المثنى بن حارثة الشيباني

عبد الله الطنطاوي

المثنى بن حارثة الشيباني

عبد الله الطنطاوي

[email protected]

مؤثرات: طبول الحرب تضرب (صوت طبول الحرب).

فوزي: هذا رجل غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد.. هذا المثنى بن حارثة الشيباني.

مؤثرات: موسيقى عسكرية.

فوزي: أهلاً بك يا سيدي.. أهلاً بالقائد المظفر، الذي لم ينهزم في معركة قط.

المثنى: أهلاً بك يا بنّي.

فوزي: هل تقدّم لنا نفسك يا سيدي القائد؟

المثنى: أنا رجل من العرب، بناه الإسلام، حتى جعل منه مجاهداً في سبيل الله.

فوزي: ثم شهيداً يرتع في الفردوس الأعلى.

فوزية: هل تقدم لنا نفسك يا سيدي؟ إن أبناء عصرنا يريدون التعرف إلى واحد من أجدادهم العظام.

فوزي: لأننا، يا سيدي القائد، نخوض معارك شرسة، فرضها علينا أعداء أمتنا، عندما زرعوا في قلب وطننا العربي، شوكة دامية، أسموها إسرائيل.

فوزية: وإسرائيل اليوم، تطغى طغياناً شديداً، تقتّل الرجال والأطفال، وتصادر الأرض، وتنتهك العرض، وتدوس المقدسات.

المثنى: ويحكم.. اليهود أخس خلق الله، يغلبونكم على أرضكم، ويحتلون مقدساتكم؟

فوزي: ليسوا وحدهم يا سيدي القائد.. كل دول الظلم معهم، تؤيّدهم، وتناصرهم، وتقدّم إليهم كل ما يحتاجون إليه من الأموال، والأسلحة، والأعتدة، والذخائر والخبرات.

المثنى: هذا لأنكم أخلدتم إلى الأرض، ولم تنفروا مقاتلين في سبيل الله.. (بعد لحظة صمت)

عهدٌ على الأيام ألاّ تُهزَموا      النصرُ ينبت حيث يرويه الدم

فوزية: أنت تنتسب إلى بني شيبان يا سيدي، فمن هم بنو شيبان؟

المثنى: أنا أنتسب إلى الإسلام أولاً وأخيراً:

أبي الإسلام لا أب لي سواه     إذا افتخروا بقيس أو تميم

أما بنو شيبان، فهم من هامات ربيعة في الجاهلية، وهم أبطال معركة (ذي قار) التي هي أول معركة انتصف فيها العرب من العجم في التاريخ. وقد امتد بهم المجد في الإسلام، فكانوا طلائع الفتح الإسلامي في العراق.

فوزي: وأنت يا سيدي، من أشراف بني شيبان.

فوزية: والتاريخ يحدثنا، يا سيدي، عن أنك أول قائد عربي مسلم، تجرأ على مهاجمة الإمبراطورية الفارسية في عقر دارها.

المثنى: وفدتُ مع بني قومي على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم سنة تسع للهجرة، وأسلمت معهم.

فوزي: إذن.. أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المثنى: لقد حصلت على شرف الصحبة، وفاتني شرف القتال تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم.

فوزية: ثم ماذا عن حياتك يا صاحب رسول الله؟

المثنى: عندما ارتدت بعض قبائل العرب عن الإسلام، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقفت في وجوه المرتدين من بني ربيعة، وساعدت العلاء بن الحضرمي في قتال المرتدين، وضيّقت الخناق عليهم، حتى أظفرنا الله بهم، وقد عاد كثير منهم إلى الإسلام، وكانوا معنا في مقاومة دسائس الفرس ضد الإسلام والمسلمين.

فوزي: هل كان الفرس يتآمرون على الإسلام يا سيدي؟

المثنى: نعم.. كانوا يشجعون العرب على الردة، فأبطلنا كيدهم، وقضينا على الفرس المجوس وعمالهم، ممن عاونوا المرتدين في البحرين.

