كلاب أهل الأرض

عبد الرحيم عبد الرحمن منصور

المشهد الأول :

اجتمع ثلاثة تجار أصدقاء في سهرة عادية في بيت أحدهم وبعرف باسم (ابوحسين )

رحب أبو حسين بضيفيه واستفسر عن أحوالهما ثم خاضوا جميعا في قضايا متعددة يقطعون بها مشوار سهرتهم وسمرهم وسط جو من المودة والمرح .

أبو حسين:  كبف حالك يا علي ؟وكيف أشغالك إنشاء الله سالكة ؟

علي :الحمد لله  كل شيء يأتي من عند الله هو خير ( واللي بيرضى          بعيش يا أبو حسين

لكن اسمع من الأخ صالح( في عندو حكي محيرو )

أبو حسين : خير يا صالح  ما الذي يحيرك ؟
صالح : قبل أن أخبرك بالذي يحيرني أحب أن أسمعكما  هذه الحكاية التي حكاها لي أحد زبائني البارحة

علي:  تفضل .. كلنا آذان صاغية 

أبو حسين : نقضل إحك .. الظاهر امها حكاية ممتعة

صالح : فال لي الزبون ونحن نتبادل أطراف الحديث : احتجت إلى إصلاح بندقية صيد ورثتها غن والدي عليه رحمة الله فسألت عن مصلح ماهر فدلوني غلى شخص يقال له (المعلم حسنو )
علي : المعلم حسنو ... المعلم حسنو   لقد سمعت بهذا الاسم ولا بدّ أن أتذكره
أبو حسين : المعلم حسنو( أبو هبّة ) الجميع يعرفه   أكمل يا سيد صالح

صالح : استدللت على الدكان ووجدت فيه فتى يافعا  فسلمت عليه وقلت :  هذا محل المعلم حسنو ؟ قال : نعم ..  تفضل..ماذا تريد ؟

علي :كأنك أعطيت بندقية الصيد لهذا الفتى فخربها لك !؟

أبو حسين :اهدأ فليلا يا علي دعنا نسمع منه الحكاية   لا تستبق الأحداث  تفضل سبد صالح أكمل

ضالح: قال لي الفتى : إن أبي ذهب في مهمة قصيرة دفائق وسوف يعود .. تفضل اجلس وانتظره

أبو حسين : جميل .. وهل انتظرته طويلا ؟

صالح : بل سألت الفتى : إلى أين ذهب والدك ؟ قال : يا سيدي جاءه خبر من أحد الزبائن أن سحابتين في جو السماء اصطدمتا ببعضهما  وحصل بينهما( شورت) ماس كهربائي فذهب لإصلاح العطل ولحام الأسلاك وتشغيل التيار بينهما من جديد !!!

أبو حسين : يرفع حاجبيه من الدهشة وانفجر ضاحكا   ,, وهل صدقته يا صالح !!؟

علي كاد أن يغشى عليه من الضحك : الآن عرفت المعلم حسنو  إنه نموذج صارخ للكذب  ولكنه ظريف وشاطر في مهنته

صالح : ولكن.. هذه ليست كذبة المعلم حسنو ... هذه كذبة ابنه !! فكيف لو كان هو !!

ابو حسين وهو يضحك : سر بالآباء متصل بالأبناء

علي وماذا فعلت عندما سمعت هذا الكلام ؟
صالح: رفعت رأسي إلى السماء دون شعور مني  وأخذت أبحث عن المعلم حسنو  ولما انتبهت إلى نفسي  قمت ومضيت مسرعا ....

