطاب و اس....اس....اسمه مر...مروان  

القاضي : أيها الحاجب ، ادخل الشاهد مروان  

أدخل الحاجب موهيار الشاهد 

مروان: السلام عليكم سيدي القاضي

القاضي : ما اسمك ؟

مروان : اسمي مروان

القاضي : و هل صحيح أنك رأيت  الذي سرق حطب زميلك  في العمل ؟

مروان : نعم ، و كان يرتدي قميصا أحمر اللون ، و يبدو انه مصاب بعرج برجله اليسرى 

القاضي : حسن انتظرا  خارجا

نادي القاضى على حاجبه موهيار، و أمره  بالذهاب إلى سوق بيع الحطب ليجلب له أي شخص يلبس قميصا أحمر اللون

و بعد سويعات أتي الحاجب و معه ثلاثة أشخاص يلبسون أقمصة لونها أحمر و هم  الصبي  شوكاب و الرجل ريهوان

و الأعرج جيبران

المشهد الثالث

الحاكم يمسك بثلاثة أشخاص  و الحاجب يدخل لمكتب القاضي لإبلاغه بوصولهم

الحاجب : سيدي القاضي ، لقد أتينا بثلاثة أشخاص من السوق،  يرتدون كل منهم قميصا أحمر اللون  ، فهل أدخلهم عليك ؟

القاضي : ادخل صغيرهم سنا

الحاجب : نعم

أدخل الحاجب أصغرهم سنا و هو صبي يلبس قميصا أحمر اللون

سأله القاضي : ما اسمك

قال : شوكاب

القاضي : هل بعت حطبا في السوق اليوم؟

رد عليه قائلا : نعم ، لقد بعت اليوم حطبا لرجل ، و  قبضت نصف ثمنه 

القاضي : و هل تعرف اسم هذا الرجل؟

قال : نعم ، اسمه ريهوان و هو بائع حطب معروف في السوق 

القاضي : و هل كان يرتدي قميصا أحمر اللون

قال : لا  يا سيدي القاضي 

القاضي : يمكنك الانصراف أيها الصبي

القاضي : أيها الحاجب ، أدخل الرجل الثاني

المشهد  الرابع و الأخير

أدخل الحاجب الرجل الثاني من الموقوفين و هو أيضا يرتدي قميصا أحمر اللون وسأله القاضي : ما اسمك ؟

قال: اسمي ريهوان

سأله القاضي : هل بعت حطبا  و قبضت نصف المبلغ مع شخص يدعى شوكاب

رد عليه قائلا: نعم و قد اتفقت معه و كان المبلغ بالنصف بيني و بينه حتى أكون عادلا

القاضي : أحسنت، لقد كان تصرفك سليم

نادى القاضي على حاجبه و طلب منه أن يدخل عليهما  الشاهد

دخل الشاهد و تأمل في الرجل و لكنه لم يعرفه فسأله القاضي : هل هذا من سرق حطب العم جمعة؟

قال : هل لي أن أتأكد منه ، أرجو من حضرة القاضي أن يأذن له بالمشي على رجليه

أذن له القاضي و طلب من الرجل ريهوان  أن يمشي  أمامه خطوات

تيقن الشاهد أن الرجل ليس هو من سرق الحطب

فقال للقاضي : ليس هذا من سرق الحطب ، فالذي سرق حطب العم جمعة  مصاب برجله اليسرى

قال القاضي : هل أنت متأكد مما تقوله

قال الشاهد : نعم

فأخلى القاضي سبيله و طلب من الحاجب إدخال الرجل الثالث و الأخير صاحب القميص الأحمر

خرج الشاهد و ادخل الحاجب  الرجل الثالث و الأخير

دخل الرجل الثالث  و هو أعرج ، لا يقوى على العمل  ، يرتعد من شدة الخوف  و قال  أيها القاضي : أنا برئ لم أفعل

 شيئا، و الله لم أفعل شيئا

بقى القاضي يتأمل مشية الرجل ، ففهم انه الشخص صاحب القميص الأحمر )

فقال له القاضي :  و من قال لك أنك فعلت شيئا ، هيا اهدأ  يا رجل و أجب على كل أسئلتي و إن كذبت علي فسوف أسجنك  

قال : سأجيبك بكل صدق

رد عليه القاضي مبتسما : و هذا ما أريده ، ما اسمك ؟

قال : اسمي جيبران

القاضي : اسمع جيدا ما سأقوله لك، من أين جاءك الحطب ، و أنت  في هذه الحالة لا تقدر على عمل شاق كهذا  ؟

قال جيبران: صحيح أنا أعرج ، و لكني قادر على العمل ، و قد جمعت الحطب  و وضعته على ظهر حماري

و عندما وصلت إلى السوق بعته بأبخس الأثمان

القاضي : ماذا ؟ و لماذا بأبخس الأثمان ؟   لأنك  لم تتعب ، كما تعب الآخرون

أنت  من سرق حطب العم جمعة ؟ أليس كذلك ؟

رفض الأعرج جيبران الاعتراف أمام القاضي ، و لكنه  بقي يتمتم لوحده و يقول لقد انكشف أمري يا الاهي و بينما

هو على تلك الحال صاح القاضي في وجهه  : أنت لص يا جيبران، و من الأفضل لك أن تعترف 

رد عليه جبيران: لا أبدا لست لصا ، و لكني احتجت إلى بعض المال

عندما تأكد القاضي أن جبيران هو من سرق الحطب ، نادى  حاجبه و طلب منه إدخال الشاهد مروان

دخل مروان على القاضي و رآى جيبران ، عرفه من أول نظرة و صاح قائلا مشيرا بإصبعه  : انه هو

يا سيدي القاضي ، انه الشخص الذي سرق حطب العم جمعة 

انكشف أمره ، و لم يعد أمام جبيران أي خيار ، غير الاعتراف

و اعترف جيبران  أمام  الجميع  و هو مطأطئ الرأس   : نعم أنا من سرق حطب العم جمعة ، و إني لشديد الندم

 سيدي القاضي

 لكن القاضي أمر حاكمه  الأصلع عمران بالقبض عليه و حبسه ، حتى يكون عبرة لغيره

فهل ينفع الندم بعد فوات الأوان ؟

 و هكذا  تنتهي المسرحية بظهور حق العم جمعة ،الذي تعب و كد من اجل توفير لقمة العيش  بعرق جبينه  ،و من

شدة الفرح ارتفع صوته عاليا  و هو يصيح : يحيا العد...ل... العدل، عا....ش عاش القا....القاضي

و هكذا تنتهي مسرحية  " صاحب القميص الأحمر "  و جيبران  اللص مقيد اليدين يقتاده الحاكم الأصلع عمران

،  و الحاجب موهيار الى السجن أين سيقضي عقوبة يستحقها جزاء ما اقترفت يداه 

 و سط ارتفاع صوت العم جمعة : يحيا العد...ل... العدل، عا....ش عاش القا....القاضي

و يغلق الستار