مؤثرات: موسيقى حربية.

المثنى: وتناهت أنباء انتصاراتي إلى مسامع الخليفة أبي بكر الصديق، فقال:

"من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه؟".

المثنى: فأجابه سيد أهل الوبر: قيس بن عاصم.

فوزي: هذا رجل غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد، هذا المثنى بن حارثة الشيباني.

مؤثرات: موسيقى.

المثنى: وخطر لي أن أفتح بلاد فارس، فذهبت إلى المدينة المنورة لأقنع الخليفة أبا بكر بذلك، فقلت له: يا خليفة رسول الله، استعملني على قومي، فإنّ فيهم إسلاماً، أقاتل بهم أهل فارس، وأكفيك أهل ناحيتي من العدو. فكتب لي الخليفة عهداً بذلك.

فوزية: إذن.. أنت يا سيدي، أطمعت أبا بكر والمسلمين في الفرس، وهوّنت أمرهم عليه.

المثنى: أجل يا ابنتي.. لأن الفرس كانوا مجوساً يعبدون النار، وكان حكامهم ظُلاماً، يستضعفون شعوبهم، ويسومونهم سوء العذاب.. أردت نشر نور الإسلام في ديارهم، ليكونوا موحدين، يعبدون الله وحده، لا يشركون به أحداً.. ولا يتظالمون فيما بينهم.

فوزية: ثم ماذا يا سيدي القائد؟ هل أنفذ الخليفة عهده؟

المثنى: طبعاً يا ابنتي.. المسلم عند عهده ووعده.. لقد أمدّنا الخليفة أبو بكر بجيش قوامه عشرة آلاف رجل، بقيادة سيف الله خالد بن الوليد، وأمر الخليفة أن تكون القيادة العامة لخالد، فانضويت تحت إمرته، مطيعاً أمر الخليفة أبي بكر.

فوزي: وأظن أن القائد خالد بن الوليد كان يعتمد عليك في القتال.

المثنى: بل كان يعتمد عليّ في سائر شؤونه.. كان لا يقطع أمراً دوني، يستشيرني في كل أمر ذي بال.. (بعد لحظة صمت).. إنه خالد.. إنه خالد يا أولادي.

فوزية: هل تذكر لنا، يا سيدي، شيئاً عن المعارك التي قاتلت فيها مع خالد؟

المؤثرات: موسيقى حربية.

المثنى: قاتلنا في معركة (الحفير) وانتصرنا فيها على الفرس الذين ولَّوا الأدبار منهزمين، ثم أمرني خالد أن أطارد المنهزمين، فطاردتهم بشدة، وكنت أنوي الاستمرار في مطاردتهم حتى أبلغ المدائن، ولكن الأخبار جاءت تقول: إن جيشاً عظيماً للفرس يعسكر في (المذار) فتوقفت عن المطاردة، لأنه لا قِبَل لي بمقاتلة ذلك الجيش الضخم، فاخترت مكاناً مناسباً بالقرب من (المذار) وعسكرت فيه.

فوزية: ثم ماذا يا سيدي القائد؟ أم أن الأمر انتهى بكم هنا؟

المثنى: لا يا ابنتي.. أرسلت إلى خالد بن الوليد، القائد العام، أُخبره بذلك، فأسرع خالد بمن معه إلى (المذار) ودارت معركة حامية، انهزم فيها الفرس شرّ هزيمة، ركبوا سفنهم، وعادوا أدراجهم، وحال الماء بيننا وبين ملاحقتهم.

فوزية: ثم؟

المثنى: ثم فتح الله علينا الحيرة والأنبار، ثم أرسلني خالد لمهاجمة (سوق بغداد) فأغرت عليه، وهزمت المدافعين عنه.