الجميع يضحكون

المشهد الثاني :

يقدم ابو حسين الشاي لضيفيه مع صحاف الجوز واللوز والفستق الحلبي .. ويتابع الجميع السهرة

ابو حسين : ها قد حكيت لنا يا صالح الحكاية وقد وعدتني أن تخبرني بالأمر الذي يحيرك

علي : نعم.. الآن دخلنا في الجد .. خبرنا يا صالح وفرج عن قلبك

صالج: يا عمي (ابو حسين ) وأنت يا علي يمكن سمعتما ثصريحات المعممين من الروافض في قنواتهم القضائية في شهر  رمضان

علي : مثل (شو يا صالح )؟

أبو حسين : هؤلاء الروافض من الفرس المجوس ومن لفّ لفّهم لا يؤاخذون لأنهم لا يستعملون عقولهم إنما تحركهم أحقادهم على الإسلام والمسلمين
علي : وماذا سمعت يا صالح ؟

صالح: قال المعمم الرافضي ( على التلفاز يخاطب مريديه ) في بداية رمضان أن وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا ) قد حجبت ليلة القدر عن المسلمين لذلك لن تظهر لأحد هذا العام
علي : كذبة ولا المعلم حسنو لها  !!

أبو حسين : لعنة الله على الظالمبن ... لعنة الله على الظالمين    إن هؤلاء قد فاقوا المعلم حسنو بالكذب وسبقوه بأشواط

الجميع يضحكون باستهجان واستغراب

علي : هل هؤلاء سذج.. أم بلهاء مجانين !!؟
صالح : ما أظنهم كذلك يا غلي ... السذج البلهاء هم أتباعهم الذين يصدقونهم
أبو حسين : صدقت .. إنهم خبثاء وحاقدين  يريدون الطعن بالإسلام بأي طريقة وبكل وسيلة  ويريدون تشويه صورة المسلمين أمام غير المسلمين من خلال نشر هذه الخزعبلات والخرافات

صالح : وهذامعمم آخريروي حكاية عن طائرة مليئة بالحجاج الإيرانيين أقلعت من ايران ياتجاه حجهم في كربلاء

علي : وماذا حصل معهم ؟ لا تقل لي أن الطائرة ضاعت في الجو !
صالح : لا...  في الطريق تعطل أحد المحركات وأحذت الطائرة تهوي وأخذ احجاج يصرخون    با حسين ... يا حسين  فهرع اليهم المهدي   وتمكن من استبدال المحرك المعطل في الجو بمحرك جديد وتابعت الطائرة رحلتها ووصل الحجاج إلى كربلاء بسلام
علي: وهذه أيضا كذبة ولا المعلم حسنو لها !!
ابو حسين :أرأيتم الخبث   إنهم بكذبون عن قصد وسبق اصرار  لماذا؟ كي يسيئواللأسلام ويشوهوا صورة المسلمين في عقول غير المسلمين فيقال : انظروا إلى المسلمين بماذا يعتقدون وكيف يفكرون !!

علي : وخاصة أنهم يدعون أنهم هم المسلمون الجقيقيون وغيرهم مرتدون عن الدين والعياذ بالله

أبو حسين : وهذا الكلام يذكرونه بفخر دون خجل ولا مواربه على الأقنية الفضائية التي يديرونها

صالح : أنا متابع برامجهم    وهذا معمم آخر يدعى ( علي الكوراني ) يقول : أن مهديهم مقيم الآن في مثلث برمودا يدير مصنعا حربيا لصناعة الصواريخ  ويشرف على إدارة حركة السفن والطائرات وتوجيهها من هناك !!

علي : يضحك .. الله يعينك با معلم حسنو  يوجد أشطر منك بكثير

ابو حسين : هذه هي اللعبة الخبيثة التي يديرونها  بصفاقة  وهم بذلك لم يخسروا شيئا   وماذا يخسرون فهم أصلا لايدينون بالإسلام ولا يعترفون به إنما هم على دين أجدادهم الفرس المجوس

علي :لا حول ولا قوة إلا بالله .. مجنون .. مجنون  كل من يظن أن هؤلاء مسلمين  ولو تظاهروا بذلك .

أبو حسين : دعونا من كل هذا  وهيا بنا إلى طعام العشاء وبعدها نعود ونكمل سهرتنا  يا الله  تفضلوا .

