في بيتنا صرصور

عبد الرحيم عبد الرحمن منصور

تسللت مجموعة من شبعة حزب الله إلى أحد الأحياء في إحدى بلدات ريف دمشق ولكن المجاهدين كشفوا أمرها واشتبكوا معها وقتلوا جميع أفرادها إلا واحدا لاذ بالفرار وغاب عن أنظار المجاهدين بين البيوت

الطفل صفوان.ماما  ماما    هناك شخص على الباب

 الأم : اسأله ماذا يريد وكن حذرا يا صفوان

صفوان: يفتح الباب وقبل أن يتكلم اقتحم الرجل الباب ودخل وهو يرتجف من الخوف

ماما .. ماما إنه حرامي .. إنه حرامي

الأم : يا ويلي حرامي في هذه الأوقات (استجمعت شجاعتها وحملت بيدها فردة حذاء وأقبلت كاللبؤة صرخت بالرجل : ماذا تريد ؟ من أنت ؟

الرجل : انا جندي .. خبئيني أرجوك سوف يقتلني المجاهدون

الأم : تفرست فيه وقالت له برباطة جأش : أنت لبناني  من رجال حزب الشيطان أليس كذلك ؟

الرجل : نعم.. نعم .. لم أفعل شيئا أرجوك خبئيني

الأم : خذ .. خذ  يا خنزير .. وانهالت عليه ضربا بحذائها

صفوان وإخوته : خذ .. خذ.. وانهالوا عليه ضربا بالأحذية أيضا

الرجل على الأرض يئن : أرجوكم لا تقتلوني .. لاتقتلوني أرجوكم

صفوان : مرحى يا أمي لقد قضيت عليه

الأم : إنه مجرد صرصور  اضربوه لا تدعوه يتحرك

الأم نادت : صفوان .. صفوان

صفوان : نعم يا أمي

الأم : أخبر والدك فليأت بسرعة

صفوان : أمرك يا أمي ... يهرع إلى الهاتف ... ألأو .. ألو بابا

الأب : من؟ صفوان !! ما بك يا صفوان ؟ ماذا تريد ؟

صفوان : أسرع يا بابا  أسرع   في بيتنا صرصور

الأب متعجبا : صرصور    ومن أجل صرصور تخابرني يا صفوان

صفوان : نعم يا بابا إنه صرصور كبير من حزب الشيطان  ومعه سلاحه

الأب : يبدو الأمر جد وخطير  وماذا فعلت أمك يا صفوان ؟

صفوان : أمي تغلبت عليه بحذائها وقد ساعدناها أنا وإخوتي

الأب: وأين هو الآن

صفوان : هو عندنا .. ممدد على أرض الغرفة يبكي ويندب ويئن

المشهد الثاني :

دخل الأب إلى البيت مسرعا وهو يلهث .. صاح :

أين الصرصور ... أين الصرصور

صفوان مفتخرا : ها هو يا أبي إنه يرتجف من الخوف

الأب : نعم.. فعلا إنه صرصور ( وقال في سره : إنه مسلح ,, لو كان استعمل سلاحه لما بقي أحد حيا في البيت ... ولكنه صرصور ) وهجم عليه وجرده من سلاحه وربطه

أنت من خنازير حزب الشيطان .. أليس كذلك ؟

الصرصور : أرجوك لا تقتلني .. أرجوك

الأب: هيا قم .. هيا

صفوان : إلى أين تأخذه يا أبي ؟

الأب : سأسلمه للمجاهدين .. إنهم يبحثون عنه ... ولكن أين أمك ؟

صفوان : ها هي بالغرفة يا أبي

الأم : تضحك .. إياك أن تفلته .. لقد اهترأ حذائي حتى تمكنت منه

الأب : لا بأس .. سأشتري لك دزينة أحذية .. انتظريني

الأولاد: تحلقوا حول أمهم فرحين : مرحى... مرحى أمي اصطادت صرصور .. أمي اصطادت صرصور ... تحيا ماما .. تحيا ماما ...

انتهى

وسوم: العدد 627