فوزي: وهل بقيت تقاتل مع خالد إلى أن استشهدت؟

المثنى: يا ليت.. يا ليت لي ذلك.. فقد جاءت أوامر الخليفة إلى القائد خالد، أن يأخذ نصف الجيش، ويلحق إخوانه في بلاد الشام، لأن موقفهم كان صعباًُ للغاية، ونفذ خالد أمر الخليفة أبي بكر، فأخذ نصف الجيش معه، وترك لي نصفه الآخر، وجعلني أميراً على من بقي من المجاهدين.

فوزية: وبهذا ضعف جيشك، وقلّ عدده، بينما بقي الفرس محتفظين بجيوشهم.

المثنى: كان الفرس في بلادهم، وكنّا قد بعدنا عن عاصمة الخلافة، أي كانت خطوط مواصلاتنا بعيدة، بالنسبة إلى خطوط مواصلات العدو.

فوزي: ألم ينتهز الفرس هذه الفرصة؟

المثنى: بلى.. انتهزوها، فحشدوا عشرة ألاف مقاتل، بقيادة هرمز جاذويه، فبادرت بمن معي، وعسكرنا عند أطلال بابل، في انتظار معركة حاسمة. (يبتسم)

فوزية: أراك تبتسم يا سيدي وأنت في موقف حرج، بل في مأزق حقيقي.

المثنى: ابتسمت يا ابنتي عندما كنت أقرأ رسالة كسرى إليّ، فقد كتب يقول:

صوت فوزي: إني قد بعثت إليكم جنداً من وحش أهل فارس، وإنما هم رعاة الدجاج والخنازير، ولست أقاتلك إلا بهم.

المثنى: عندما قرأت هذا الكلام ابتسمت ساخراً منه ومن رعاة الدجاج والخنازير، وكتبت إليه: إنما أنت أحد رجلين: إما باغٍ، فذلك شرٌ لك وخيرٌ لنا، وإما كاذب، فأعظم الكذابين عقوبة وفضيحة عند الله وعند الناس: الملوك، وأما الذي يدلنا عليه الرأي، فإنكم إنما اضطررتم إليهم، فالحمد لله الذي ردّ كيدكم إلى رعاة الدجاج والخنازير.

فوزية: وهل التقى الجمعان، أو تحارب الجيشان؟

المثنى: أجل يا ابنتي.. التقى الجيشان على أطلال مرتفعات بابل، وكان يتقدم جيش هرمز، فيل ضخم كان يفرق بين الصفوف والكراديس، ويوقع الرعب فيهم، فأيقنت أن النصر مرهون بالقضاء على هذا الفيل، فخرجت مع جماعة من إخواني المقاتلين، وهاجمنا الفيل، وأصبنا كمنه مقتلاً، فانهزم الفرس بعد قتال شديد، فطاردناهم إلى أبواب المدائن.

فوزي: وبهذه المعركة الهائلة، أخزى الله كسرى الفرس.

المثنى: وأهلكه.. فقد كان وقع الهزيمة عليه شديداً، فأصابته حمّى شديدة أهلكته.

فوزية: إلى جهنم وبئس المصير.

فوزي: وفرح المسلمون والخليفة بهذا النصر.

المثنى: أرسلت إلى أبي بكر أخبره بالنصر، وأطلب منه مدداً، ولكن أبا بكر لم ينجدني!

الأخوان: لماذا؟

المثنى: لأن جيوش المسلمين كلها في الشام، تحارب الروم.

فوزية: وكيف تصرّفت؟

المثنى: سافرت إلى المدينة المنورة مستنجداً، فوجدت أبا بكر على فراش الموت، ومع ذلك استقبلني واستمع إليّ، واقتنع برأيي، ثم قال: عليّ بعمر، وكان أبو بكر قد استخلف عمر.. فلما جاء عمر قال له: اسمع يا عمر ما أقول لك، ثم اعمل به. إني لأرجو أن أموت من يومي هذا، فإن أنا متّ، فلا تمسينَّ حتى تندب الناس مع المثنى، ولا يشغلنّكم مصيبة، وإن عظمت، عن أمر دينكم، ووصية ربكم.. وإن فتح الله على أمراء أهل الشام، فاردد أصحاب خالد إلى العراق، فإنهم أهله وولاة أمره وحده، وهم أهل الضراوة والجرأة عليهم.