المشهد الثالث :

أبوحسين: الحمد لله .. الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين

علي : الحمد لله .. وجزاك الله عنا كل خير يا(أبو حسين )
ضالح : الحمد لله رب العالمين .. طعام لذيذ عوضك الله خيرا منه في الجنة يا (أبو جسين)

أيو حسين :صحتين وألف عافية هذا كله من فضل الله وكرمه فله الفضل وله المنة

علي : هل استراحت نفسك يا صالح بعد أن حكيت لنا عما يقلقك ويحيرك ؟

 صالح : ليس هذا الذي بقلقني يا علي وإني لأعلم كذب هؤلاء ودجلهم  ولكن الذي يحيرني هو كيف استطاعوا مع باطلهم وفسقهم وخبثهم أن يتغلغلوا فينا وينقضوا علينا

أبو حسين : صدقت والله .. وسؤالك مشروع  والأمر ليس مزحة   فهؤلاء الروافض أهل البدع والخرافات .. هؤلاء الفرس المجوس قد تسلطوا على أهل التوحيد ( قتل بالآلاف .. هدم.. حرق.. سرقة ..قصف .... )ونحن كأننا لا حول لنا ولا قوة  كيف تمكنوا منا  !؟ إنه والله لأمر محير

علي : الجواب بسيط جدا يا عمي (أبو حسين ) لقد غفلنا عن سر قوتنا .. وسر عزتنا وتركنا ما بين أيدينا  واتبعنا غيرنا .. وهذه هي النتيجة !

صالح : وما هو سر عزتنا وسر قوتنا يا علي ؟

علي : أما سمعت قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام  ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )

أبو حسين : الله أكبر .. الله أكبر أحسنت هذا هو الدواء الشافي الكافي ليس لنا غيره  العودة إلى الدين والعمل بسنة سيد المرسلين لا سبيل لنا غيره إذا أردنا العزة والمنعة والقوة ف( العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ..)

علي : أيام حرب القادسية حشد الفرس المجوس أجداد هؤلاء جيشا ضخما لمواجهة جيش المسلمين  وكان يفصل بينهما نهر دجلة وهو في حالة طوفان

صالح :  وهل خاف المسلمون من جيش الفرس ؟ أم ماذا حصل ؟

علي : قائد الجيش سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه أشفق على رجاله  فهم خارج ديارهم وبعيدون عن مصدر الامداد والمساعدة إذا احتاجوا إليها ودجلة هائج وجيش الفرس حشد مائج  لا بد من الحذر !

أبو حسين : البراعة في القيادة  ( حسن الأخذ بالاسباب  وحسن التوكل على الله  وما النصر إلا من عند الله )

وهذا الذي حصل .. فقد أرسل سعد إلى عمر في المدينة يبين له ويطلب النصح والاستشارة والتوجيه

صالح : وبماذا أشار عليه عمر رضي الله عنه ؟

أشار عليه بأمر واحد  قال له : تفقد يا سعد جيشك فإذا وجدت المعاصي قد فشت فيه فإياك أن تقدم على المعركة   فإنما تنصرون على عدوكم بطاعتكم لله ومعصية عدوكم له  فإذا استويتم في المعصية كانت لهم الغلبة عليكم ...

صالح : وهل عمل سعد رضي الله عنه بهذه الوصية ؟

علي : نعم .. ولم لا يعمل بها  فقد بثّ بين صفوف الجيش العيون والجواسيس ليأتوه بالأخبار وأجوال الجند ..
ابو حسين : وماذ كانت النتيجة ؟

علي : لقد كانت الأخبار مفرحة ومبشرة بنصر الله  والجنود على طاعة لله عجيبة فهم بين قائم يصلي .. وقارىء للقرآن .. ومتضرع لله .. وهم كما وصفهم أحدهم : رهبان بالليل ..وفرسان في النهار