فوزية: وهل نفذ عمر أمر أبي بكر؟

المثنى: وهل يستطيع عمر مخالفة أمر أمره به أبو بكر؟

فوزي: هل تشرح لنا ما حصل يا سيدي؟

المثنى: لما أصبح عمر من الليلة التي مات فيها أبو بكر، كان أول ما عمله أن استنفر الناس، للانضواء تحت لواء المثنى.. استنفرهم ثلاثة أيام متتالية دون مجيب، ذلك لأن جبهة القتال الفارسية كانت من أكره الجبهات إليهم، وأثقلها عليهم، فلما كان اليوم الرابع، عاد فندب الناس إلى العراق، فكان أول منتدب، أبو عبيد بن مسعود الثقفي، فولاّه عمر منصب القيادة العامة في العراق.

فوزية: وأنت تحت إمرته؟

المثنى: وأنا جندي من جنوده.. أئتمر بأمره.. فأنا تحت إمرته.. هل في هذا غضاضة لي؟

فوزي: لا.. لا.. تفضل وأكمل بارك الله فيك، فالرجولة هي التي تسارع إلى الطاعة.

المثنى: بارك الله فيك يا بني.. ثم إن أبا عبيد كان يقاتل بشجاعة، سبّاقاً في التضحية، فهو ليس كسائر الناس.

فوزية: أنا أعتذر يا سيدي، فأنا كنت أتكلم بمنطق عصرنا، وبألسنة رجالنا.. فمعذرة يا سيدي.

فوزي: وبعدها؟

المثنى: بعدها قمت وتكلمت، وشجّعت الناس على القتال، وهوّنت عليهم أمر الفرس، فتسارع المتطوعون حتى بلغوا ألف رجل من أهل المدينة فقط.

فوزي: الله أكبر.. الله أكبر.. تابع يا سيدي أرجوك.

المثنى: ثم أمرني عمر بالعودة السريعة إلى العراق، وأن أستنفر من حَسُن إسلامه من أهل الردة، وأن أنتظر قدوم أبي عبيد مع رجاله، فقفلت عائداً إلى العراق، حتى قدمت (الحيرة).

فوزية: وهل لحق بك أبو عبيد بعسكره؟

المثنى: وصلوا بعد شهر.. واستراح أبو عبيد أياماً، ثم كانت منالة عنيفة بيننا وبين الفرس في (النمارق) جعلني فيها أبو عبيد على رأس الفرسان الخيالة، وانهزم الفرس هزيمة منكرة، وأسرنا قائدهم (جابان).

فوزية: لا تؤاخذنا، يا سيدي، بكثرة أسئلتنا، لأننا نريد أن نتزوّد من ماضينا لحاضرنا، فأرجوك أن تستمرّ في رواية تاريخكم العسكري العظيم.

المثنى: كما تحبين يا ابنتي.. ثم التقينا الفرس في معركة (السقاطية) ونصرنا الله عليهم، بعد قتال شديد، وأقام أبو عبيد بناحية (كسكر) وأمرني بالإغارة على بعض النواحي، وإخضاعها للمسلمين، ففعلت، ولكنّ الفرس جمعوا جموعاً هائلة بقيادة (بَهْمَن جاذويه) فعبر إليه أبو عبيد بجيشه، واشتد القتال، واستشهد البطل أبو عبيد، واستشهد معه بعض القادة، وتسلمت قيادة الجيش، وكانت معنويات الناس منهارة، وعرفت أننا لن نستطيع الصمود في وجه ذلك الجيش العرمرم، فوقفت أنادي، واللواء في يدي، وأمرت المقاتلين بعبور الجسر، فعبروا، وأنا ومن معي من أبطالنا الصناديد، نحمي انسحابهم، فأصابتني ضربة رمح بليغة، وأنا في موقفي ذاك، ثم عبرت الجسر بعد أن عبر كل الناس، ثم انسحبت بقواتي إلى الحيرة، لأنجو بهم من مطاردة الفرس.