صالح : شيء رائع .. إذن اطمأن سعد على حالة جنوده ورضي عن وضعهم

أبو حسين : نعم .. نعم ويذكر انه كان معه في الجيش سلمان الفارسي رضي الله عنه فلما لمح بعض القلق على وجه سعد قال له بثقة : أمض يا سعد ولا تخش شيئا فوالله ليذللن لهم البحر كما ذلل لهم البراري والصحارى  امض على بركة الله  والله ناصرك عندها أمر سعد جنوده أن يخوضوا النهر إلى الفرس فانزلقوا في النهر مقتحمين ومكبرين ومهللين حتى وصلوا إلى الضفة الأخرى  ولم يفقد منهم أجد

علي : يا سلام .. يا سلام  على هذا اليقين  هذه هي عزة المسلم  ويذكر ايضا أن الفرس المجوس لما رأوا المسلمين قادمون على وجه الماء فروا مذعورين وهم يصرخون : (ديوان آمذ .. ديوان آمذ ) يعني    جاء الجن  .. جاء العفاريت 

صالح : فعلا  العزّ بالإسلام   يا دنيا اشهدي  ..نحن قوم أعزنا الله الإسلام  ....
علي : صورة أخرى من صور العز .. يحدثنا التاريخ أن التتار لما اجتاحوا الشرق الإسلامي ودمروا بغداد وقضوا على معالم الحضارة الإسلامية الرائعة ووصل زحفهم إلى دمشق ..
صالح   التتار وصلوا دمشق ؟

علي : نعم .. وكانوا يقتلون كل من وجدوه في طريقهم ولا يميزون بين طفل ولا امرأة ولا شيخ عجوز ... ويخربون كل عمران يصادفهم  كما يفعل أحفادهم الآن في العراق  والشام  وغيرهما من البلدان ...

أبو حسين : ألم يقف في وجههم أحد ؟ ألم يتصدى لهم أي جيش ؟ أين المسلمون وقتها وكيف كان حالهم ؟

علي : حال المسلمين وقتها شر من حالنا نحن( اليوم إقامة على الذنوب والمعاصي  وحب الدنيا وفرقة وأحقاد و..و..  )

صالح : وماذا حدث بعد دلك ؟

علي : أنا لم أذكر كل هذا إلا للوصول إلى العبرة والعظة المستفادة ... يذكر أن أجد جنود التتار أراد أن  يهزأ بالمسلمين ويحرج شيخ الإسلام أحمد بن تيمية  وقتها فقال متسائلا هازئا : يا شيخ ألسستم انتم المسلمون تزعمون أن دينكم الحق... والله معكم وهو ناصركم       ونحن التتار لا ندين بدينكم   ولا نعبد إلهكم    وها قد تمكنا منكم     فماذا تقول ؟ وكيف تفسر هذا ؟

صالح : لاحول ولا قوة إلا بالله    والله معه حق بهذا السؤال .. هذا اللعين معه حق

علي : نظر إليه شيخ الإسلام مستخفا وقال له بهدوء وثقة : أرأيت الراعي يأخذ أغنامه إلى  المر عى ؟  قال التتاري : نعم . قال شيخ الإسلام : فإذا اجتاحت الأغنام الحمى والزروع ماذا يفعل الراعي ليردها إلى المرعى ؟  قال التتاري :  يطلق عليها كلاب الرعي  فتردها إلى مرعاها

قال شيخ الإسلام بيقين لاتزعزعه الجبال : أنتم   كلاب  أهل  الأرض   أطلقكم الله علينا ليردنا بكم إلى حظيرة قـد سـسه  إلى ديننا  .. وهذا الذ ي صار  وحدث الانتصار بفضل الله
أبو حسين :  الله أكبر .. الله أكبر وهؤلاء الأنجاس ( الفرس المجوس ، والنصيرية ، والشيعة الروافض ,..و..) هم كلاب أهل الأرض  سلطهم الله علينا ليردنا إلى ديننا وعقبدتنا ومصدر عزنا وقوتنا  فهل نستفيق ونتعظ  ونفهم الدرس ؟؟  نرجو ذلك .. نرجو ذلك . 

وسوم: العدد 628