فوزي: لا حول ولا قوة إلا بالله.. كم لاقيتم من أهوال.

فوزية: هذا التراب مجبول بدمائكم الزكية يا أجدادنا العظام.

المثنى: ثم أرسلت إلى أمير المؤمنين عمر، أطلب المدد، فاستنفر الأمير القبائل، فجاءتني جموع غفيرة، حشدتها في جيش عظيم في البويب، حيث التقينا جيش الفرس بقيادة (مهران) في شهر رمضان، فأمرت المجاهدين بالإفطار ليكونوا أقوياء على أعدائهم، فأفطروا، وامتطيت فرسي (الشموس) الذي ما كنت أركبه إلا لقتال، وطفت على الصفوف، أحضّهم وأحرّضهم وأهزّهم بأحسن ما فيهم.. كنت أقف عند كل راية وأقول: إني لأرجو ألاّ تؤتى العرب من قِبَلكم.

وكانت معركة هائلة، انهزم فيها الفرس شر هزيمة، وقبل أن يصلوا إلى الجسر ناجين بأرواحهم، سبقتهم إليه، وقطعت بذلك خط رجعتهم، وقتلنا منهم مقتلة هائلة، قُدّرت بمئة ألف قتيل.

الأخوان: الله أكبر.. الله أكبر.

المثنى (متابعاً): وأمرت رجالي بمطاردة الفرس، ففتحوا السواد كله، حتى بلغوا (ساباط) القريبة من المدائن، فيما انطلقت أنا أغزو (الخنافس) و(الأنبار) حتى بلغت قرية بغداد، ومدينة تكريت.

فوزية: هذا يعني أنك فتحت العراق كله؟

المثنى: أجل.. الأمر الذي جعل الفرس يعدّون جيشاً ضخماً لاستعادة العراق، فنزلنا بذي قار، ننتظر المدد من أمير المؤمنين.

فوزي: هل أبطأ عليكم المدد؟

المثنى: لا.. فقد قدم سعد بن أبي وقاص، القائد العام الجديد للعراق، ونفر جرحى الذي جرحته يوم الجسر، وفاضت روحي إلى بارئها قبل أن يصل إلينا القائد سعد.

فوزية: يرحمك الله أيها القائد العظيم، فقد فاتك شرف القادسية التي..

فوزي (مقاطعاً): لا.. لا تقولي هذا يا أختي.. فالوصية العسكرية التي تركها المثنى لسعد، كان لها دور في كسب المعركة.. هل تذكرها لنا يا سيدي؟

المثنى: الحقيقة.. هذه الوصية هي عصارة تجاربي وخلاصة خبرتي في قتال الفرس، ذكرت فيها لسعد، ألا يقاتلهم في عقر دارهم، وأن يقاتلهم على حدود أرضهم، على أدنى حجر من أرض العرب، وأدنى مدرةٍ (أي قرية) من أرض العجم، فإن يُظهر الله المسلمين، فلهم ما وراءهم، وإن كانت الأخرى، رجعوا إلى فئة يكونون أعلم بسبلهم، وأجرأ على أرضهم، إن يرد الله الكرة عليهم.

فوزي: وحملتْ هذه الوصيةَ العسكرية زوجتُك سلمى، وأخوك المعنّى، وسلّماها لسعد.

فوزية: وعندما حمي وطيس المعركة، واستكلب الموت على الأبطال في تلك المعركة الحاسمة، افتقدت سلمى زوجها المثنى، فهتفت:

وامثناه.. ولا مثنى للمسلمين اليوم.

فوزي: ثم كان النصر العظيم في تلك المعركة الفاصلة، الحاسمة.. المعركة التاريخية: معركة القادسية.

مؤثرات: موسيقى الختام